
القدس المحتلة- أعلن "أسطول الصمود العالمي" الذي ينوي الإبحار في اتجاه غزة الثلاثاء أن أحد قواربه تعرّض الليلة الماضية لـ"هجوم بمسيّرة" قبالة سواحل تونس، واستند الى صور فيديو تظهر جسما يسقط على القارب، لكن السلطات التونسية أكّدت أنها "لم ترصد أي مسيرة"، وفقا للمعاينات الأولية.
ونفت تونس فجر الثلاثاء ما أعلنه الأسطول الذي يقلّ مساعدات وناشطين والذي قدمت بعض السفن المشاركة فيه من إسبانيا إلى تونس تمهيدا للتوجه الى غزة عن تعرّض أحد قواربه "لضربة من طائرة مسيّرة" أثناء رسوّه قرب العاصمة تونس.
وأكّدت "عدم وجود أيّ عمل عدائي أو استهداف خارجي".
وأعلن الأسطول ليل الاثنين الثلاثاء تعرَض إحدى سفنه "لاستهداف" بواسطة مسيرة قبالة منطقة سيدي بوسعيد بالقرب من تونس. ونشر مقاطع فيديو من كاميرا مراقبة على متن القارب، تظهر ما يبدو أنه انفجار. وفي أحد المقاطع، تبدو كتلة مضيئة تضرب السفينة. وفي مقطع فيديو آخر، يُسمع صوت انفجار.
وأصدرت الإدارة العامة للحرس الوطني التونسي بيانا جاء فيه "خلافا لما يتمّ تداوله على بعض صفحات التواصل الاجتماعي بخصوص وجود مسيّرة استهدفت الباخرة، فإنّ هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة".
وأضافت "حسب المعاينات الأولية، فإنّ سبب الحريق يعود إلى اندلاع النيران في إحدى سترات النجاة على متن الباخرة المذكورة، نتيجة اشتعال قدّاحة أو عقب سيجارة".
وكان المتحدث باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي قال لوكالة فرانس برس قبل ذلك أنه "وفقا للتحقيقات الأولية، اندلع الحريق في سترات النجاة".
ونظّم الناشطون مؤتمرا صحافيا الثلاثاء تحدّث خلاله مسؤولون من الأسطول والمقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المكلّفة بالأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي.
- "لا عمل عدائيا" -
وكان "أسطول الصمود العالمي" ذكر أنّ حريقا اندلع على متن القارب بعد إصابته.
ويسعى الأسطول الى "كسر الحصار الاسرائيلي" على القطاع الفلسطيني المحاصر وحيث تدور حرب مدوّرة منذ أكثر من 23 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال صحافي في وكالة فرانس برس إثر وصوله إلى الميناء بعد وقت قصير على الحادث، إنّه شاهد مراكب عدة تحيط بالقارب، لكنّ الحريق كان قد انطفأ.
وأوضح الأسطول في بيانه أنّ ستة أشخاص كانوا على متن القارب لدى اندلاع النيران، مشيرا إلى أنّهم جمعيا بخير وبصحة جيدة.
وأضاف الأسطول أنّ القارب تعرّض لأضرار مادية، مندّدا بـ"أعمال عدوان تهدف إلى إعاقة مهمّته" الرامية إلى "فتح ممرّ إنساني ووضع حدّ لإبادة الشعب الفلسطيني المتواصلة" في غزة.
والأسطول محمّل بمساعدات إنسانية ويقلّ ناشطين مؤيّدين للفلسطينيين.
- شهادة -
وخلال الليل، نشر الناشط البرازيلي تياغو أفيلا مقطع فيديو على إنستغرام يتضمن شهادة عضو آخر في الأسطول يؤكد فيها رؤيته طائرة مسيّرة.
وقال الناشط، ويُدعى ميغيل، "كانت طائرة مسيّرة بنسبة 100%".
وطلبت وكالة فرانس برس تعليقا من الجيش الإسرائيلي على الموضوع، لكنها لم تتلقّ ردّا على الفور. علما أن اي اتهام لم يوجه لإسرائيل في الحادث.
ويتوقع أن يصل الأسطول إلى غزة في منتصف أيلول/سبتمبر، ويأتي تحركه بعدما منعت إسرائيل محاولتين لناشطين في هذه المبادرة لتوصيل مساعدات بحرا إلى القطاع الفلسطيني في حزيران/يونيو وتمّوز/يوليو.
ويصف "أسطول الصمود العالمي" نفسه على موقعه الإلكتروني بأنه منظمة "مستقلة" و"غير تابعة لأيّ حكومة أو حزب سياسي".
وأعلنت الأمم المتحدة المجاعة في غزة، محذّرة من أن 500 ألف شخص يواجهون ظروفا "كارثية".
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم لحماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وردّت إسرائيل بإعلان الحرب، وأوقعت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة 64522 قتيلا، معظمهم مدنيون، بحسب أرقام لوزارة الصحة في غزة تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.