مع غياب "عباس" عن القمة.. غزة ومستقبل الفلسطينيين يهيمنان على اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة

أ ف ب-الامة برس
2025-09-19

صورة مؤرخة في 18 ايلول/سبتمبر 2025 لفلسطينيين نازحين نحو جنوب قطاع غزة بعد أوامر من جيش الاحتلال الإسرائيلي (أ ف ب)القدس المحتلة- يتوجّه أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة إلى نيويورك الأسبوع المقبل لحضور القمة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستهيمن عليها هذا العام قضية مستقبل الفلسطينيين وغزة، رغم غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وسيغيب عن القمة الرئيس الفلسطيني ووفده بعدما رفضت واشنطن منحهم تأشيرات للسفر إلى الولايات المتحدة للمشاركة في الاجتماع.

وستهيمن الكارثة الإنسانية المستشرية في قطاع غزة المدمّر والمحاصر على المناقشات، بعد عامين من بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع عقب هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب الدولة العبرية.

وسترأس السعودية وفرنسا اجتماعات تبدأ الاثنين للنظر في مستقبل حل الدولتين الرامي إلى قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية تتعايشان في سلام.

وبعدما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة الأسبوع الماضي نصا يدعم قيام دولة فلسطينية لكن من دون حماس، من المتوقّع أن تعترف العديد من الدول، من أبرزها فرنسا، بدولة فلسطين رسميا.

ووصف المحلل في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غوان هذه الخطوة بأنها لفتة "رمزية" قد تكون لها أهمية حقيقية "إذا اتخذت الدول التي تعترف بفلسطين خطوات إضافية لمحاولة الضغط على إسرائيل لإنهاء حملتها في غزة".

وحذّر غوان من رد إسرائيلي وخطر "تصعيد" من جانب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي سيتوجّه إلى الجمعية العامة بخطاب والذي أعلن أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في عهده.

وعارضت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، الاعتراف بدولة فلسطين ورفضت منح تأشيرات للوفد الفلسطيني وعلى رأسه محمود عباس.

ومن المقرر أن تصوت الجمعية العامة الجمعة على السماح للرئيس الفلسطيني بالتحدث عبر رابط فيديو.

وستّتجه كل الأنظار إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أصدر منذ عودته إلى البيت الأبيض أوامر تنفيذية عدة أقر بموجبها تخفيضات هائلة في المساعدات الخارجية الأميركية، ما أدى إلى تقويض عمل وكالات الأمم المتحدة فيما تزداد الحاجات الإنسانية.

وفي ظل الأزمة المالية العميقة والحروب المستعرة، أحيت الأمم المتحدة بهدوء الذكرى الثمانين لتأسيسها، في حين حاولت صد الانتقادات الموجهة إلى فعاليتها.

- "تهديد وجودي" -

وقال فيديريكو بوريلو، المسؤول في منظمة هيومن رايتس ووتش إن "النظام المتعدد الأطراف... يواجه تهديدا وجوديا".

وأضاف أن "المعايير تضعف عندما ترتكب دول قوية، بما فيها دول أعضاء دائمة في مجلس الأمن، انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي أو تتواطأ في ارتكابها، كما يحدث في غزة وأوكرانيا وأماكن أخرى".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في معرض دعوته إلى اتخاذ إجراءات بشأن غزة وأوكرانيا والسودان والتغير المناخي إن "الناس يطالبون بإجابات وإجراءات تتناسب مع خطورة التحديات التي يواجهها عالمنا، إجراءات تلبي توقعات كل من ينظر من الخارج".

وسيكون الرئيس السوري أحمد الشرع بين القادة الذين سيحضرون الاجتماعات بالإضافة إلى الرؤساء الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والإيراني مسعود بزشكيان.

وسيكون الشرع محط اهتمام كبير بعد مرور قرابة عام على إطاحة نظام بشار الأسد، فيما يواجه الرئيس الانتقالي تحديات إعادة البناء بعد سنوات من الحرب الأهلية.

وسيكون البرنامج النووي الإيراني أيضا على رأس جدول الأعمال مع إمكان إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران في نهاية أيلول/سبتمبر، بعدما رفعت قبل عشر سنوات.

ومن المتوقع أن يصوت مجلس الأمن الدولي الجمعة على مشروع قرار بهذا الشأن بعدما فعّلت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا "آلية الزناد" المنصوص عليها في اتفاق 2015، وفي حين قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنه قدم الخميس للدول الثلاث المعروفة بالترويكا الأوروبية ، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي مقترحا "مبتكرا وعادلا ومتوازنا يستجيب للمخاوف الحقيقية ويكون مفيدا للطرفين".

ومن المقرر أيضا أن ينظم غوتيريش والرئيس البرازيلي الأربعاء قمة بشأن المناخ حيث قد تعلن بعض الدول أهدافا جديدة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة، قبل أسابيع من انعقاد مؤتمر المناخ في البرازيل.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي