
سيول- أظهرت استطلاعات الرأي لدى الخروج من مكاتب الاقتراع الثلاثاء 3 يونيو2025، أن لي جاي ميونغ من الحزب الديموقراطي هو الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية، مع ارتفاع نسبة المشاركة بعد أشهر من الفوضى السياسية.
وبعد أزمة سياسية اندلعت حين حاول الرئيس السابق يون سوك يول فرض الأحكام العرفية وهو ما أدى إلى عزله، أظهر استطلاع رأي أجرته أكبر ثلاث هيئات بث في كوريا الجنوبية حصول لي على 51,7% من الأصوات.
بينما يُتوقع أن يحصل منافسه المحافظ كيم مون سو على 39,3%.
وبعد اشهر من الاضطرابات، أعرب العديد من الكوريين الجنوبيين عن رغبتهم في تقدم البلاد، وأظهرت استطلاعات الرأي لأسابيع تقدم لي على كيم بفارق كبير.
وقال سائق سيارة الأجرة تشوي سونغ ووك (68 عاما) لوكالة فرانس برس أثناء إدلائه بصوته "آمل أن يخلق الرئيس المقبل أجواء من السلام والوحدة بدلا من الصراع الأيديولوجي".
لكن أيا كان الفائز فإنه سيواجه تحديات ضخمة من تباطؤ الاقتصاد وارتفاع تكلفة المعيشة، إلى معدلات ولادات هي من الأدنى في العالم.
وسيتعين عليه أيضا التعامل مع أزمة متنامية بين الولايات المتحدة، الضامن الأمني التقليدي لسيول، والصين، أكبر شريك تجاري لها.
وترى كانغ جو هيون أستاذة العلوم السياسية في جامعة سوكميونغ النسائية أن " استطلاعات الرأي تظهر أن الانتخابات تعتبر إلى حد كبير استفتاء على الإدارة السابقة".
وقالت لفرانس برس "لم تؤثر أزمة الأحكام العرفية والعزل على المعتدلين فحسب، بل أدت أيضا إلى تفتيت القاعدة المحافظة".
وقال الناخب بارك دونغ شين (79 عاما) لوكالة فرانس برس إنه سيصوت "لبناء دولة جديدة من جديد".
وقال إن إعلان يون الأحكام العرفية "كان من قبيل التصرفات التي جرت في عهد الديكتاتورية في بلادنا".
أشار أنه سيصوت للمرشح الذي سيتأكد من أنه سيتعامل "كما يجب" مع الوضع.
- إقبال كبير-
وأعلن مسؤولون أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت نحو 77,8% في وقت متأخر من بعد الظهر، وهي أعلى نسبة منذ ما يقرب من عقدين، حيث يرغب العديد من الكوريين الجنوبيين بالعودة إلى الهدوء.
وبعد إغلاق صناديق الاقتراع في الثامنة مساء (11:00 بتوقيت غرينتش) وصلت صناديق الاقتراع إلى صالة الألعاب الرياضية بجامعة سيول الوطنية في منطقة غواناك غو لبدء عملية الفرز، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
غرقت كوريا الجنوبية في فوضى سياسية منذ محاولة يون ليل 3-4 كانون الأول/ديسمبر فرض الأحكام العرفية.
ودفعت تلك المحاولة الفاشلة البرلمان إلى عزل الرئيس واتّهامه بـ"التمرد"، بينما أصدر القضاء مذكرة توقيف بحقه.
ويسود الهدوء شوارع العاصمة سيول بينما أعلنت الشرطة أعلى مستوى من التأهب ونشرت الآلاف من عناصرها لضمان حسن سير الانتخابات.
خاض المرشح الليبرالي لي - الذي نجا من محاولة اغتيال العام الماضي - حملته الانتخابية وهو يرتدي سترة واقية من الرصاص وألقى خطاباته خلف حاجز زجاجي واق.
وقام الرئيس السابق يون وزوجته كيم كيون هيي بالتصويت في مركز اقتراع قرب منزلهما، ولكن لم يرد على اسئلة الصحافيين.
احتُجز يون من 15 كانون الثاني/يناير حتى الثامن من آذار/مارس حين أفرج عنه بقرار قضائي أبطل مذكرة التوقيف.
وفي حال إدانته، يواجه عقوبة قد تصل الى السجن المؤبد أو حتى الإعدام.
وبعكس الانتخابات العادية، حيث يتمتع الرئيس المنتخب بفترة انتقالية مدتها شهران، فإن الفائز في الانتخابات التي ستجرى سيتم تنصيبه في اليوم التالي.