لأنس ناصيف : «إضراب فيزيولوجي»: الجسد كساحة حرب في رواية عن القمع والنجاة

2025-08-07

صدرت، عن دار الآداب في لبنان، بالتزامن مع معرض بيروت للكتاب، الرواية الأولى للكاتب السوري أنس ناصيف، بعنوان «إضراب فيزيولوجي». جاء في تقديم دار الآداب للرواية:
«يُعتقل ضرار على أحد الحواجز، بسبب اشتراكه في المظاهرات ويُسجن لأشهر ليعود بعد ذلك لحياته العادية، أو ليست بالعادية تماما… إذ أخمد التعذيب تمرده الداخلي، فيقرر جسده أن يثور ويعبّر عن القهر الذي كابده واختزنه عبر أغرب الطرق وأكثرها فانتازية.
تتزعم مسالك ضرار مسيرة العصيان، وتضرب بكل القواعد الاجتماعية والسياسية الصارمة عرض الحائط. تُقدّم هذه الرواية سردية مشهدية عن المكبوت في ثنايا الذات التي فقدت صوتها ووجودها، لكنها احتفظت رغم ذلك بحيوية أعضاء الجسد الذي يحتويها».
وأنس ناصيف، هو كاتب سوري، درس الفلسفة في جامعة دمشق، وحصل على الماجستير في الاختصاص نفسه من معهد الدوحة للدراسات العليا. وله مجموعتان قصصيتان، الأولى بعنوان «عندما كان هنالك مكان للصراخ»، صدرت عن دار ميسلون عام 2018. وقد فازت كذلك بجائزة الأصفري للثقافة عام 2019، التي تمنحها الجامعة الأميركية في بيروت. أما مجموعته القصصية الثانية «ماوية: قصص باتجاه واحد»، فصدرت عن منشورات المتوسط عام 2024.
في الآتي مقطع من أحد فصول رواية إضراب فيزيولوجي:
«يعلم السجين أن سكوت المحقق وانهماكه في العمل أسلوب هدفه إتاحة الوقت لأنياب القلق كي تنهش روحه كما يحلو لها، لكن معرفته بذلك لا تقيه من آلام النهش أو تقلل من حدة الأنياب بل تجعله مجرد شاهد معطوب الإرادة يتعذب في رؤية نفسه تتعذب.
في لحظات الانتظار تلك، يتعملق الحاضر ويتوحش فيكاد المعتقل أن ينسى ماضيه ولا يلمح ومضة مما يمكن أن يكون مستقبله. لا يعرف تفاصيل عمن هو ومن كان، يصبح مجرد رؤوس أقلام، لتدعس اللحظة الراهنة على عنق الذاكرة فلا تستعيد شيئًا ولا تعود قادرة على تمرير الذكريات، مثل قدم داست على خرطوم ماء فانفصل عن الصنبور وانقطعت المياه. هكذا يدرك المحققون، وربما لا يدركون، أن اصطناع الفعل لا يمحو تأثيره، وأن المحاكاة ليست أقل واقعية من الواقع».









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي