نيويورك تايمز: التوتر بين ترامب ونتنياهو سيترك أثره على الملف الإيراني لا غزة

2025-05-11

عندما التقى نتنياهو ترامب في البيت الأبيض في شباط/فبراير، كان الرجلان على توافق تام (الاناضول)نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعده مايكل شير حول مظاهر الانقسام البادية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وذلك بعد التناغم الذي ظهر منذ بداية ولاية ترامب الثانية.

فكلا الرجلين مثير للانقسام وصدامي ولديه أنا متضخمة، ومع وصول ترامب للمنطقة في جولة تشمل دول الخليج، فإن مصير الشرق الأوسط يعتمد على العلاقة بينهما على ما يقول شير.

وعندما التقى نتنياهو ترامب في البيت الأبيض في شباط/فبراير، كان الرجلان على توافق تام.

وكان الرئيس قد صنف الحوثيين في اليمن كمنظمة إرهابية. وتحدثا عن أهمية منع إيران من الحصول على القنبلة النووية. حتى إن ترامب طرح فكرة طرد الفلسطينيين من غزة.

وعلق نتنياهو في المكتب البيضاوي أمام الكاميرات: “أنت تقول أشياء يرفض الآخرون قولها” و”بعد ذلك، وبعد أن يندهش الناس، يحكون رؤوسهم. ويقولون: كما تعلم كان محقا في قوله”.

جلس نتنياهو مع ترامب مرة ثانية في زيارة للبيت الأبيض صامتا ولأكثر من نصف ساعة تقريبا، فيما كان ترامب يتحدث بموضوعات لا تهم نتنياهو ولا إسرائيل

 لكنه جلس مع ترامب مرة ثانية في زيارة للبيت الأبيض بعد شهرين صامتا ولأكثر من نصف ساعة تقريبا، فيما كان ترامب يتحدث بموضوعات لا تهم نتنياهو ولا إسرائيل.

وقد أكد هذا الاجتماع، الذي عقد في نيسان/أبريل على الانقسام المتزايد بين الرجلين، اللذين يختلفان بشكل متزايد حول بعض القضايا الأمنية المتعلقة بإسرائيل. وبينما يتوجه ترامب هذا الأسبوع إلى الشرق الأوسط في أول رحلة خارجية كبرى له، رفض الرئيس، في الوقت الحالي، رغبة نتنياهو القيام بعمل عسكري مشترك لتدمير القدرات النووية لطهران.

وبدلا من ذلك، بدأ ترامب محادثات مع إيران، تاركا نتنياهو يحذر من أن “الاتفاق السيئ أسوأ من عدم وجود اتفاق على الإطلاق”.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن ترامب عن اتفاق مع ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في اليمن لوقف الضربات الجوية الأمريكية ضد المسلحين، الذين وافقوا على وقف الهجمات ضد السفن الأمريكية في البحر الأحمر. وجاءت هذه الأنباء من جانب ترامب، والتي وصفها مسؤولون إسرائيليون بأنها مفاجئة لنتنياهو، بعد أيام فقط من إطلاق الحوثيين صاروخا على مطار بن غوريون في إسرائيل، مما دفعها إلى الرد. وعلق نتنياهو في مقطع فيديو نشره على منصة إكس على إعلان ترامب قال فيه إن “إسرائيل ستدافع عن نفسها، وإذا انضم إلينا الآخرون، أصدقاؤنا الأمريكيون، فهذا جيد وإن لم يفعلوا فسندافع عن أنفسنا”.

وقال مايك هاكابي، السفير الأمريكي لدى إسرائيل، في مقابلة تلفزيونية إسرائيلية يوم الجمعة، إن “الولايات المتحدة ليست ملزمة بالحصول على إذن من إسرائيل”.

وأضاف شير أن هناك أيضا بعض الأدلة على وجود انقسام بشأن غزة. ولا يزال مبعوثو ترامب يحاولون التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، على الرغم من أنه دعم إلى حد كبير سلوك رئيس الوزراء في الصراع ولم يقدم أي انتقاد علني تقريبا للقصف الإسرائيلي المتزايد والحصار ومنع وصول الغذاء والوقود والأدوية منذ انهيار وقف إطلاق النار قبل شهرين. وفي 5 أيار/مايو أعلن نتنياهو عن خطط لتوسيع الحرب، في وقت كان فيه مبعوث الرئيس الأمريكي للمنطقة يواصل جهوده الدبلوماسية لوقف النزاع. ومع ذلك لم يلوح ترامب بعد بإصبعه محذرا نتنياهو كما فعل جو بايدن خلال الحرب في غزة التي بدأت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ويقول شير إن الزيارة تختبر الآن العلاقة بين الرجلين، لكن ما هو على المحك الآن هو الأمن على المدى القريب والبعيد في منطقة مزقتها الحرب منذ فترة طويلة. ويقول المحللون في الشرق الأوسط والولايات المتحدة إن تغيير مسار التاريخ هناك يعتمد جزئيا على كيفية تعامل ترامب ونتنياهو مع خلافاتهما خلال فترة التحولات الجيوسياسية الكبرى.

 وقال إيلي غرونر، الذي شغل لأكثر من ثلاث سنوات منصب المدير العام لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: “ترامب طبق مبدأ: ما تراه هو ما تحصل عليه، ونادرا ما يخفي شيئًا. عادته هي قول ما يفكر فيه”، مضيفا أن “موقف نتنياهو هو إبقاء الأمور سرية إلى حد كبير”. ولطالما تحدث ترامب ونتنياهو عن العلاقة الدافئة والوثيقة كدليل على براعتهما السياسية، وأثنى كل منهما على الآخر دائما. ويقول المقربون منهما إنهما في بعض النواحي متقاربان ويحترمان بعضهما البعض بسبب الهجمات السياسية والشخصية التي تعرضا لها خلال حياتهما المهنية.

فمن جهة اتهم ترامب الليبراليين في حكومته والقضاة ومسؤولي الاستخبارات بالتآمر ضده. واتهم نتنياهو المحاكم في إسرائيل بعرقلة السياسات الضرورية، وقال إن منافسيه السياسيين دبروا محاكماته بتهم الاحتيال وخيانة الأمانة وتلقي الرشوة.

وقال مايك إيفانز، وهو مسيحي إنجيلي أسس متحف أصدقاء صهيون في إسرائيل وهو مؤيد منذ فترة طويلة لكل من الرئيس ورئيس الوزراء: “إن الحمض النووي لكليهما متشابه جدا” و“مر كلاهما بتجارب مماثلة، بيبي مع الدولة العميقة في إسرائيل ودونالد ترامب مع الدولة العميقة في أمريكا”.

وقال جون بولتون، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض من عام 2018 إلى عام 2019، إن ترامب كان ينظر دائما إلى العلاقة مع نتنياهو على أنها حاسمة لدعمه السياسي في الولايات المتحدة، وخاصة بين الناخبين الإنجيليين. وقال: “لقد رأى كلاهما أن من مصلحتهما السياسية أن تكون علاقتهما ودية” و”كان هذا بالتأكيد حساب ترامب”. وبخلاف هذا، فخلف الأبواب المغلقة، كانت هناك خلافات وبعض الصدامات التي تترك تداعيات على الوضع الذي يواجهونه الآن.

ولطالما عبر ترامب عن غضبه من تهنئة نتنياهو لجو بايدن على فوزه في عام 2020، وزعم الرئيس، مخطئا، أن رئيس الوزراء هو أول من فعل ذلك. وفي نهاية عام 2021، استخدم ترامب لفظًا بذيئا أثناء تذكره للتجاهل في مقابلة مع مؤلف كتاب.

وبطريقة أخرى، أعرب نتنياهو عن إحباطه من بعض سياسات ترامب، وبخاصة رغبة الرئيس في التوصل إلى اتفاق مع إيران. وكتبت صحيفة يمينية مؤيدة عادة لرئيس الوزراء هذا الشهر أن نتنياهو يعتقد أن ترامب يقول كل الأشياء الصحيحة لكنه لا يفي بوعوده.

وفي موضوع إيران هناك خلاف بينهما حول التعامل معها، فترامب مستعد لمنح الدبلوماسية فرصة والتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يحد من قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم ويبطئ تقدمها نحو صنع القنبلة. ويبدو أن نتنياهو حريص على التحرك عسكريا ضد إيران قبل فوات الأوان لوقف تقدمها. وقال بولتون، وهو من المؤيدين للعمل العسكري، إن “نتنياهو يعتقد أن الجدول الزمني قصير للغاية لاتخاذ القرار”.

 وفي مقابلة مع مجلة “تايم” في نيسان/أبريل، قال ترامب إنه جادل ضد اقتراح نتنياهو بشن هجوم مشترك لعرقلة البرنامج النووي الإيراني. وقال “لم أمنعهم ولكنني أسهل الأمر عليهم، وأعتقد أننا نستطيع التوصل إلى اتفاق دون هجوم”.

وإذا اختلف ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بموضوع إيران، فلا يعرف مدى استعداده لمواجهة نتنياهو في غزة. فقد جاء ترامب إلى السلطة متعهدا بوقف الحرب والإفراج عن الرهائن، وقدم نفسه كصانع سلام يستحق جائزة نوبل. وقال أشخاص إن بعض عائلات الأسرى لدى حماس حثت ترامب على استخدام زيارته للضغط على نتنياهو لوقف الحرب. لكن ترامب بدا في الأسابيع الأخيرة، أقل اهتماما بحل الصراع بعد أن تفاخر في شباط/فبراير برؤيته الكبرى المتمثلة في إنشاء “ريفييرا غزة” بمجرد نقل جميع الفلسطينيين إلى بلدان أخرى.

وعندما زار نتنياهو البيت الأبيض في نيسان/أبريل اعتبر البعض في إسرائيل المشهد محرجا لرئيس الوزراء. ولا يعتقد الإنجيلي إيفانز أن الضغط على نتنياهو سيسفر عن وقف النار في غزة، طالما لم يحقق هدفه بتدمير حماس.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي