
ابتكر علماء روس من جامعة سامارا الوطنية للأبحاث، نموذجًا لتأليف النصوص يحدد بوضوح إسهام الذكاء الاصطناعي في العمل، بحسب سبوتنيك.
يثير الاستخدام النشط للشبكات العصبية في العمل العلمي تساؤلًا حول إمكانية اعتبار أنظمة الذكاء الاصطناعي مؤلفين مشاركين كاملين في المنشورات.
وكما أوضح علماء جامعة سامارا، فإن هناك بالفعل حالات في الممارسة العالمية يشار فيها إلى الذكاء الاصطناعي بين مؤلفي المقالات العلمية، وفي بعض الحالات، باعتباره المنشئ الوحيد للعمل.
وحلل العلماء عملية إنشاء النصوص باستخدام الذكاء الاصطناعي، ودرسوا أيضًا ممارسات مماثلة في قاعدتي البيانات الدوليتين "ويب أوف ساينس" و"سكوبس". ونتيجة لذلك، عثر على أربع مقالات ذكر فيها "ChatGPT" كمؤلف، بما في ذلك حالتان ذكر فيهما أنه المؤلف الوحيد.
ووفقًا لهم، يوجد منشوران على الأقل في قاعدة بيانات "سكوبس" بمشاركة الذكاء الاصطناعي، وفي إحدى الحالتين، استبعد روبوت المحادثة لاحقًا من قائمة المؤلفين بناءً على طلب محرري المجلة.
ووفقًا للعلماء، أظهرت نتائجهم أن المفهوم التقليدي للتأليف في سياق الذكاء الاصطناعي التوليدي يتطلب مراجعة. هنا، لا يقتصر دور الشخص على كونه مبدعًا فحسب، بل أيضًا كقيّم ومحرر ومترجم.
وعلّقت ناتاليا ماسلنكوفا، الأستاذة المشاركة في قسم علم الاجتماع والدراسات الثقافية في جامعة سامارا: "توصلنا إلى أن هذه الأعمال ذات طبيعة هجينة. هذا النهج يفتح الطريق أمام نماذج جديدة من التأليف "الموزع" و"المتشابك"، حيث يشارك الذكاء الاصطناعي في العملية الإبداعية، لكن المسؤولية النهائية عن المحتوى تبقى على عاتق "الباحث البشري"".
وأولى العلماء اهتمامًا خاصًا للقضايا الأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لكتابة النصوص العلمية. هناك مخاطر معروفة للاحتيال الأكاديمي، على سبيل المثال، عندما يقدّم شخص ما محتوىً مولّدًا بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي على أنه خاص به، دون أن يتولى دور المحرر والمؤلف المسؤول.
وأضافت ماسلنكوفا: "يمكن أن تشكّل نتائجنا أساسًا لمعايير أخلاقية وقانونية تعزز شفافية استخدام الذكاء الاصطناعي وتمنع إساءة استخدامه. هذا مهم بشكل خاص في المجالات التعليمية والعلمية والإعلامية، حيث يطرح السؤال حول من المسؤول عن المحتوى المنشأ بمشاركة الذكاء الاصطناعي".
وكما أفاد العلماء، فإن حداثة العمل الذي أنجزوه تكمن في أنه لا يقتصر على التحليل القانوني فحسب، بل يعتمد على نهج شامل يجمع بين التحليل الفلسفي والاجتماعي والثقافي والقانوني.
ويربط الباحثون الممارسات الحديثة للعمل مع الذكاء الاصطناعي بنظريات التأليف الموزع والشبكي، مما يسمح بفهم أعمق لتحول دور البشر والآلات في إنشاء النصوص.