تجربة علمية تكشف: كيف تبني عضلاتك لتضاعف قوتك؟

كشفت دراسة حديثة أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين نمو العضلات والقوة البدنية، وهو ما يعزز الفكرة الشائعة بأن حجم العضلات قد يكون مؤشراً عملياً على مدى القوة التي يمتلكها الفرد، بحسب الرجل.

شملت الدراسة التي نُشرت في مجلة Medicine & Science in Sports & Exercise مجموعة من 39 شابًا أصحاء لم يسبق لهم ممارسة تدريبات القوة. 

وقد خضع المشاركون لبرنامج استمر 15 أسبوعًا، تضمن ثلاث جلسات أسبوعية ركزت على تمارين الأطراف السفلية، بما في ذلك مد الساقين، وضغط الساقين، وتمارين العضلات الخلفية.

وسعى الباحثون إلى استكشاف الصلة بين تضخم العضلات وتحسن القوة البدنية، معتمدين على وسائل دقيقة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي عالي الوضوح لقياس حجم العضلة الرباعية، إضافة إلى استخدام تخطيط كهربية العضلات السطحي (EMG) لرصد نشاط الجهاز العصبي أثناء التمارين.

أهمية تضخيم العضلات للأداء البدني

أظهرت النتائج أن حجم العضلة الرباعية ازداد بنحو 13% خلال فترة الدراسة، بينما ارتفعت القوة بنسبة 22% في اختبار الانقباض الثابت وبـ29% في اختبار التكرار الأقصى. 

هذه النتائج أبرزت أن نمو العضلات يسير جنباً إلى جنب مع اكتساب القوة خلال فترة قصيرة نسبيًا، مما يدعم بقوة فرضية أن تضخم العضلات مؤشر ملموس على زيادة الأداء البدني.

كما وجد الباحثون أن الجهاز العصبي ساهم بدوره في تحسين الأداء عبر تعزيز قدرة الجسم على تجنيد الألياف العضلية بكفاءة أكبر، وهو ما يُعرف بالتكيف العصبي. لكن الدراسة أوضحت أن أثر نمو العضلات كان أكبر بخمس مرات من تأثير التنشيط العصبي، ما يؤكد أن التضخيم العضلي يبقى العامل الأهم في بناء القوة.

ترى الدراسة أن الاستراتيجيات الأكثر فعالية لزيادة القوة تتمثل في التركيز على بناء العضلات من خلال برامج تدريجية لزيادة الأوزان، مع الحرص على استخدام تمارين مركبة تستهدف أكثر من مجموعة عضلية. كما شددت على أهمية التعافي والراحة لضمان استمرار النمو العضلي.

ويخلص الباحثون إلى أن الدمج بين تضخيم العضلات وتحسين التنشيط العصبي هو النهج الأمثل، إلا أن حجم العضلات يظل المؤشر الأكثر وضوحًا لتطور القوة البدنية، ما يجعل الالتزام ببرامج تدريبية منظمة أمرًا أساسيًا لكل من يسعى إلى رفع مستويات الأداء الجسدي.