
كشفت دراسة حديثة عن أسباب اختفاء الكبريت بشكله الجزيئي في الفضاء، بحسب سبوتنيك.
وذكرت بوابة "scientificrussia.ru" (روسيا العلمية)، عن دراسة جديدة من جامعة ميسيسيبي، تهدف إلى معرفة سبب اختفاء جزيئات الهيدروجين في الفضاء.
يعد الكبريت عاشر أكثر العناصر وفرة في الكون، ويعتبر حيويا للكواكب والنجوم والكائنات الحية. لطالما ظل غياب الكبريت بشكله الجزيئي في الفضاء لغزا محيرا.
في المناطق الباردة من الفضاء، يمكن للكبريت أن يشكل تركيبين مستقرين: ثماني الكبريتيد التاجي، وهو عبارة عن مجموعات من ثماني ذرات كبريت تُشكل إكليلا حلقي الشكل، وبولي سلفانات، وهي سلاسل من ذرات الكبريت مرتبطة بالهيدروجين. يمكن أن تتشكل هذه الجزيئات على حبيبات الغبار الجليدية، محولة الكبريت إلى مادة صلبة.
وصرح فورتنبيري، مؤلف الدراسة: "يوجد كبريتيد الهيدروجين في كل مكان: فهو ناتج عن محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، ويؤثر على الأمطار الحامضية، ويغير مستوى الحموضة في المحيطات، وينطلق أثناء الانفجارات البركانية" مضيفا أنه "باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، ستحصل على إشارة بأطوال موجية محددة للأكسجين والكربون والنيتروجين، وما إلى ذلك". لكن عند تطبيق نفس المبدأ على الكبريت، يتضح أن النتائج خاطئة تماما، ولا نعرف سبب نقص الكبريت الجزيئي فيه.
وأضاف فورتنبيري: "إنه لا يبقى على نفس الشكل أبدا. إنه كالفيروس، يتحرك ويتغير. ما يعجبني في الكيمياء الفلكية هو أنها تجبرك على طرح أسئلة صعبة، ثم التوصل إلى حلول إبداعية. وهذه الأسئلة والحلول قد تؤدي إلى نتائج إيجابية كبيرة وغير متوقعة".
وأضاف: "يمكن لعلماء الفلك بعد ذلك استخدام هذه النتائج للبحث عن البوليسلفانات في الوسط بين النجوم باستخدام التلسكوبات الراديوية أثناء انتقالها إلى الطور الغازي في مناطق تشكل النجوم. حيث يصعب اكتشاف الكبريت لأن الروابط التي يشكلها تتغير باستمرار، من التيجان إلى السلاسل ومجموعة متنوعة من الهياكل الأخرى".
يظهر هذا العمل أن أكثر أشكال الكبريت شيوعا التي نعرفها بالفعل هي على الأرجح الأشكال التي يختبئ فيها الكبريت، وقد تتوافر الجزيئات الغنية بالكبريت بكثرة في المناطق الجليدية من الفضاء بين النجوم، مما يمنح علماء الفلك طريقة محتملة لفهم "سبب اختفاء الكبريت".