
لندن- أقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر سفير بلاده في واشنطن بيتر ماندلسون الخميس 11 سبتمبر 2025، بعد الكشف عن صداقة الدبلوماسي مع رجل الأعمال جيفري إبستين المتهم بجرائم جنسية.
أرغم ماندلسون الذي أُطلق عليه لقب "أمير الظلام" خلال سنوات عمله مسؤولا عن الإعلام في حزب العمال، على الاستقالة مرتين من حكومة توني بلير في أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بسبب اتهامات بسوء السلوك.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن رئيس الوزراء طلب من وزيرة الخارجية إيفيت كوبر إقالة ماندلسون من منصب السفير "في ضوء" رسائل البريد الإلكتروني التي كتبها لإبستين وتم الكشف عنها مؤخرا.
وأضافت أن "رسائل البريد الإلكتروني تظهر أن عمق ونطاق علاقة بيتر ماندلسون مع جيفري إبستين يختلفان كليا عما كان معروفا في وقت تعيينه".
في معرض شرحها لقرار إقالة السفير، قالت وزارة الخارجية البريطانية إن "تأكيد بيتر ماندلسون على أن الإدانة الأولى لجيفري إبستين كانت غير مبررة ويجب الطعن فيها هي معلومات جديدة".
وتابعت "في ضوء ذلك، واحتراما لضحايا جرائم إبستين، فقد تمت إقالته من منصب السفير بأثر فوري".
وجاءت الإقالة بعد أن ذكرت صحيفة "ذي صن" ووكالة "بلومبرغ" أن ماندلسون بعث رسائل بريد إلكتروني لدعم إبستين بينما كان الأخير ملاحقا في فلوريدا بتهمة الاتجار بالقاصرات في 2008.
وفي رسائل البريد الإلكتروني، قال العضو البارز في حزب العمال لإبستين إنه يتابع قضية عن كثب و"أنا هنا كلما احتجت إلي"، وحثه على "تذكر فن الحرب" عند التعامل مع المدعين العامين.
وذكرت تقارير أن ماندلسون حثّ إبستين على "النضال من أجل الحصول على إفراج مبكر"، قبل وقت قصير من صدور حكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرا بعد اعترافه بالاتجار بقاصر.
وكتب ماندلسون الوزير السابق في إحدى حكومات حزب العمال ومفوض التجارة السابق في الاتحاد الأوروبي في اليوم السابق لبدء إبستين عقوبته "أفكر فيك كثيرا".
وعقب صدور التقارير صرّح ماندلسون (71 عاما) لبي بي سي بأنه "اعتمد على تأكيدات ببراءته التي تبيّن لاحقا أنها كاذبة تماما".
- أفضل صديق -
أضاف ماندلسون أن "محاميه قالوا إنها عملية ابتزاز له ومؤامرة إجرامية. اعتمدت بغباء على كلامهم، وهو ما أندم عليه حتى اليوم".
وتأتي الإقالة قبل أقل من أسبوعين من زيارة الرئيس دونالد ترامب الرسمية إلى المملكة المتحدة.
واعتبرت زعيمة حزب المحافظين المعارض كيمي بادنوك موقف ماندلسون بأنه "غير مقبول".
وحثّ ثلاثة نواب على الأقل من حزب العمال ستارمر علنا على اتخاذ إجراء، من بينهم آندي ماكدونالد الذي قال إن ماندلسون "يجب أن يقال فورا".
وعيّن ستارمر ماندلسون في المنصب الدبلوماسي المهم في وقت سابق من هذا العام، وكلفه بناء علاقة وثيقة مع ترامب.
وكان ستارمر قد عبّر الأربعاء عن دعمه لماندلسون مؤكدا "اتباع الإجراءات القانونية الواجبة" قبل تعيينه.
وجاء الدعم له بعد الكشف عن رسالة كتبها بمناسبة عيد ميلاد جيفري إبستين الخمسين عام 2003، ونشرها في وقت سابق من هذا الأسبوع أعضاء في الكونغرس الأميركي، وصف فيها البريطاني إبستين بأنه "أفضل صديق" و"رجل ذكي وسريع البديهة".
والرسالة واحدة من رسائل عديدة جمعت في كتاب وضع في الذكرى الخمسين لميلاد رجل الأعمال.
ونشرت لجنة تابعة للكونغرس الأميركي تحقق في قضية الجرائم الجنسية التي ارتكبها إبستين محتويات الكتاب.
وقال ماندلسون لصحيفة "ذي صن" إنه يشعر "بندم شديد" على ارتباطه بإبستين "لفترة أطول بكثير مما كان ينبغي".
وتأتي إقالة السفير بعد أقل من أسبوع من استقالة نائبة رئيس الوزراء البريطاني على خلفية فضيحة ضريبية.