
واشنطن- انضم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس 18 سبتمبر 2025، إلى رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر في مقر إقامته الريفي في تشيكرز، حيث سيبحثان قضايا تجارية ودبلوماسية، من أوكرانيا وغزة إلى الرسوم الجمركية والتجارة.
يأتي ذلك غداة احتفالات ملكية حظي بها ترامب في ويندسور، في إطار زيارة الدولة الثانية التي يجريها إلى المملكة المتحدة.
وودّع ترامب الملك تشارلز الثالث، الذي وصفه بأنه "ملك عظيم" و"رجل عظيم"، قبل أن يتوجه بطائرة مروحية إلى مقر إقامة ستارمر، على بعد 70 كيلومترا من لندن.
وتُمارس على رئيس الحكومة العمالية ضغوط من أجل إظهار استفادته من هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها ترامب إلى المملكة المتحدة، بعدما قام بزيارة دولة أولى أثناء ولايته الأولى في العام 2019.
وخلال لقائه ترامب، سيشدد ستارمر مجددا على ضرورة تعزيز الدعم لأوكرانيا وممارسة مزيد من الضغوط على روسيا.
وأشاد الملك تشارلز الثالث، خلال مأدبة عشاء أقيمت مساء الثلاثاء، بـ"الالتزام الشخصي" للرئيس الأميركي بإنهاء النزاعات المختلفة في أنحاء العالم.
كذلك، سيناقش ترامب وستارمر الحرب في قطاع غزة، التي يختلف الطرفان بشأن مقاربتها وكيفية التعامل معها. وأفادت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية بأنّ ستارمر أبقى إعلان الاعتراف بدولة فلسطين حتى نهاية هذا الأسبوع، قبل المناقشات التي ستُجرى الإثنين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك لتجنّب هيمنة هذه القضية على المؤتمر الصحافي المقرّر عقده مع ترامب في الساعة 14,20 (13,20 بتوقيت غرينتش) وتجنّب إظهار خلافات مع واشنطن.
وسيرأس ترامب وستارمر حفل استقبال مع رجال أعمال، من بينهم رؤساء شركات كبرى مثل شركة الأدوية البريطانية "جي اس كي" والمجموعة العملاقة الصناعية رولز رويس وشركة مايكروسوفت الأميركية، على أن يطّلعا لاحقا على أرشيف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل.
- ظِلّ إبستين -
وأظهرت المأدبة الملكية مساء الأربعاء التي حضرها عدد كبير من رؤساء شركات التكنولوجيا (آبل، أوبن آي اي، نفيديا، وغيرها)، أهمية الجانب الاقتصادي لهذه الزيارة.
ومن المقرّر أن يتناول ترامب وستارمر الغداء قبل المؤتمر الصحافي. وقد يتم التطرّق خلال المأدبة لقضية جيفري إبستين رجل الأعمال الأميركي ومرتكب الجرائم الجنسية الذي توفي في السجن في العام 2019.
وكانت القضية التي طالت آثارها الرئيس الأميركي ولطّخت سمعة الأمير أندرو شقيق الملك تشارلز، قد أدّت إلى إقالة السفير البريطاني في واشنطن بيتر ماندلسون بسبب صلته بإبستين.
وتعرّض ستارمر لانتقادات داخل معسكره بسبب تعيينه ماندلسون في مثل هذا المنصب الاستراتيجي على الرغم من صداقته مع إبستين، بينما تساءل خصومه عن مدى معرفته بعلاقة ماندلسون برجل الأعمال الأميركي الراحل.
وليس من المؤكد ما إذا كانت الاستثمارات الأميركية البالغة 150 مليار جنيه إسترليني (172,7 مليار يورو) التي تم الإعلان عنها خلال الزيارة (بما في ذلك استثمارات صندوق الاستثمار بلاكستون وشركتي مايكروسوفت وغوغل العملاقتين)، أو حتى الشراكة التكنولوجية الجديدة في قطاع الذكاء الاصطناعي والطاقة الكمية والطاقة النووية، ستنجح في إخراج ستارمر من المواقف المحرجة التي يواجهها.
في المقابل، تعتزم شركة الأدوية البريطانية "جي اس كي" تخصيص 30 مليار دولار على مدى خمس سنوات لاستثمارات عبر المحيط الأطلسي، الأمر الذي من شأنه أن يُرضي ترامب الذي يمارس ضغوطا على عمالقة الصناعة للاستثمار في الولايات المتحدة.
- الرسوم الجمركية -
على الصعيد التجاري، من المرجّح أن يظل كير ستارمر غير راضٍ، خصوصا أنّه يأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن إعفاء الصلب البريطاني من الرسوم الجمركية الأميركية البالغة 25 في المئة، غير أنّ هذا الأمر ليس مؤكدا.
وقال الرئيس الأميركي قبل مغادرته واشنطن، "يريد البريطانيون أن يروا ما إذا كان بوسعهم تحسين الاتفاق قليلا، وسوف نتحدث في هذا الشأن".
ومن جانبها، ستبقى السيدة الاميركية الاولى ميلانيا لفترة أطول قليلا من زوجها في ويندسور، حيث من المقرر أن تزور بيت الدمى الخاص بالملكة ماري مع الملكة كاميلا، قبل أن تشارك في حدث تعليمي مع الأميرة كاثرين.
وستنضم بعد ذلك إلى ترامب وستارمر.
ويعود الرئيس الأميركي والسيدة الأولى إلى واشنطن في وقت متأخر بعد ظهر الخميس.