
نشر موقع ميدل إيست آي تقريرا أعده ديفيد هيرست، محرر الموقع نقل فيه عن مصدر من حركة حماس قوله إن التدمير الإسرائيلي العشوائي لغزة يعتبر عقبة أمام العثور على جثث الأسرى الإسرائيليين الذي قتلوا وهم في الأسر بغزة إلى جانب جثث أكثر من 10,000 جثة فلسطيني تحت الأنقاض.
وقال مصدر بارز في حماس إن المسؤولية تقع على عاتق إسرائيل في تحديد مكان وإعادة جثث الأسرى المفقودين. وكان المصدر يتحدث بعد تصريحات مسؤولين إسرائيليين يوم الثلاثاء بأن معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر سيظل مغلقا حتى يوم الأربعاء، واتهموا حماس بالاحتفاظ بجثث الأسرى الذين تعهدت بإعادتهم كجزء من اتفاق السلام الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والذي أوقف الحرب التي استمرت عامين.
وأخبر المصدر في حماس موقع “ميدل إيست آي” أن مفاوضيها تحدثوا بوضوح خلال المحادثات بأن وجود القوات الإسرائيلية والهجمات الإسرائيلية الإبادية والعشوائية التي تسببت في دمار واسع النطاق من شأنه أن يعقد مهمة تحديد مكان جثث الأسرى القتلى، مما يتطلب وقتا وجهدا أكبر. وقال المصدر: “لقد أوضحوا خلال المفاوضات أن هناك حاجة إلى وقت وجهود كبيرة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية المحتلة، لجمع المعلومات عن الجثث”.
وأضاف أن هذا كان واضحا ومقبولا خلال المفاوضات. وتضمن الاتفاق الموقع بندا واضحا جدا بهذا الشأن. حيث نص البند 5 (إي) من الاتفاق على ما يلي: “إنشاء آلية لتبادل المعلومات بين الجانبين، عبر الوسطاء واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتبادل المعلومات والاستخبارات حول أي أسرى متوفين لم يستردوا خلال 72 ساعة أو رفات غزيين محتجزين لدى إسرائيل. وتضمن هذه الآلية استخراج رفات جميع الأسرى بشكل كامل وآمن وإطلاق سراحهم. وستبذل حماس قصارى جهدها لضمان الوفاء بهذه الالتزامات في أقرب وقت ممكن”.
وكانت حماس قد أفرجت يوم الإثنين عن 20 أسيرا حيا وجثث أربعة أسرى ماتوا، وسيتم تسليم جثث 28 جثة بناء على الاتفاق. وفي يوم الثلاثاء، قالت حماس إنها ستسلم أربع جثث أخرى في الليل.
وأدت حرب إسرائيل على غزة إلى مقتل وجرح أكثر من 245,000 فلسطيني غالبيتهم من المدنيين. وتتجاوز كمية الذخائر التي أُلقيت على القطاع المكتظ بالسكان الكمية التي استُخدمت على المدن الأوروبية الكبرى خلال الحرب العالمية الثانية. وقد دمر حوالي 92% من المباني السكنية و88% من المباني التجارية بالكامل. وتؤكد حماس أن أسرى قتلوا أيضا خلال القصف الإسرائيلي على غزة. وقال المصدر لـ “ميدل إيست آي”: “نتيجة لحرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل، قتل العديد من الأسرى مع حراسهم من المقاومة الفلسطينية، وانقطعت الاتصالات مع بعض الوحدات المسؤولة عن الجثث”.
وأضاف المصدر: “على الرأي العام الإسرائيلي تحميل نتنياهو وحكومته والجيش الإسرائيلي مسؤولية مقتل هؤلاء الأسرى وفقدان جثثهم تحت الأنقاض، إذ يعتقد أن أكثر من 10,000 مدني فلسطيني ما زالوا تحت الأنقاض”. وأشار المصدر إلى أن كتائب القسام التابعة لحماس “حذرت مرارا” من أن إجراءات الجيش الإسرائيلي ستؤدي إلى مقتل أسرى، لكن “إسرائيل لم تخفف من هجماتها” و”استهدفت وحدات القسام المسؤولة عن حراسة الإسرائيليين، أحياء وأمواتا. وتكمن الصعوبة الرئيسية [في العثور على الجثث] في فقدان الاتصال بالحراس، لأن الإسرائيليين هم من قتلوهم”.
وأكد المصدر أن حماس ملتزمة بالوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق وإعادة رفات جميع الأسرى، وأنها تعمل جاهدة على ذلك. وأشار إلى أن صياغة الاتفاق تلزم حماس بإعادة الجثث “في أسرع وقت ممكن”، وقال إن حماس مستعدة للتعاون مع الجهات الدولية، كما هو منصوص عليه في الاتفاق. وقال: “لم يتم إخفاء شيء، لقد أوفت حماس بالتزامها بتسليم الأسرى الأحياء، على الرغم من كل سوء النية من إسرائيل بتغيير قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وعدم السماح بالإفراج عن الأسماء الأولى في القائمة، وتغيير القائمة في اللحظة الأخيرة، على الرغم من أنها [حماس] أوفت بالتزاماتها وأفرجت عن جميع الأسرى الأحياء في الوقت المحدد، بالإضافة إلى أربعة أسرى أموات”.
وقال المصدر إن تدمير إسرائيل لغزة “غير جغرافية المنطقة بشكل كبير”، مما جعل تحديد المواقع “صعبا جدا”. وأدان قرار إسرائيل إبقاء معبر رفح مغلقا، واصفا إياه بأنه “انتهاك خطير للاتفاق” من شأنه أن يعيق جهود الإنقاذ والإغاثة. وقال: “ندعو الوسطاء إلى التدخل الفوري لحل هذه المسألة”.