
القدس المحتلة- قال الدفاع المدني في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت العشرات في أنحاء متفرقة من القطاع الأربعاء فيما تواصل اسرائيل هجومها على مدينة غزة حيث اضطر مئات آلاف الأشخاص إلى الفرار.
وباشرت إسرائيل حملة برية وجوية في مدينة غزة، في إطار هدفها المعلن للسيطرة الكاملة عليها إذ تعتبرها آخر معاقل حركة حماس، بعد قرابة السنتين على اندلاع الحرب التي حولت القطاع إلى حقل أنقاض.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحد نزوح نحو 550 ألف فلسطيني خلال الأيام الأخيرة، فيما أفاد الدفاع المدني في غزة وكالة فرانس برس الجمعة بأن 450 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة نحو جنوب القطاع منذ نهاية آب/اغسطس.
وتعدّ غزة كبرى مدن القطاع وأكثرها اكتظاظا بالسكان لا سيما بعدما تكدس فيها عدد كبير من النازحين إثر تدمير بلداتهم في الشمال. وكانت الأمم المتحدة قدّرت في آب/أغسطس عدد سكانها ومحيطها بأكثر من مليون نسمة.
وقال ثائر صقر (39 عاما) لفرانس برس الأربعاء إنه غادر حي الشيخ رضوان في مدينة غزة مع زوجته وأطفاله وأخته متجها جنوبا. وأضاف "الدبابات على الطريق الساحلي... أطلقت النار علينا، واستشهدت أختي".
وأضاف صقر أنه عاد إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة وقال "لن أغادر، حتى لو قتلونا جميعا. أناشد العالم: ساعدونا! أقول لإسرائيل: تريدون منا أن نغادر، لكن كيف نغادر ونحن بلا أي نقود، ولا وسائل نقل، ولا مكان؟"
- "منظر يرثى له!" -
قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إنّ "40 شهيدا، بينهم 9 أطفال و6 نساء على الأقل، ارتقوا فجر اليوم (الأربعاء) جراء مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في منطقة سوق فراس شرق مدينة غزة".
وأشار الدفاع المدني إلى عدة عمليات نفذها الجيش الإسرائيلي خلال ليل الثلاثاء الأربعاء، ركزت بشكل رئيسي على مدينة غزة، وكذلك في جنوب القطاع بين رفح وخان يونس.
وفي مدينة غزة، قُتل سبعة أشخاص على الأقلّ في ثلاث غارات جوية استهدفت مستودعا تابعا للبلدية وخياما تؤوي نازحين في سوق فراس بوسط المدينة.
وردا على استفسار فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يبحث في التقرير".
وتحول القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول إلى الميدان، دون تحقّق وكالة الأنباء الفرنسية من المعلومات المقدمة من الأطراف المختلفة بشكل مستقل.
وأظهرت لقطات فرانس برس بعد الهجوم مشهد دمار واسع، حيث كان الفلسطينيون يمشّطون أكوام الركام والمعادن الملتوية بحثا عن أثر للحياة، بينما حمل رجلان جثمانا ملفوفا ببطانيات ممزقة.
جثت نساء باكيات على ركبهنّ، لتوديع أحبائهن للمرة الأخيرة، محتضنات الجثامين المكفنة. وقد وُضعت على الأقل ست جثامين على الأرض، من بينها كفنان يبدوان بحجم طفل.
وروى محمد حجّاج الذي فقد أقاربه في القصف "الناس كانوا نيامى في أمان الله، واستفقنا على أصوات ثلاثة انفجارات عنيفة.." ويوضح أنهم أتوا ليتفقدوا آثار الضربات هذه ليجدوا حجم الدمار الهائل و"أطفالا ونساء مقطّعين (لأشلاء). منظر يرثى له!"
- "شعرت أن موتي اقترب" -
شنت إسرائيل هجوما بريا مدعوما من الولايات المتحدة على مدينة غزة في وقت سابق من أيلول/سبتمبر بهدف السيطرة على المدينة، بهدف معلن هو القضاء على حركة حماس.
وفي هذا السياق، أمر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بالانتقال إلى "منطقة إنسانية" في الساحل الجنوبي بمواصي خان يونس، حيث تقول إسرائيل إنه سيتم توفير المساعدات والرعاية الطبية والبنية التحتية الإنسانية.
وكانت إسرائيل أعلنت في بداية الحرب المنطقة آمنة، لكنها نفذت ضربات متكررة عليها منذ ذلك الحين، قائلة إنها تستهدف حماس.
وقال محمود الدريملي (44 عاما) الذي نزح من حيّ الصبرة في جنوب المدينة مع عائلته ليقيم في خيمة في ساحة السرايا في حي الرمال في غربها "رأيت دبابات تطلق النار في الهواء وأحيانًا على الناس، شعرت أن موتي اقترب".
وأشار الدريملي إلى أنه شاهد دبابات في أحياء تل الهوا والصبرة، وكذلك على أطراف حي الرمال.
وتواجه اسرائيل ضغوطا دولية لوقف الحرب التي اندلعت عقب هجوم حركة حماس على أراضيها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا للأرقام الرسمية.
وعلى مدى نحو عامين، أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بحياة ما لا يقل عن 65419 شخصا، معظمهم أيضا من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2,4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل إلى أنحاء أخرى من القطاع.