ترامب: كثيرون في غزة "يتضوّرون جوعا"

أ ف ب-الامة برس
2025-05-16

فلسطينيون يسعون للحصول على حصصهم الغذائية خارج مركز توزيع مزدحم في بيت لاهيا في شمال قطاع غزة في 15 أيار/مايو 2025 (أ ف ب)واشنطن - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إنّ "كثيرين يتضوّرون جوعا" في قطاع غزة المحاصر حيث أفاد الدفاع المدني بمقتل أكثر من 70 شخصا في غارات إسرائيلية منذ منتصف الليل.

وجاءت تصريحات ترامب الموجزة بشأن غزة، في ختام أول جولة خليجية له منذ عودته إلى البيت الأبيض.

منذ الثاني من آذار/مارس، تمنع إسرائيل منعا باتا دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة. واستأنفت في 18 من الشهر نفسه عملياتها العسكرية بعد هدنة استمرت لشهرين، في أعقاب حرب اندلعت في القطاع بين إسرائيل وحركة حماس، إثر هجوم غير مسبوق نفذته الحركة الفلسطينية على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

والجمعة، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 74 شخصا في غارات إسرائيلية، بينما أشارت طواقم طبية إلى إصابة العشرات بجروح. وردا على سؤال وكالة فرانس برس، لم يُعلّق الجيش الإسرائيلي على الغارات.

وقال ترامب لصحافيين في أبوظبي، محطته الأخيرة في جولته الخليجية، "نحن ننظر في أمر غزة، وسنعمل على حل هذه المشكلة. الكثير من الناس يتضورون جوعا".

وكانت حماس أكدت الخميس أنّ إدخال المساعدات إلى القطاع هو "الحد الأدنى" للمفاوضات مع إسرائيل.

وشددت على أنّ "غزة جزء لا يتجزّأ من الأرض الفلسطينية، وليست عقارا للبيع في السوق المفتوحة!".

وأثارت الغارات الإسرائيلية الأخيرة حالة من الذعر في شمال غزة، حيث قال محمد التتري (57 عاما) لفرانس برس "كنا نائمين وفجأة انفجر كل شيء حولنا". وأضاف "جميع الناس صارت تركض، رأينا الدمار بأعيننا والدماء في كل مكان، والأشلاء والجثامين. لم نعلم من مات ومن بقي على قيد الحياة".

من جانبه، قال محمد نصر (33 عاما) من سكان مخيم جباليا "سمعنا صوت الصواريخ فجأة منتصف الليل"، مضيفا أنّ "القصف كان مرعبا ومتواصلا طوال الليلة، لم نعرف النوم ولا الهدوء".

- "فرصة تاريخية" -

أسفر الهجوم الذي نفذته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عن مقتل 1218 شخصا، غالبيتهم من المدنيين وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

ومن بين 251 رهينة خطفوا خلال الهجوم لا يزال 57 في غزة بينهم 34 اعلن الجيش الاسرائيلي أنهم قتلوا.

ومنذ استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في آذار/مارس، قُتل 2876، ما أدى إلى رفع عدد القتلى في غزة منذ بدء الحرب إلى 53010 أشخاص.

وفي إسرائيل، أكد منتدى عائلات الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة الجمعة، أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يفوّت "فرصة تاريخية" للإفراج عنهم.

وجاء في بيان صادر عن المنتدى إنّ "عائلات الرهائن استيقظت صباحا بقلوب ثقيلة وقلق بالغ في ضوء تقارير عن هجمات متزايدة على غزة والاختتام الوشيك لزيارة الرئيس ترامب للمنطقة".

وشدّدت العائلات على أن "تفويت هذه الفرصة التاريخية سيكون فشلا مدوّيا يوصم بالعار إلى الأبد".

غير أنّ مجموعة أخرى لدعم عائلات الرهائن دعت إلى ممارسة المزيد من الضغوط العسكرية.

وقال منتدى تكفا، وهو منتدى أصغر نطاقا، إنّ "لا بدّ من زيادة الضغط العسكري بالتنسيق مع ضغط دبلوماسي مكثّف وحصار تام مع قطع المياه والكهرباء"، على أمل الإفراج عن الرهائن جميعهم دفعة واحدة.

وتقدّر الأمم المتحدة أنّ 70 في المئة من قطاع غزة أصبح منطقة محظورة من جانب إسرائيل، أو شملتها أوامر إخلاء.

- "الحد الأدنى" -

وعلى مدى الأسابيع الماضية، حذرت الوكالات التابعة للأمم المتحدة من أنّ جميع المخزونات ، من غذاء ومياه نظيفة ووقود وأدوية، وصلت إلى مستويات منخفضة للغاية.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ آخر مستشفى في القطاع يقدّم الرعاية لمرضى السرطان والقلب، توقف عن العمل بعدما أدى هجوم إسرائيلي الثلاثاء، إلى "إلحاق أضرار بالغة فيه وجعل الوصول إليه متعذّرا".

من جانبها، اتّهمت المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي، إسرائيل "بقتل ما تبقى من الإنسانية".

وأتى ذلك فيما تؤكد الدولة العبرية أنّ وقف المساعدات وتكثيف الضغط العسكري يهدف إلى إرغام حماس على الإفراج عن بقية الرهائن المحتجزين في غزة.

غير أنّ عضو المكتب السياسي في الحركة باسم نعيم، قال إنّ "الحد الأدنى لبيئة تفاوضية مواتية وبناءة هو إلزام حكومة (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتانياهو بفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية".

إلى ذلك، أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية" وهي منظمة غير حكومية مدعومة من الولايات المتحدة، الأربعاء، أنها ستبدأ هذا الشهر بتوزيع مساعدات إنسانية في غزة، مشيرة إلى أنّها طلبت من الدولة العبرية ضمان أمن نقاط لتوزيع المساعدات في شمال القطاع.

لكن الأمم المتحدة أكدت الخميس أنها لن تشارك في توزيع المساعدات عبر هذه المنظمة، معتبرة أن آليتها لا تلتزم مبادئ الحيادية والاستقلالية.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي