سقوط مزيد من القتلى الفلسطينيين في غزة وسط ضغوط على إسرائيل لإنهاء الحرب

أ ف ب-الامة برس
2025-07-30

نازحون فلسطينيون في مخيم النصيرات يحملون أكيساسا وطرودا تمكنوا من الحصول عليها من نقطة لتوزيع المساعدات عند ما يسمى "ممر نتساريم" في وسط قطاع غزة في 30 تموز/يوليو 2025 (أ ف ب)القدس المحتلة- مع تواصل القصف والغارات، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة الأربعاء 30 يوليو 2025، مقتل 16 فلسطينيا، منهم 12 من منتظري المساعدات، مع تصاعد الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحرب واستمرار التحذير من المجاعة.

ومع توقف المفاوضات بين إسرائيل وحماس عبر الوسطاء، ازداد زخم النداء الموجه للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إنه بالقرب من مراكز توزيع المساعدات أحصي "6 شهداء وعشرات الجرحى الذين أصيبوا بنيران جيش الاحتلال قرب مركز الشاكوش في شمال غرب مدينة رفح" جنوب القطاع.

كما قتل أربعة أشخاص وأصيب أكثر من 25 في ظروف مماثلة قرب جسر وادي غزة، في وسط القطاع. وقُتل إثنان آخران في منطقة المغراقة إلى الغرب من مفترق "نتساريم" جنوب مدينة غزة.

وقال بصل إن الجنود الإسرائيليين الذين يتمركزون في نقاط عسكرية في كافة الطرقات المؤدية إلى مركز المساعدات، "أطلقوا النار باتجاه الجوعى من منتظري المساعدات".

ويتجمع يوميا آلاف الأشخاص قرب مراكز المساعدات القليلة سعيا للحصول على الطعام، فيما يفتك الجوع بأكثر من مليوني إنسان في غزة يعيشون وسط الركام، وسط حالة الحصار.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنّ جنوده "أطلقوا طلقات تحذيرية لإبعاد الحشد في المنطقة، ردا على تهديد مباشر لهم".

وأشار الجيش إلى أن عدد الإصابات المبلغ عنها لا يتطابق مع المعلومات التي لديه، وقال إن "الطلقات التحذيرية لم تُطلق على موقع توزيع المساعدات، بل على بُعد مئات الأمتار منه، وقبل ساعات من فتحه".

ومع استمرار الغارات والقصف، قُتل فلسطينيان في غارة إسرائيلية استهدفت صباحا أشخاصا قرب كنيسة "العائلة المقدسة" التابعة لدير اللاتين في البلدة القديمة في حي الزيتون بمدينة غزة.

وقُتل أخران وأصيب عدد من المواطنين في غارة إسرائيلية استهدفت بعد الظهر مواطنين قرب مدرسة الزهراء التي تؤوي مئات النازحين في حي الدرج بمدينة غزة.

ولا يمكن لوكالة فرنس برس التثبت بصورة مستقلة من معلومات الطرفين في ظل القيود الإسرائيلية المفروضة على الإعلام في غزة، وصعوبة الوصول إلى المواقع في القطاع.

- "أسوأ سيناريو مجاعة" -

من جهته، نشر مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) الأربعاء على منصة "إكس" أنه تم الثلاثاء "جمع وتوزيع أكثر من 200 شاحنة من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية". إضافة إلى "إسقاط 52 منصة مساعدات جوا بالتعاون مع الإمارات العربية المتحدة والأردن".

وقال مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس في غزة إن "109 شاحنات مساعدات دخلت إلى القطاع (الثلاثاء)، تعرضت غالبيتها لعمليات نهب وسرقة نتيجة الفوضى الأمنية التي يُكرّسها الاحتلال". واتهم إسرائيل "بإفشال توزيع المساعدات وحرمان المدنيين منها، في إطار هندسة الفوضى والتجويع".

استأنفت وكالات الإغاثة الدولية في الأيام الأخيرة توزيع المساعدات بعد أن أعلنت إسرائيل "هدنة تكتيكية" يومية تقتصر على مناطق محددة، لكن المنظمات الدولية تؤكد أنها ليست سوى نقطة في محيط الاحتياجات الإنسانية.

وأعلن المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم الثلاثاء أن "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة المحاصر والمدمّر بفعل الحرب المستمرة منذ 21 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس.

وحذّر "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" IPC الذي وضعته الأمم المتحدة والصادر الثلاثاء من أن الأزمة الإنسانية "بلغت نقطة تحول مثيرة للقلق الشديد وفتاكة".

وشدد على ضرورة إدخال المساعدات عبر البر لأن ذلك أكثر فاعلية وأمانا وأسرع، في حين أن المساعدات التي تُلقى من الجو "لن تكون كافية لوقف الكارثة الإنسانية".

- اعتراف بدولة فلسطينية -

والأربعاء، دعت فرنسا و14 دولة أخرى من بينها كندا وأستراليا، البلدان الأخرى إلى إعلان عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، على ما قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو.

وإلى جانب فرنسا، انضمت كندا وأستراليا، العضوان في مجموعة العشرين، إلى النداء الذي وقعته كذلك أندورا وفنلندا وايسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنروج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا.

صدر النداء في ختام مؤتمر وزاري في نيويورك رعته فرنسا والسعودية بهدف إحياء حل الدولتين لتسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. وخلال المؤتمر، حضّت 17 دولة، بينها السعودية وقطر ومصر، حركة حماس على تسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية.

- رفض إسرائيلي -

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مساء الثلاثاء أن بلاده ستعترف رسميا بدولة فلسطين في أيلول/سبتمبر، ما لم تتحرّك الدولة العبرية في اتجاه وقف حرب غزة.

ورفض وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إعلان لندن وما وصفه بأنه "حملة مضللة". وقال إنه لم يتم وقف الحرب "مهما كان مقدار الضغط الذي يُمارس على إسرائيل".

تصاعدت في الأسابيع الأخيرة الضغوط الدولية على إسرائيل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإدخال المساعدات وإنهاء الأزمة الإنسانية الكارثية في القطاع.

وتصر إسرائيل على أن الضغط عليها سيشجع حركة حماس للتمسك بموقفها، فيما فشلت المفاوضات المباشرة في التوصل إلى اتفاق هدنة.

وقال عضو القيادة السياسية في حماس، محمود مرداوي الأربعاء "لا معنى لأي مفاوضات ما دامت سياسة التجويع والإبادة مستمرة بحق شعبنا".

وقال مسؤول إسرائيلي لوكالة فرانس برس الأربعاء إنه ينتظر وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قريبا إلى إسرائيل.

اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة وعمليات عسكرية لا تزال متواصلة في قطاع غزة إذ تجاوز عدد قتلاها الستين ألفا.

وأعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس الثلاثاء ارتفاع حصيلة قتلى العملية العسكرية الإسرائيلية إلى 60138 شخصا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

واوردت ايضا أن 8970 شخصا قتلوا منذ استأنفت اسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع في 18 آذار/مارس الفائت، فيما ارتفع عدد القتلى قرب مراكز توزيع المساعدات الى 1239.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي