بسبب الحصار الإسرائيلي.. منظمات إنسانية تحذر من ارتفاع حاد في سوء التغذية لدى أطفال غزة

أ ف ب-الامة برس
2025-07-26

والدة ورضيعها الذي يعاني من سوء التغذية في مستشفى ناصر في خان يونس في جنوب قطاع غزة، في 24 تموز/يوليو 2025 (أ ف ب)القدس المحتلة- حذرت منظمات إنسانية، الجمعة 25 يوليو 2025، من ارتفاع حاد في سوء التغذية لدى الأطفال في قطاع غزة المدمر جراء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 21 شهرا، في وقت تعقد باريس ولندن وبرلين اجتماعا طارئا بعد إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون عزمه على الاعتراف بدولة فلسطين.

وكشفت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان الجمعة أن ربع من تمّت معاينتهم الأسبوع الماضي في عياداتها في القطاع من أطفال تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات ونساء حوامل أو مرضعات يعانون من سوء تغذية.

وقالت إن "استخدام السلطات الإسرائيلية عمدا التجويع كسلاح حرب  في غزة بلغ مستويات غير مسبوقة، المرضى والعاملون في الميدان الصحي يعانون أنفسهم من الجوع".

كذلك حذّر فيليب لازاريني، المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من سوء تغذية الأطفال "المتفشية" في القطاع الفلسطيني المحاصر، مشيرا إلى أن طفلا من كلّ خمسة "يعاني سوء تغذية في مدينة غزة والحالات تتزايد كل يوم".

وكتب على إكس أن "وسائل البقاء على قيد الحياة تنهار والوصول إلى الغذاء والرعاية ينحسر والمجاعة بدأت تحلّ بصمت".

- "خطر موت مرتفع" -

وأشار لازاريني إلى أن "معظم الأطفال الذين تعاينهم أطقمنا يعانون من الهزال والضعف ويواجهون خطرا كبيرا بالموت إذا لم يتلقّوا الرعاية اللازمة على وجه السرعة. وتفيد تقارير بوفاة أكثر من مئة شخص، غالبيتهم الكبرى من الأطفال، جوعا".

وتسبّبت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة بأزمة إنسانية حادّة في القطاع الذي لا تزال الدولة العبرية تفرض قيودا شديدة على دخول المساعدات إليه.

وفرضت إسرائيل في مطلع آذار/مارس حصارا مطبقا على قطاع غزة ومنعت دخول المساعدات قبل أن تخفّف تلك القيود في أواخر أيار/مايو وتسمح بدخول عدد ضئيل من الشاحنات، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية والوقود وأثار تحذيرات متزايدة من تفاقم الجوع.

وتنفي إسرائيل أيّ مسؤولية لها في تدهور الوضع وتتّهم حماس بسرقة المساعدات، ما تنفيه الحركة الفلسطينية.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عقد "محادثات طارئة" الجمعة بين باريس ولندن وبرلين لمناقشة الوضع في قطاع غزة، مؤكدا مرة جديدة على "حقّ الفلسطينيين غير القابل للتصرّف بدولة".

وأفاد في بيان "سنناقش التدابير التي في وسعنا اتّخاذها على نحو طارئ لوقف المجازر وتوفير الغذاء الذي يحتاج إليه السكان بشدة".

وأتى هذا "النداء الطارئ" غداة إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس تعتزم الاعتراف رسميا بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر في نيويورك، على أمل إحداث دينامية جماعية.

وسارعت إسرائيل إلى انتقاد القرار، معتبرة أنه "يكافئ الإرهاب"، في إشارة إلى الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وكان الشرارة التي أدت إلى اندلاع الحرب.

في المقابل، رحّب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس  بالقرار الفرنسي مؤكدا أنه "انتصار للحقّ الفلسطيني".

وأكّد عباس في بيان صادر عن السطلة الوطنية الفلسطينية إن "هذه الخطوة انتصار للحقّ الفلسطيني، وتعكس حرص فرنسا على دعم شعبنا الفلسطيني وحقوقه الثابتة والمشروعة في أرضه ووطنه".

وأشادت حماس بدورها بـ"خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو إنصاف شعبنا الفلسطيني المظلوم"، مناشدة سائر الدول ولا سيما الأوروبية منها أن تحذو حذو فرنسا في هذا المجال.

- فشل المفاوضات -

وفي الأثناء، يتواصل القصف الإسرائيلي على غزة. وشاهد مصوّر لوكالة فرانس برس في مجمّع ناصر في خان يونس (جنوب) جرحى مضرجين بالدماء يتلقون العلاج وهم ممددون أرضا بعد إصابتهم خلال محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية.

ويخيّم الجمود على المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار.

وأعلن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الخميس أنّ واشنطن سحبت مفاوضيها من محادثات الدوحة، متّهما حركة حماس بعدم التصرف "بحسن نية".

وقبيل ذلك، أعلن نتانياهو استدعاء المفاوضين الإسرائيليين للتشاور بعد تلقي ردّ حماس على اقتراح الهدنة في قطاع غزة.

وكانت حماس نشرت فجرا بيانا على منصة تلغرام، أكّدت فيه أنّها سلّمت الوسطاء "ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار"، فيما قال مصدران فلسطينيان مطّلعان على سير المفاوضات الأربعاء لوكالة فرانس برس إنّ الحركة ضمنت ردها تعديلات تشمل ضمانات لوقف إطلاق نار دائم مع إسرائيل.

وبعد الإعلان عن سحب المفاوضين، أعرب منتدى عائلات الرهائن المحتجزين في غزة عن "قلق بالغ"، محذرة بأن "فرص إنقاذ الرهائن تتضاءل مع مرور الأيّام".

وأسفر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

ومن بين 251 رهينة خطفوا أثناء الهجوم، لا يزال 49 محتجزين، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.

وردّت إسرائيل بشن حرب مدمّرة قتل فيها 59587 فلسطينيا في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس، وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي