
واشنطن- يلتقي وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو نظيره الروسي سيرغي لافروف الخميس 10 يوليو 2025، في كوالالمبور على هامش اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، فيما شنت موسكو هجوما كبيرا جديدا على أوكرانيا هو الثاني في غضون يومين.
وتتزامن زيارة روبيو، وهي الأولى له إلى آسيا منذ توليه منصبه، مع تصعيد دونالد ترامب حملته التجارية إذ هدّد هذا الأسبوع بفرض رسوم جمركية على أكثر من 20 بلدا.
ويلتقي وزير الخارجية الأميركي نظيره الروسي مساء الخميس على هامش اجتماعات آسيان، وفق ما أعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى.
وصباح الخميس، أعلنت الإدارة العسكرية في كييف أنّ هجوما روسيا ليليا على العاصمة الأوكرانية أسفر عن مقتل شخصين.
وسمع صحافيون في وكالة فرانس برس في كييف انفجارات قوية في المدينة خلال الليل ورأوا انفجار مقذوفات في الجو اعترضتها الدفاعات الجوية.
ولجأ عشرات السكان إلى محطة مترو في وسط المدينة حيث وضعت في تصرفهم فرش ومعدات تخييم.
وليل الثلاثاء الأربعاء، شنّت روسيا أكبر هجوم جوي منذ بدء غزوها لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022 باستخدامها 728 مسيّرة و13 صاروخا اعترضت بغالبيتها العظمى بحسب كييف.
- "أدوات للضغط" -
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع أنّ الولايات المتّحدة سترسل "مزيدا من الأسلحة الدفاعية" إلى أوكرانيا في قرار قال الكرملين إنه لن يؤدي سوى إلى إطالة أمد الحرب.
وكان روبيو ولافروف التقيا في منتصف شباط/فبراير في المملكة العربية السعودية عقب تقارب حصل يومها بين ترامب وبوتين. ومذاك تحدّث الوزيران مرات عدّة عبر الهاتف.
وبعد ماليزيا، من المقرر أن يتوجه لافروف إلى كوريا الشمالية التي زارها مسؤولون روس كبار مرات عدة في الأشهر الأخيرة.
وتعززت العلاقات بين بيونغ يانغ وموسكو، مع إرسال كوريا الشمالية آلاف الجنود إلى منطقة كورسك لمساندة القوات الروسية، وتسليم روسيا ذخائر وصواريخ.
وقال مسؤولون أميركيون قبيل زيارة روبيو إن واشنطن "تعطي أولوية" لالتزاماتها تجاه منطقتي شرق آسيا وجنوب شرق آسيا.
لكن زيارة روبيو تأتي في وقت تترقب دول عدة نسبة الرسوم الجمركية التي سيفرضها عليها ترامب.
وقال الرئيس الأميركي الإثنين إنه سيفرض تعرفات نسبتها 25 في المئة على واردات بلاده من اليابان وكوريا الجنوبية، وعلى حوالى عشر دول أخرى، بينها ماليزيا (25 %) ولاوس (40 %)، لحضّها على إبرام اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة.
وماليزيا ولاوس منضويتان في رابطة آسيان التي تتولى ماليزيا هذا العام رئاستها الدورية. وستطبّق التعرفات اعتبارا من الأول من آب/أغسطس.
وأبرمت فيتنام، العضو في آسيان، اتفاقا مع الولايات المتحدة يجنّبها رسوما جمركية إضافية.
كذلك، أعلن فرض ضريبة بنسبة 50 % على واردات النحاس، وضريبة أخرى بنسبة 200 % قد تفرض على المنتجات الصيدلانية.
وانتقد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم الأربعاء التعرفات الجمركية في بداية المؤتمر قائلا "في كل أنحاء العالم، أصبحت الأدوات التي كانت تستخدم في السابق لتحقيق النمو تُستخدم الآن للضغط والعزل والاحتواء".
وفي ماليزيا، سيحضر روبيو اجتماعا لوزراء خارجية دول شرق آسيا من بينهم وزراء اليابان وكوريا الجنوبية والصين. ومن المقرر أيضا أن يجري محادثات ثلاثية مع الفيليبين واليابان.
ورغم أن نظيره الصيني وانغ يي حاضر في اجتماع آسيان، لم يؤكَّد حتى الآن أي لقاء بينهما.
وما زالت الكثير من الخلافات قائمة بين بكين وواشنطن، من التجارة إلى الفنتانيل وقضية تايوان والمنافسة في التقنيات المتطورة.
ومن دون ذكر الولايات المتحدة بالاسم، دعا وانغ يي الخميس دول آسيان إلى توحيد قواها مع الصين لتحقيق نظام دولي "أكثر عدلا".