
واشنطن- تنظم جامعة هارفرد حفل التخرج السنوي لطلابها وفق تقليد أميركي يجري هذه السنة في ظل معركة قضائية مع إدارة الرئيس دونالد ترامب الذي يستهدف الجامعة التي تعتبر من الأعرق في العالم بسلسلة من الإجراءات.
ويقام الحفل الذي تتخلله تقليديا كلمات مؤثرة يلقيها طلاب بملابس التخرج، في وقت يمارس الرئيس الأميركي ضغطا غير مسبوق على هارفرد، من خلال السعي لمنعها من استقبال طلاب أجانب وفسخ عقودها مع الحكومة الفدرالية وخفض المساعدات الممنوحة لها ببضع مليارات الدولارات وإعادة النظر في وضعها كمؤسسة معفية من الضرائب.
وطعنت هارفرد بكل هذه التدابير أمام القضاء.
ولطالما صب ترامب غضبه على هارفرد التي تنتمي إلى آيفي ليغ، رابطة المؤسسات الجامعية الكبرى الأميركية، والتي تصدت لعزم إدارته على ضبط عمليات الانتساب والتعيين والسيطرة على محتوى البرامج والتوجهات في مجال البحث.
وباشر ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير حملة واسعة النطاق ضد الجامعات التي يتهمها بنشر إيديولوجيا "ووك"، وهو التعبير المستخدم للإشارة إلى اليقظة حيال العنصرية والتمييز، آخذا عليها بصورة خاصة سياساتها التي تروج للتنوع وسماحها باستمرار التظاهرات احتجاجا على الحرب في قطاع غزة، وهو ما ينعته بمعاداة السامية.
وأعلن ترامب الأربعاء أن "هارفرد تعامل بلادنا بقلة احترام كبيرة وتمضي أبعد وأبعد في ذلك".
وكان رئيس الجامعة آلن غاربر اعتبر الثلاثاء عبر إذاعة إن آر بي أن إدارة ترامب المصممة على نشر عقيدتها المحافظة "لا تحب أحيانا ما نمثله".
- "تدابير انتقامية" -
وقد يلقي غاربر كلمة خلال حفل الخميس. وهو أقر بوجود مشكلات تتعلق بمعاداة السامية في هارفرد، لكنه رأى في المقابلة أن "ما يثير الحيرة هو أن التدابير التي اتخذوها لتسوية (هذه المسائل) لا تطال حتى الاشخاص الذين يعتبرون أنهم يتسببون بالمشكلات".
وتوجه نجم كرة السلة والناشط الحقوقي كريم عبد الجبار إلى دفعة خريجي 2025 خلال يوم التخرج الأربعاء وقال "حين حاولت إدارة متسلطة ترهيب هارفرد وتهديدها من أجل أن تتخلى عن حريتها الأكاديمية وللقضاء على حرية التعبير، رفض الدكتور آلان غاربر الضغوط غير القانونية وغير الأخلاقية" مشبها غاربر ببطلة الحقوق المدنية روزا باركس.
وقالت الطالبة الفرنسية الأميركية في الجامعة مادلين ريسكين كوتز إن بعض الطلاب يخططون لتحركات احتجاجية فردية ضد سياسات ترامب.
وقالت الطالبة البالغة 22 عاما "الأجواء هي أن مجرد الاستمرار باحتفالية في المسيرات والجوقات الموسيقية هو بحد ذاته فعل مقاومة".
وإن كانت هارفرد في الخط الأمامي في مواجهة الرئيس، فهو استهدف عددا من الجامعات المرموقة، من بينها جامعة كولومبيا التي قدمت تنازلات كبرى للإدارة على أمل استعادة 400 مليون دولار من المساعدات التي سُحبت منها.
وعلى هامش حفل التخرج، يستمع قاض فدرالي في بوسطن الخميس إلى الأطراف المتنازعة بشأن إلغاء حق استقبال طلاب أجانب.
وسبق أن علقت القاضية أليسون بوروز هذا الإجراء الحكومي بحق هارفرد التي يأتي 27% من طلابها من الخارج، ما يشكل لها مصدرا هاما للموارد ويساهم في إشعاعها في العالم.
وتلقت الجامعة منذ قرار ترامب سيلا من الطلبات من طلاب أجانب يسعون للانتقال إلى جامعات أخرى، على ما أفادت مديرة خدمات الهجرة مورين مارتن الاربعاء.
وكتبت في وثيقة موجهة إلى القضاء أن "العديد من الطلاب والباحثين الدوليين يفيدون عن ضغط نفسي يؤثر على صحتهم العقلية ويجعل من الصعب عليهم التركيز في دراساتهم".
وتظاهرت القاضية السابقة المتخصصة في مسائل الهجرة باتريشا شيبرد الأربعاء أمام هارفرد مرتدية ثوب القضاة الأسود ورافعة لافتة كتب عليها "من أجل حكم القانون".
وقالت لفرانس برس "علينا أن ننظر في سبب رفع بعض هذه الدعاوى، ولا يبدو لي لائقًا أن ينخرط رئيس في أفعال معينة بدافع الانتقام".