مدن كبرى مهددة بالغرق بسبب انهيار جليد غرب أنتاركتيكا

حذرت دراسة حديثة من أن الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية يقترب من "انهيار كارثي"، قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى البحار بأكثر من 9.8 قدم (نحو 3 أمتار)، وهو ما سيعرض مدنًا ومجتمعات ساحلية حول العالم لخطر الغرق، بحسب الرجل.

وفق ما نشره موقع .dailymai، الباحثون من الجامعة الوطنية الأسترالية أوضحوا أن أي انهيار في هذا الجليد الضخم ستكون له عواقب واسعة النطاق، حيث يمكن أن تُغمر مناطق سكنية بأكملها. وأظهرت أداة Climate Central التفاعلية لرصد المخاطر الساحلية، أن مدنًا عدة ستكون الأكثر تضررًا إذا تحقق هذا السيناريو.

مدن في خطر بسبب ارتفاع مستوى البحار

في بريطانيا، ستكون السواحل الشرقية لإنجلترا الأكثر تعرضًا للخطر، حيث تشمل التأثيرات مدنًا مثل هال وسكيغنيس وغريمسبي، فيما قد تمتد المياه إلى الداخل لتصل إلى بيتربورو ولينكن. أما العاصمة لندن، فتظهر الخريطة أن مناطق واسعة منها تحت التهديد بالغرق، ولا سيما أحياء غرينيتش وتشيلسي وباترسيا الواقعة على ضفاف نهر التايمز.

في أوروبا، تشير النتائج إلى غرق السواحل الممتدة من كاليه الفرنسية حتى جنوب الدنمارك، إضافة إلى مدن تاريخية مثل البندقية وبيزا ورَافينا في إيطاليا. 

أما الولايات المتحدة، فقد تتعرض مناطق من نيو أورلينز حتى تكساس للغرق، بجانب مدن كبرى مثل ميامي ونيويورك وفيلادلفيا وبوسطن.

بحسب الدراسة، ستكون آسيا الأكثر تعرضًا للخطر؛ إذ يهدد الغرق مدنًا مكتظة مثل مومباي وتشيناي وكولكاتا في الهند، وبانكوك في تايلاند، وهانوي في فيتنام. كما تظهر مناطق واسعة من الصين واليابان تحت الخطر، بما في ذلك شنغهاي وبكين وطوكيو وأوساكا.

ويحذر العلماء من أن ذوبان هذه الكتل الجليدية لا يقتصر أثره على ارتفاع مستوى البحار فقط، بل قد يؤدي أيضًا إلى إبطاء حركة التيارات البحرية وتغيير أنماط الرياح في نصف الكرة الجنوبي، ما يفاقم الاضطرابات المناخية عالميًا.

وتشير التقديرات إلى أن القارة القطبية الجنوبية تحتوي على نحو 70% من المياه العذبة في العالم. ولو ذابت الأغطية الجليدية بالكامل، فإن منسوب البحار سيرتفع بما يقارب 56 مترًا، وهو ما سيغيّر شكل السواحل والخرائط العالمية بشكل جذري.