في خطاب فاجئ العالم : الرئيس الكولومبي يدعو لتاسيس جيش دولي لتحرير فلسطين

الأمة برس - وكالات
2025-09-25

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو (أ ف ب)نيويورك - الأمم المتحدة - دعا الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إلى توحيد جيوش الدول التي ترفض الإبادة الجماعية في قطاع غزة، من أجل تحرير فلسطين.
وأكد بيترو في كلمة خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء 24-9-2025، أن “الإنسانية لم تعد تستطع تحمّل يومٍ واحدٍ إضافي من الإبادة الجماعية في غزة”.
وأعرب عن رفضه حرية التجول في الولايات المتحدة وأوروبا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمسؤولين عن الإبادة الجماعية في غزة.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و419 شهيدا و167 ألفا و160 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.
وقال بيترو: “يجب على قوات جيوش جميع البلدان التي ترفض الإبادة الجماعية أن تتوحد من أجل تحرير فلسطين”، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية فشلت في وقف الإبادة الجماعية بغزة.وأضاف: “لا يوجد عرق متفوق ولا شعب مختار من قبل الرب، فالشعب المختار لدى الرب هو كل البشرية، وعلى الأمم المتحدة، وبطريقة مختلفة وإنسانية، أن توقف أولاً وقبل كل شيء الإبادة في غزة”.
وشدد أنه مصر على الاستمرار في الكلام، طالما أن “الصواريخ التي تمزّق أجساد الأطفال والرضع الأبرياء في فلسطين تسقط كل ثانية”.
وانتقد بيترو السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال إن “ترامب لا يسمح فقط بسقوط الصواريخ على الشباب في منطقة البحر الكاريبي، ولا يسجن المهاجرين ويقيدهم بالسلاسل فحسب، بل يغض الطرف أيضًا عن إطلاق الصواريخ على النساء والأطفال والشباب وكبار السن في غزة، وبذلك يكون شريكا في جريمة الإبادة الجماعية، وينبغي الصدح بذلك مرارًا”.
وفي 16 سبتمبر/ أيلول الجاري، أعلن ترامب أن قوات بلاده قتلت 3 أشخاص في المياه الدولية، قال إنهم “كانوا على متن قارب محمّل بالمخدرات انطلق من فنزويلا”، وذلك في ثاني واقعة خلال سبتمبر بعد إعلانه في 2 من الشهر ذاته استهداف قوات بلاده “سفينة محملة بالمخدرات”، بعد إبحارها من سواحل فنزويلا، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا.

من هو الرئيس غوستافو بيترو؟
يُعد بيترو أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا. في شبابه انضم إلى حركة إم-19 (حركة 19 أبريل) اليسارية المسلّحة، قبل أن يتحول إلى العمل السياسي ضمن التيار التقدمي والديمقراطي. هذه الخلفية جعلته يتبنى خطاباً يربط بين التحرر الوطني ومقاومة الاستعمار، وهو ما ينعكس بوضوح في مواقفه الدولية.

منذ توليه الحكم عام 2022، حرص على تقديم كولومبيا كلاعب جديد في "الجنوب العالمي"، يسعى إلى إعادة التوازن في العلاقات الدولية بعيداً عن الهيمنة الأميركية. وقد وجّه مراراً انتقادات حادة لسياسات واشنطن في أميركا اللاتينية ومناطق النزاع العالمية.

كذلك، أصبحت القضية الفلسطينية محوراً أساسياً في خطابه. ففي أعقاب الحرب في غزة، اتخذ خطوات غير مسبوقة، منها طرد السفير الإسرائيلي من العاصمة الكولومبية بوغوتا وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية، كما وصف مراراً ما يحدث في غزة بـ"الإبادة الجماعية"، ما جعله من أبرز الأصوات المدافعة عن الفلسطينيين في أميركا اللاتينية.

بالنسبة له، فلسطين ليست قضية بعيدة عن الواقع الكولومبي أو اللاتيني، بل امتداد لمعركة عالمية ضد الاستعمار والهيمنة. ولهذا كثيراً ما يقارنها بتاريخ حركات التحرر في أميركا الجنوبية.

بيترو وإسرائيل
في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أوقفت إسرائيل جميع صادراتها الأمنية إلى كولومبيا بعد تصريحات لبيترو شبّه فيها الجيش الإسرائيلي بالنازيين، ما فجّر أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين. وردّت كولومبيا باستدعاء سفيرها من تل أبيب احتجاجاً على القصف الإسرائيلي للمدنيين في غزة.

كولومبيا، التي اعترفت رسمياً بدولة فلسطين عام 2018، تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية، وتدعو إلى "سلام دائم على أساس حل الدولتين".

وفي يوليو/تموز الماضي، نشر بيترو مقالاً في صحيفة الغارديان البريطانية شدد فيه على أن للحكومات واجباً أخلاقياً وقانونياً في مواجهة إسرائيل بسبب حربها على غزة وانتهاكها للقانون الدولي، محذّراً من أن التقاعس يجعل المجتمع الدولي شريكاً في الجرائم ويقوّض النظام العالمي. وأشار إلى أن كولومبيا علّقت صادرات الفحم إلى إسرائيل، بينما رفعت جنوب أفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية، وحظرت ماليزيا دخول السفن الإسرائيلية إلى موانئها.

وختم بالتأكيد أن الفلسطينيين "يستحقون العدالة"، وأن التاريخ "سيحاسب من يتقاعس عن هذه المسؤولية".

 











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي