طالبوا بإنهاء الحرب على غزة.. آلاف المتظاهرون في بريطانيا وايطاليا وأسبانيا عما للفلسطينيين

أ ف ب-الامة برس
2025-10-05

متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يسيرون أمام الكولوسيوم في احتجاج دعماً للشعب الفلسطيني وضد اعتراض إسرائيل لأسطول الصمود العالمي في روما في 4 تشرين الأول/اكتوبر 2025 (أ ف ب)روما- تظاهر نحو 250 ألف شخص على الأقل في روما، مساء السبت 4 أكتوبر 2025، دعما للفلسطينيين مطالبين بإنهاء الحرب على غزة، وذلك في اليوم الرابع من تعبئة شعبية واسعة أعقبت اعتراض إسرائيل لـ"أسطول الصمود العالمي".

وقالت شرطة العاصمة لوكالة فرانس برس إن عدد المشاركين في التظاهرة ناهز 250 ألفا. من جهتهم، تحدث المنظمون عن مشاركة مليون متظاهر.

وهتف المشاركون وبينهم عائلات وأطفال "كلنا فلسطينيون" و"الحرية لفلسطين" و"أوقفوا الإبادة".

وساروا تحت الشمس في قلب العاصمة الإيطالية وسط انتشار أمني كثيف.

ورفع المشاركون الذين لوح العديد منهم بالأعلام الفلسطينية والكوفيات، لافتات كتب عليها "المستوطنات اليهودية خارج الضفة الغربية" و"انهوا نظام الفصل العنصري" و"الأرض المقدسة تطالب بالسلام".

وقال دوناتو كولوتشي وهو قائد كشفي يبلغ 44 عاما يرافق 150 شابا في جمعية علمانية لفرانس برس "عادة لا اؤيد التظاهرات الكبرى لكن اليوم لم أتمكن من ملازمة المنزل".

وأضاف "أعتقد أن دولا مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا لها ثقافة المقاومة والقيم الديموقراطية أكثر من غيرها لأنها خاضت تجربة الدكتاتورية والعنف".

تشهد العديد من المدن الإيطالية تظاهرات كبرى يوميا منذ اعتراض القوات الإسرائيلية أسطول الصمود العالمي الذي كان متجها إلى غزة مساء الأربعاء.

والجمعة تظاهر الآلاف في مختلف أنحاء البلاد دعما لأسطول الصمود وتنديدا بتقاعس حكومة جورجيا ميلوني أمام حصار غزة.

وقال إنريكو إيديت (69 عاما) "شكرا للأسطول، شكرا للإيطاليين لأنه يبدو أننا أصبحنا الآن الشعب الذي يتحرك بقوة وحماسة أكبر".

واتهمت ميلوني السبت المتظاهرين بتدنيس تمثال البابا يوحنا بولس الثاني (1978-2005) بالشعارات أمام محطة القطارات الرئيسية في روما ووصفت الحادثة بأنها "معيبة".

وقالت في بيان "يقولون إنهم ينزلون إلى الشارع من أجل السلام، لكنهم يهينون ذكرى رجل كان مدافعا حقيقيا عن السلام".

أكثر من ألف شخص يشاركون في تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في بريطانيا

الشرطة البريطانية تقتاد امرأة كانت تشارك في تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في وسط لندن، السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2025 (أ ف ب)

وفي المملكة المتحدة، خرجت تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين أمس السبت 4 أكتوبر 2025، رغم طلب رئيس الوزراء كير ستارمر من المواطنين عدم المشاركة في الاحتجاجات، بعد يومين على عملية دهس وطعن أوقعت قتيلين أمام كنيس في مانشستر.

ولا يزال أربعة أشخاص، هم رجلان وامرأتان، قيد الاحتجاز للاشتباه بارتكابهم جرائم مرتبطة بالإرهاب عقب هجوم الخميس.

وقالت الشرطة إن امرأة تبلغ 18 عاما ورجلا يبلغ 43 عاما أطلق سراحهما بعد اعتقالهما في وقت سابق، ولن يواجها أي إجراءات أخرى.

وقُتل شخصان وأصيب ثلاثة بجروح خطيرة في الهجوم الذي وقع في مانشستر بشمال غرب انكلترا في يوم الغفران أو "كيبور" الذي يعد الأكثر قداسة لدى اليهود.

وقتلت الشرطة المهاجم جهاد الشامي البريطاني من أصل سوري والبالغ 35 عاما، في غضون دقائق من ورود الأنباء.

وفاقم الهجوم المخاوف لدى الجالية اليهودية في بريطانيا.

وأعلنت الشرطة تسيير دوريات في محيط دور العبادة في أنحاء المدينة "مع التركيز بشكل خاص على توفير انتشار واضح جدا داخل مجتمعاتنا اليهودية".

واعتُبر الهجوم على كنيس هيتون بارك بشمال مانشستر من بين أسوأ الهجمات المعادية للسامية في أوروبا منذ الهجوم على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي شنته حركة حماس الفلسطينية وأشعل حرب غزة.

وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لفرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

وأسفرت الحملة الإسرائيلية العنيفة عن مقتل ما لا يقل عن 67074  فلسطينيا، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وأدت حرب غزة إلى خروج احتجاجات في بريطانيا وغيرها من البلدان الأوروبية.

وتجمع قرابة ألف شخص السبت في ساعة ترافلغار بوسط لندن تضامنا مع مجموعة بالستاين أكشن (التحرك من أجل فلسطين) المحظورة، حسبما أعلنت مجموعة "الدفاع عن هيئات محلفينا"، الجهة المنظمة.

وأكد متحدث باسم المجموعة "تضامنها" مع الجالية اليهودية على خلفية الهجوم مضيفا أن "إلغاء تظاهرات سلمية يجعل الإرهاب يكسب".

وجذبت تظاهرة أصغر حجما دعت إليها مجموعة "اصدقاء فلسطين في مانشستر الكبرى" قرابة مئة شخص في المدينة.

- دعوة إلى عدم التظاهر -

وقبل ذلك حض ستارمر الناس على عدم المشاركة في التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين.

وقال على منصة إكس "ادعو كل من يفكر في الاحتجاج نهاية هذا الأسبوع على إدراك واحترام مشاعر الحزن لدي يهود بريطانيا. إنه وقت للحداد وليس مناسبة لإثارة التوتر أو التسبب في مزيد من الألم".

وأعلنت الشرطة أنها اعتقلت 355 شخصا على الأقل في تظاهرة لندن.

ومنذ حظرت الحكومة المجموعة في أوائل تموز/يوليو، أصبح دعمها يمثل جريمة جنائية بموجب قانون الإرهاب لعام 2000، واعتُقل مئات الأشخاص في عدة احتجاجات.

وقال طالب يبلغ 21 عاما طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "أنا على استعداد لتوقيفي".

واعتبر أن "حظر بالستاين أكشن إجراء غير ديموقراطي. لا ينبغي أن تكون مجموعة إرهابية، فهم لم يقتلوا أحدا".

وقال ديفيد كانون (73 عاما) رئيس "الشبكة اليهودية من أجل فلسطين" إن التظاهرة "منفصلة تماما" عما حدث في مانشستر.

وأضاف "لا يوجد شيء يهودي في الإبادة الجماعية أو الفصل العنصري أو التطهير العرقي".

من ناحيتها أعلنت هيئة تراقب سلوك الشرطة أنها ستنظر في تفاصيل إطلاق العناصر النار على الشامي.

وسينظر التحقيق أيضا في ملابسات مقتل شخص ثان في إطلاق النار وإصابة ثالث بجروح.

وأكد "المكتب المستقل لمراقبة سلوك الشرطة" عدم وجود دليل على استخدام أي شخص آخر غير عناصر الشرطة الأسلحة النارية في موقع الحادث.

وقال في بيان "سينظر تحقيقنا المستقل في ملابسات إطلاق الشرطة النار على جهاد الشامي".

وأضاف أن "تشريح الجثة  يوم (الجمعة)  خلص إلى أن رجلا آخر توفي في مكان الحادث، أصيب بطلق ناري قاتل".

والتحقيقات التي تجريها هيئة الرقابة، إجراءات عادية في الحالات التي قد يؤدي فيها استخدام القوة من جانب الشرطة إلى وفاة أحد المواطنين.

عشرات الآلاف يتظاهرون في برشلونة تضامنا مع غزة

متظاهرون في مدينة برشلونة يرفعون علما فلسطينيا عملاقا في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر 2025 (أ ف ب)

وفي اسبانيا، تظاهر عشرات الآلاف في مدينة برشلونة دعما للفلسطينيين وتضامنا مع غزة، مطالبين بإنهاء تجارة السلاح مع إسرائيل، ضمن سلسلة من التحركات المقررة في إسبانيا السبت 4 أكتوبر 2025.

وسار المتظاهرون الذين قدّرت الشرطة عددهم بنحو 70 ألفا، بشكل سلمي في وسط برشلونة خلف لافتة حمراء عملاقة كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية في فلسطين. أوقفوا تجارة السلاح مع إسرائيل".

وقالت المتقاعدة مارتا كارانسا (65 عاما) التي وضعت علما فلسطينيا على ظهرها، لوكالة فرانس برس "سياسة إسرائيل كانت خاطئة لأعوام طويلة، وعلينا أن ننزل الى الشارع" ضدها.

أضافت "نزل كثيرون الى الشوارع عندما تمّ اعتراض الأسطول الخميس، واليوم نتوقع أن تكون" المشاركة أكبر حتى.

وكانت كارانسا تشير الى "أسطول الصمود العالمي" الذي ضم نحو 45 سفينة وقاربا، أبحر عدد كبير منها من برشلونة. ونقل الأسطول مئات الناشطين ومساعدات انسانية بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، قبل أن تعترضه بحرية الدولة العبرية وتوقف المشاركين فيه تمهيدا لترحيلهم.

ومن بين الموقوفين نحو 50 مواطنا إسبانيا، بحسب ما أفاد وزير الداخلية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس السبت.

ورأى جوردي باس (40 عاما) أن المشاركة الواسعة في تظاهرة السبت كانت متوقعة. وأوضح المدرّس في التعليم الأساسي، والذي كان يلوّح بعلم فلسطيني، أن "الناس بدأوا يصحون... هذا الأمر الوحيد الذي يمكن أن يمنح (الفلسطينيين) بعض الأمل، أي أن يروا كل العالم يتحرك تضامنا معهم".

وصدرت دعوات كذلك الى التحرك السبت في مدن عدة أبرزها مدريد.

وشهدت إسبانيا تحركات واسعة تضامنا مع الفلسطينيين على خلفية حرب غزة التي اندلعت عقب هجوم حماس على إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ومنتصف أيلول/سبتمبر، ألغيت المرحلة الأخيرة من طواف "لا فويلتا" للدراجات الهوائية في إسبانيا عقب تحرك احتجاجي شارك فيه نحو 100 ألف شخص دعما للفلسطينيين ورفضا لمشاركة فريق إسرائيلي في السباق.

ودعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الى منع إسرائيل من المشاركة في الأحداث الرياضية الدولية، على غرار القرار الذي اتخذ بحق روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا في العام 2022.

وإسبانيا هي من أبرز الدول الأوروبية المنتقدة لإسرائيل بسبب الحرب في غزة، خصوصا في ظل تدهور الأوضاع الانسانية التي بلغت حد إعلان الأمم المتحدة المجاعة في غزة في آب/أغسطس.

وأعلنت مدريد في أيلول/سبتمبر حظر الواردات من منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي