مقتل 26 فلسطينيا بنيران إسرائيلية أثناء انتظار المساعدات في غزة 

أ ف ب-الامة برس
2025-07-19

تظهرصورة ملتقطة من موقع على حدود إسرائيل مع قطاع غزة تظهر تصاعد الدخان خلال غارة إسرائيلية على القطاع الفلسطيني المحاصر في 17 تموز/يوليو 2025. (أ ف ب)القدس المحتلة- أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 26 فلسطينيا وإصابة أكثر من 100 آخرين السبت 19 يوليو 2025، بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركزين لتوزيع المساعدات في جنوب القطاع المحاصر الذي دمرته الحرب الدائرة منذ أكثر من 21 شهرا.

دفعت الحرب والحصار الإسرائيلي سكان غزة الذين يزيد عددهم على مليوني شخص إلى شفا المجاعة.

وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل إن "22 شهيدا نقلوا من منطقة الطينة قرب مركز توزيع المساعدات جنوب غرب خان يونس، وأربعة شهداء من منطقة الشاكوش قرب مركز التوزيع" شمال غرب مدينة رفح.

وأكد بصل لوكالة فرانس برس أن القتلى سقطوا "بنيران الاحتلال الإسرائيلي" ونقلوا مع المصابين إلى مستشفى ناصر في خان يونس.

وتدير المركزين "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي بدأت توزيع المساعدات في القطاع قبل أشهر.

وذكر شهود عيان أنه مع تجمع مئات الفلسطينيين في محيط مركز توزيع تابع للمؤسسة قرب خان يونس في الصباح الباكر، أطلق جنود إسرائيليون النار عليهم.

وقال عبد العزيز عابد (37 عاما) لفرانس برس إنه توجه مع خمسة من أقاربه قبل شروق الشمس إلى منطقة الطينة للحصول على مساعدات، وإن الجنود "الإسرائيليين فتحوا النار بكثافة على الناس وقتلوا وأصابوا الكثيرين منهم".

أضاف "لم نتمكن من الحصول على شيء. كل يوم أذهب إلى هناك ولا نحصل سوى على الرصاص والتعب بدلا من الطعام ... ارحموا أهل غزة".

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يتحقق" من التقارير بشأن إطلاق النار، ردا على استفسار فرانس برس.

بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" عملياتها في أواخر أيار/مايو بعد حصار شامل لأكثر من شهرين منعت خلاله إسرائيل دخول أي مساعدات أو سلع الى غزة على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من خطر المجاعة الوشيك.

والجمعة، أفاد بصل بمقتل 10 أشخاص ينتظرون المساعدات، بينهم تسعة بالقرب من مركز الشاكوش.

- "مئات مهددون بالموت" -

ترفض الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية العمل مع "مؤسسة غزة الانسانية" بسبب مخاوف بشأن حيادها ومصادر تمويلها.

بعد أسابيع من التقارير شبه اليومية عن مقتل عشرات الفلسطينيين أثناء انتظارهم المساعدات وعن مشاهد الفوضى والتدافع، أقرّت المؤسسة بأن 20 شخصا قضوا في حادث الأربعاء قرب مركز تابع لها في جنوب غزة، لكنها اتهمت أفرادا "مسلّحين ومرتبطين بحماس" بإثارة "فوضى" وإطلاق النار.

والثلاثاء، أبلغت الأمم المتحدة أنها أحصت سقوط 875 قتيلا من منتظري المساعدات منذ أواخر أيار/مايو، بمن فيهم 674 "بالقرب من مراكز تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية".

ونظرا إلى القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول إلى العديد من المناطق، لا تستطيع وكالة فرانس برس التحقق بشكل مستقل من أعداد القتلى والجرحى التي تبلغ عنها مختلف الأطراف.

والجمعة، أصدر الطبيب صهيب الهمص مدير مستشفى الكويت التخصصي الميداني في منطقة المواصي في خان يونس، بيانا قال فيه "يشهد المستشفى في هذه الأثناء تدفقا غير مسبوق للنازحين... حيث تصلنا حالات تعاني من إنهاك شديد وإعياء تام، إلى جانب مظاهر هزال شديد وسوء تغذية حاد نتيجة انعدام الغذاء لفترات طويلة".

وأكّد أن "جميع الحالات التي تصلنا الآن بحاجة ماسة إلى الغذاء قبل الدواء ... المئات ممن نحلت أجسادهم بالكامل باتوا مهددين بالموت بعد أن تجاوزت أجسادهم القدرة على الصمود".

وطالب "المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك الفوري والعاجل لوقف شلال الدم الفلسطيني، وفتح المعابر بشكل كامل، وتوفير الإمدادات الغذائية والدوائية الأساسية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها بدون أي عوائق".

- سوء تغذية حاد -

والأسبوع الماضي، حذرت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية من تسجيل ارتفاع مقلق في حالات سوء التغذية الحاد، مشيرة إلى مستويات "غير مسبوقة" في اثنتين من عياداتها في غزة.

في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة، أعرب البابا لاوون الرابع عشر عن "قلقه إزاء الوضع الإنساني المأساوي" في غزة، ودعا إلى "إعادة تحريك المفاوضات" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

تتعثر المفاوضات غير المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل للتوصل إلى هدنة. واتهم الجناح العسكري لحماس إسرائيل الجمعة بعرقلتها.

اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

وردّت إسرائيل بشن حرب مدمّرة قتل فيها 58667 فلسطينيا في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس، وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي