
واشنطن- معتمرا قبعة بيريه حمراء للتذكير بمجموعة الدفاع المدني التي أسسها لمكافحة العنف في نيويورك، لا يتردد كورتيس سليوا المرشح الجمهوري لمنصب رئيس بلدية مدينة ميولها ديموقراطية، في التعبير عن معارضته للرئيس دونالد ترامب.
وسليوا الذي أسس مجموعة "الملائكة الحارسة" التطوعية لمكافحة الجريمة في المدينة عام 1979، محور تقارير متداولة تفيد بأن ترامب يحاول تمهيد الطريق أمام حاكم الولاية السابق الديموقراطي أندرو كومو، أشد منافسي المرشح اليساري ظهران ممداني الأوفر حظا للفوز.
وتشير هذه التقارير إلى أن ترامب، المولود في نيويورك والذي جمع ثروته من قطاع العقارات في هذه المدينة، يفكر في منح مناصب حكومية لسليوا ورئيس البلدية الحالي إريك ادامز لإبعادهما عن المنافسة.
وصرح ترامب هذا الأسبوع عن انتخابات رئاسة بلدية نيويورك المقررة في 4 تشرين الثاني/نوفمبر "أود أن أرى شخصين ينسحبان من السباق وأن تكون المنافسة بين شخصين وأعتقد أن هذا سباق يمكن الفوز به".
لكن سليوا، البالغ 71 عاما والذي نجا من محاولة اغتيال حاولت تنفيذها عصابة على ما يبدو عام 1993، يتمسك بالبقاء في السباق والفوز، ولم يتحدث إلى ترامب.
وقال عن تدخل ترامب المفترض "هذه ليست ديموقراطية".
ويمثل ترامب تحديا للجمهوريين في مدينة ذات أغلبية ساحقة من الديموقراطيين، رفضت مرارا في الانتخابات مطور العقارات الذي تحول إلى سياسي شعبوي.
وقال سليوا، معتمرا قبعته الحمراء الكلاسيكية، أمام مدرسة حكومية في كوينز في أول يوم دراسي فيما كان السائقون يوجهون له التحية "بيننا علاقة حب وكراهية. اختلفنا، واتفقنا"، في حديثه عن ترامب.
أضاف "سأضطر (أحيانا) إلى اتخاذ موقف معارض للرئيس ترامب، ثم محاولة التفاوض على شيء يعود بالنفع على نيويورك لأنه يتحكم في ميزانية العديد من المشاريع".
"لذا، إنها عملية توازن دقيقة".
وسارع إريك ادامز إلى عقد مؤتمر صحافي الجمعة، عقب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز ذكر أن إدارة ترامب تفكر في تعيينه مبعوثا لها إلى السعودية.
وقال "في هذا السباق، أنا الوحيد القادر على التغلب على ممداني".
وبينما ذكرت صحيفة نيويورك بوست أن ادامز، المتورط في فضيحة، سيلتقي بمسؤولين في البيت الأبيض الأسبوع المقبل بشأن لدور الذي يمكن أن يُسند له، أكد رئيس البلدية أن "هذه التقارير خاطئة".
وقال مرتديا قميص بولو كُتب عليه "رئيس بلدية"، "أنا مرشح".
أما كومو، الذي قرر الترشح كمستقل بعد أن خسر على نحو مفاجئ في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي لرئاسة بلدية نيويورك أمام ممداني، فقال "ما يختاره إريك ادامز شأنه. ما يختاره كورتيس سليوا شأنه".
- أزمة جريمة -
ومن القضايا التي يختلف فيها سليوا عن سياسات ترامب المتشددة هي مسألة الهجرة، إذ يفضل دمج المهاجرين من خلال تعليمهم اللغة الإنكليزية وإعدادهم ليكونوا مواطنين، بدلا من حملة الرئيس الصارمة لترحيل المقيمين غير الموثقين.
وتساءل "عندما تقومون بحملة تفتيش على المطاعم أو قطاع الضيافة، ويكون هناك أشخاص يعيشون في أحياء كهذه وقد لا يكون وضعهم قانونيا، هل ستُخرجونهم؟ هل ستُرحّلونهم؟".
وتابع أنه في تلك الحالة "لن يكون هناك مطاعم ولا فنادق عاملة".
ويتخذ سليوا موقفا متشددا تجاه الجريمة، وهو موقف يتماشى أكثر مع نهج ترامب بعدم التسامح المطلق، رغم أن الإحصاءات الرسمية تُظهر أن جرائم العنف في المدينة في أدنى مستوياتها التاريخية.
وقال سليوا "نقطة ضعف ممداني هي السلامة العامة... نحن الآن في أزمة جريمة. هناك حوادث إطلاق نار ترتكبها عصابات. هناك دماء تسيل في أجزاء من بروكلين وبرونكس. قُتلت امرأة تبلغ 69 عاما بنيران العصابات، ولم يكن لديه أي حلول لذلك".
وممداني، اليساري الذي أصبح شخصية بارزة في معارضة ترامب وهدفا متكررا لهجماته، رفض عدة طلبات لإجراء مقابلة معه.
ورغم أسلوبه المباشر وصورته كمتشدد في قضايا الجريمة، يُعرف سليوا، المدير السابق في ماكدونالدز، بحبه للحيوانات.
وقال ’لا أستطيع أن أصف لكم كيف يتجاوز ذلك حاجزا هائلا يفصل بين مختلف الأيديولوجيات السياسية، وخصوصا بين النساء" مشيرا إلى أنه أنقذ شخصيا العديد من القطط.