دراسة جديدة تسلط الضوء على تراجع أعداد الطيور في أميركا الشمالية  

أ ف ب-الامة برس
2025-05-02

 

طيور في ماريلاند الأميركية في 22 آب/أغسطس 2023 (أ ف ب)تشهد أعداد الطيور في مختلف أنحاء العالم انخفاضا حادا، وهي مشكلة تفاقمت بسبب التغير المناخي ولا يزال من الصعب فهمها ومكافحتها لأسباب أهمّها الافتقار إلى البيانات الدقيقة والمحلية.

وبات يمكن تجنّب هذه المشكلة بمساعدة الهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي، بحسب دراسة نُشرت الخميس في مجلة "ساينس".

من خلال جمع كميات هائلة من البيانات من تطبيق هاتف شائع بين مراقبي الطيور ومعالجتها عن طريق نماذج إحصائية وأخرى قائمة على الذكاء الاصطناعي، كشفت مجموعة من الباحثين أن أعداد الطيور في أميركا الشمالية آخذة في الانخفاض بشكل أساسي في المناطق التي ارتفعت فيها سابقا.

ويبدو أن المناطق التي كانت تعتبر في السابق معاقل أو ملاجئ لبعض الأنواع هي نفسها التي تشهد الأزمة الأصعب، في حين تشهد مناطق أخرى ازدهار أنواع لا تعود أصولها إليها، مما يؤشر إلى هجرة جغرافية مرتبطة بالمناخ.

وتقول المعدة الرئيسية للدراسة أليسون جونستون، في حديث إلى وكالة فرانس برس "ما أردنا القيام به هنا هو النظر بالتفصيل في اتجاهات الأعداد" من أجل الحصول على بيانات "أكثر ملاءمة لقضايا الحفاظ على البيئة وفهم ما يمكننا فعله على الأرض".

- علوم تشاركية -

وللقيام بذلك، لجأت عالمة الطيور والمتخصصة في الإحصائيات البيئية في جامعة سانت أندروز، مع باحثين آخرين، إلى قواعد بيانات غنية في تطبيق "اي بيرد" الذي بلغ عدد مستخدميه بحلول عام 2024 أكثر من مليون مستخدم في مختلف أنحاء العالم.

تتيح هذه الأداة العلمية التشاركية الرقمية لمحبّي الطبيعة والفضوليين إحصاء الطيور من خلال تسجيل تاريخ وموقع المراقبة، بالإضافة إلى تسجيل الصور والمقاطع الصوتية لزقزقاتها.

حللت جونستون وزملاؤها 36 مليون عملية رصد مسجلة عبر التطبيق بين عامي 2007 و2021، تغطّي أميركا الشمالية وأميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي.

من أجل التمييز بين التغيرات الفعلية في أعداد الطيور والتغيرات في عمليات مراقبة مستخدمي التطبيق، ابتكر الفريق نموذج ذكاء اصطناعي مع الأخذ في الاعتبار متغيرات مختلفة مثل وقت المراقبة.

وقد أثبتوا صحة هذا الأسلوب بعد ذلك من خلال آلاف عمليات المحاكاة، مع التركيز في النهاية على 495 نوعا ثبت أنّ نتائجها دقيقة.

وعلى عكس عمليات المراقبة السابقة التي أجريت على نطاق ولايات أو مناطق بأكملها، ركز تحليلهم على قطع أرض تبلغ مساحتها 27 كيلومترا مربعا ـ أي ما يعادل تقريبا حجم مدينة نيويورك - وبالتالي تقديم رؤية أكثر تفصيلا للظواهر الديموغرافية المستمرة.

- تعقيد خفي -

سلطت دراسة سابقة في مجلة "ساينس" عام 2019 الضوء على انقراض 2,9 مليار طائر بالغ بين 1970 و2017 في أميركا الشمالية، وهو انخفاض بنحو الثلث.

وبحسب هذه الدراسة الجديدة، فإن 97% من الأنواع آخذة في الانحدار في بعض المناطق، لكنّ أعدادها ترتفع في مناطق أخرى. ويشهد 83% من العدد تراجعا سريعا في المناطق التي كانت تعتبر في السابق منطقتها المحصنة.

ومع أنّ أسباب هذا التراجع غير مفهومة بشكل تام، تشير إحدى النظريات إلى أنّ الطيور التي تتكيف مع البيئات الوفيرة قد تكون أقل قدرة على الصمود في وجه التغير السريع في الموائل من تلك التي تطورت للتكيف مع ظروف أكثر قسوة.

قد يحدث هذا الانخفاض في أعداد الطيور نتيجة عوامل عدة، مثل زيادة استخدام الأراضي وتحديدا في الغرب الأوسط حيث أثرت خسارة الأراضي العشبية على أعداد عصافير بيرد، وهو نوع من العصفوريات قريب من العصفور الذي يُربّى في المنازل، وانتشار بعض الحيوانات المفترسة مثل القطط.

تؤدي الطيور دورا حيويا في السلسلة الغذائية والنظم البيئية المختلفة، من تلقيح النباتات إلى السيطرة على بعض أنواع الآفات.

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي