
واشنطن - يجري دونالد ترامب وفلاديمير بوتين مكالمة هاتفية الاثنين19 مايو 2025، بهدف "وقف حمام الدم" في أوكرانيا، على حد تعبير الرئيس الأميركي، بعد محادثات غير مثمرة في اسطنبول بين كييف وموسكو.
تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية إنهاء الحرب خلال 24 ساعة بعد توليه الرئاسة، لكن جهوده الدبلوماسية لم تسفر حتى الآن عن تقدم يذكر.
وعقدت كييف وموسكو في اسطنبول الجمعة، أول محادثات مباشرة بينهما منذ نحو ثلاثة أعوام، لكنها انتهت من دون اتفاق لوقف إطلاق النار.
وبعد المفاوضات، أعلن ترامب أنه سيتحدث هاتفيا مع الرئيس الروسي في محاولة لإنهاء "حمام الدم" في أوكرانيا، وقال أيضا إنه سيتحدث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من قادة دول حلف شمال الأطلسي، معربا عن أمله في أن "يكون يوما مثمرا، وأن يتم وقف إطلاق النار، وأن تنتهي هذه الحرب العنيفة جدا التي لم يكن ينبغي لها أن تحدث".
وأكدت روسيا الإثنين تفضيلها الحل الدبلوماسي لتسوية النزاع.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف قوله "من الأفضل بالطبع تحقيق أهدافنا بالوسائل السياسية والدبلوماسية"، مضيفا أن المحادثة الهاتفية بين بوتين وترامب "محادثة مهمة بالتأكيد بالنظر إلى المحادثات التي جرت في إسطنبول".
منذ توليه منصبه في كانون الثاني/يناير، أعرب ترامب مرارا عن رغبته في إنهاء الحرب، وأيد أخيرا الدعوات إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوما.
وأبدت موسكو وواشنطن رغبتهما بعقد لقاء بين بوتين وترامب الذي قال إن "لا شيء سيحدث" حتى يلتقي نظيره الروسي وجها لوجه.
- اللجوء إلى العقوبات -
وخلال محادثات إسطنبول التي شارك فيها أيضا مسؤولون أميركيون، اتفقت روسيا وأوكرانيا على تبادل ألف سجين لكل منهما وتبادل الأفكار بشأن هدنة محتملة، لكن دون أي التزام ملموس.
ومنذ ذلك الحين، يتهم حلفاء أوكرانيا الغربيون بوتين بتجاهل الدعوات إلى وقف إطلاق النار عمدا، وهم يضغطون من أجل فرض عقوبات جديدة على روسيا.
وأجرى زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا مكالمة هاتفية مع ترامب الأحد.
وقال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في بيان مساء الأحد إن الزعماء "ناقشوا الوضع في أوكرانيا والكلفة الكارثية للحرب على الجانبين".
وأضاف أنهم تحدثوا أيضا في "الحاجة إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار وأن يأخذ الرئيس بوتين محادثات السلام على محمل الجد" وذلك قبل المكالمة الهاتفية المرتقبة الاثنين بين ترامب وبوتين.
وأشار إلى أنهم ناقشوا أيضا "اللجوء إلى العقوبات إذا فشلت روسيا في الانخراط بشكل جدي في وقف إطلاق النار ومحادثات السلام".
وكتب المستشار الألماني فريدريش ميرتس في منشور على "اكس" أنه "يجب على بوتين أن يوافق على وقف إطلاق النار ومحادثات السلام"، مضيفا أن الزعماء الأوروبيين يسعون إلى التحدث مع ترامب مرة اخرى الإثنين.
كذلك، بحث زيلينسكي في احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا مع نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس عندما التقيا بعد قداس بدء حبرية البابا لاوون الرابع عشر في الفاتيكان الأحد.
وأفاد مسؤول أوكراني في مكتب الرئيس طلب عدم الكشف عن هويته وكالة فرانس برس إنهما ناقشا أيضا الاستعدادات للمكالمة الهاتفية المقررة الاثنين بين ترامب وبوتين.
- عدد قياسي من المسيّرات -
وهذا اللقاء هو الأول منذ المشادة الكلامية بين الرجلين في البيت الأبيض في 28 شباط/فبراير، والتي شارك فيها ترامب.
في ذلك اليوم، وجد الرئيس الأوكراني نفسه هدفا لهجوم كلامي حاد من ترامب وفانس اللذين اتهماه أمام الصحافيين بعدم إظهار الامتنان لواشنطن على دعمها لكييف في مواجهة الغزو الروسي.
وأعلن الجيش الروسي سيطرته على قريتين في منطقتي سومي ودونتيسك شرق أوكرانيا.
ميدانيا، قالت أوكرانيا الأحد إن روسيا أطلقت عددا قياسيا من المسيّرات على البلاد خلال الليل، مستهدفة مناطق عدة بما فيها كييف حيث قُتلت امرأة.
كذلك، قُتل رجل في منطقة خيرسون في جنوب شرق البلاد حيث قصفت محطة للسكك الحديد ومنازل وسيارات.
وفي مقابلة مع التلفزيون الرسمي الروسي بثت الأحد، قال بوتين إن هدف موسكو هو "القضاء على الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة، وإنشاء الظروف اللازمة لسلام دائم وضمان أمن روسيا"، دون الخوض في التفاصيل.
ويتمسك الكرملين بمطالب صعبة منها أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تتنازل عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئيا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وأن تتوقف شحنات الأسلحة الغربية.
وترفض أوكرانيا هذه المطالب بشدة وتطالب بانسحاب الجيش الروسي الذي يحتل نحو 20% من أراضيها.