
هاجم الكاتب اليساري البارز جدعون ليفي مظاهر الاحتفال داخل الكنيست (البرلمان) بانتهاء الحرب، واصفا إياها بــ"مهرجان الغرور والتملق"، منتقدا تجاهل السياسيين والمجتمع الإسرائيلي لمعاناة الفلسطينيين والدمار الذي ألحقته آلة الحرب بقطاع غزة.
وكتب في مقاله بصحيفة هآرتس أن كل الذي حدث لإسرائيل خلال العامين الماضيين تجسّد دفعة واحدة عشية احتفالات البلاد بعيد العُرش (سوكوت).
ووصف ليفي تلك الاحتفالات بأنها ذروة "التملّق، وحب الذات، والغرور، والإنكار الجماعي امتزجت فيها "نشوة الإفراج عن الأسرى بفيض من تمجيد الذات والتفاخر".
وأضاف أن الإسرائيليين كانوا يبتهجون، في حين كانت مئات آلاف العائلات الفلسطينية تتجول وسط الركام عائدة إلى "اللا-بيوت"، ومئات الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم ليكتشفوا أن ذويهم قُتلوا بفعل القصف، لكن الإعلام المحلي تجاهلهم تماما، كما تجاهل غزة في الحرب ويغض الطرف عنها في السلام.
وسخر من هذا التجاهل وكأن لسان حال الإعلام الإسرائيلي لا يرى الأسرى الفلسطينيين بشرا، حتى أنه لم يعرض صورة ذلك الأسير المفرج عنه الذي يعود إلى غزة ليكتشف أن زوجته وأطفاله قُتلوا بالقصف.
وانتقد الكاتب بشدة زعيم المعارضة يائير لابيد لتبرئته إسرائيل من تهمة الإبادة وتجويع المدنيين، مذكّراً بتصريحات وزير الدفاع السابق يوآف غالانت الذي أعلن صراحة في بداية الحرب أن إسرائيل ستمنع الكهرباء والماء والطعام عن غزة.
وقال إنه لا أحد في قاعة الكنيست لاحظ أن الكل كانوا منشغلين بتمجيد أنفسهم و"سيِّدهم الإقطاعي" (يقصد هنا الرئيس الأميركي دونالد ترامب). حتى في مثل هذه اللحظات، لم يُبدِ أي أحد معارضة حقيقية سوى نواب القائمة المشتركة التي تمثل عرب إسرائيل، "الذين طُردوا طبعا من القاعة".
ويرى ليفي أن غياب كلمة اعتذار أو إقرار بالذنب في الكنيست حوّل المناسبة إلى مشهد "مقزّز"، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت ستظهر أكثر قوة لو اعترفت بجرائمها وأبدت مسؤولية أخلاقية تجاه ضحاياها.
وعلى حد تعبيره، فإن إسرائيل كانت ستمتلك القوة لو أنها تصرفت بشكل مختلف، بدلا من أن تُردِّد "بغطرسة" يائير لابيد المعهودة الذي وصف المقاتلين الفلسطينيين بأنهم "إرهابيون يرسلون أطفالهم" إلى الموت، وكأن يحيى السنوار هو من كان في قمرة الطائرة الحربية التي ذبحت أطفال غزة بلا رحمة.
وختم مقاله بمشهد من مخيم النصيرات، حيث سُمع فجأة صياح ديك أثناء مقابلة كانت تجريها إذاعة فرنسا مع صحفي من داخل تلك المنطقة في وسط قطاع غزة.
لقد غلب صوت الديك على دوي القصف، وهو ما اعتبره ليفي أكثر مدعاة للاحتفال من كل تلك الخطب الكاذبة مجتمعة، التي ألقاها ترامب ونواب الكنيست في ذلك اليوم.