السلفادوريون في واشنطن خائفون بعد ترحيل مهاجر جراء خطأ إداري  

أ ف ب-الامة برس
2025-04-19

 

 

نواب أميركيون يحملون صور كيلمار أبريغو غارسيا المهاجر السلفادوري الذي تم ترحيله ظلماً إلى السلفادور، في الكونغرس في واشنطن العاصمة، في التاسع من نيسان/أبريل 2025 (ا ف ب)   تتجه سارة لوبيز بخطى سريعة نحو سيارتها مستندة أثناء سيرها على جدران المركز التجاري الذي جاءت إليه للتسوق في ضواحي واشنطن.

تقول السلفادورية التي تبلغ من العمر 41 عاما وتعيش في الولايات المتحدة بشكل غير نظامي "أخشى أن يتمّ اعتقالي في الشارع".

قبل ثلاث سنوات، استقرّت سارة وزوجها في المنطقة المحيطة بالعاصمة الأميركية، حيث تعد الجالية السلفادورية فيها الثانية في البلاد.

في هذه المنطقة، أُلقي القبض في آذار/مارس على كيلمار أبريغو غارسيا، وهو مهاجر سلفادوري تمّ ترحيله من الولايات المتحدة ثمّ سُجن في السلفادور رغم إلغاء أمر الترحيل الصادر بحقّه في العام 2019.

وفي أعقاب ذلك، اعترفت إدارة الرئيس دونالد ترامب بارتكاب "خطأ إداري"ولكنّها واصلت الدفاع عن قرارها بشدّة مؤكدة أنّ كيلمار أبريغو غارسيا (29 عاما) ينتمي إلى عصابة وستتمّ إدانته بارتكاب عنف أُسري.

من جانبها، تقول سارة لوبيز "يجب التحقيق جيدا في هذه القضية، لأنّه لا يمكن معاملة الجميع بالمثل ... نحن جئنا لنعمل... لا نسيء لأحد".

في شارع ماونت بليزينت في واشنطن الذي يعجّ بالمطاعم السلفادورية، تردّد كيلي (31 عاما) وهي ابنة مهاجرين سلفادوريين، الأمر ذاته. وتقول المرأة التي رفضت ذكر اسمها الكامل، "بعضنا لديه وظيفتان أو ثلاث بدوام جزئي، فقط لتغطية نفقاته".

وُلدت كيلي في الولايات المتحدة وهي تحمل الجنسية الأميركية. غير أنّ ذلك لا يطمئنها، وتقول "بمجرّد النظر إلي، يمكن معرفة أنني من أصل لاتيني. قد أكون مستهدفة لهذا السبب فقط، لا أدري، قد يحصل ذلك".

- "قرار سيء" -

في ما يتعلق بقضية أبريغو غارسيا، أمرت المحكمة العليا إدارة ترامب "بتسهيل" عودته إلى الأراضي الأميركية.

وهو قرار رحّب به ألبيرتو غارسيا الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ عشرين عاما. ويرى ألبيرتو أنّ كيلمار أبريغو غارسيا ضحية "ظلم". ويقول "لم يمنحوه الحق في الدفاع عن نفسه، أو لتأكيد وجوده على نحو قانوني (على الأراضي الأميركية)"، منددا بترحيله على أنه "قرار سيء".

ولكن لا ينظر الجميع إلى أبريغو غارسيا بطريقة إيجابية.

ويقول سول ميركادو وهو يهزّ كتفيه، "يبدو أنّ الحكومتين، هنا وهناك (في السلفادور)، اكتشفتا أنّه كان عضوا في عصابة".

ويقول الرجل الستيني الذي حصل على حق اللجوء بعد فراره من الحرب الأهلية في السلفادور (1979-1992)، إنّه "يتفق" مع سياسات ترامب.

وكان الملياردير الذي صرّح أثناء حملته الانتخابية بأنّ المهاجرين "يسمّمون دماء" الولايات المتحدة، قد حظي خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر بدعم حوالى نصف الناخبين الذين يتحدرون من أصول لاتينية، وهي زيادة مقارنة بالانتخابات السابقة.

ويشبه سول ميركادو سياسات ترامب بتصرّفات الرئيس السلفادوري نجيب بوكيلي، يقول "إنّه يتخلّص من الجريمة".

واستبعد بوكيلة أي بادرة لصالح أبريغو غارسيا، خلال زيارته للبيت الأبيض الإثنين.

ويحظى هذا الأخير بشعبية كبيرة في السلفادور بعد أن شنّ حربا بلا رحمة على العصابات التي أرهبت الدولة الواقعة في أميركا الوسطى، رغم الأساليب التي اعتمدها والتي وصفتها منظمات غير حكومية بالاستبدادية.

وتربك قضية أبريغو غارسيا عددا كبيرا من السلفادوريين المقيمين في الولايات المتحدة، كما يقول أبيل نونيز مدير منظمة "كيرسين" (Carecen) المحلية التي تساعد المهاجرين من أميركا اللاتينية.

ويوضح نونيز الذي يتحدر من أصول سلفادورية، أنّهم "ينظرون إلى هذا الشاب على أنه ضحية، ولكنهم لا يلومون بوكيلة بالضرورة على ذلك. هو في رأيهم مجرّد سجّان".

وفي نهاية المطاف، يضيف أنّ "هذه القضية تخص الولايات المتحدة ككل، وليس فقط مجتمعنا، لأنّ ترحيل كيلمار يفتح الباب أمام تعرّض أي شخص للأمر ذاته بمن فيهم المواطنين الأميركيين".

ذلك أن دونالد ترامب لوح بذلك بقوله أنه "يؤد" إرسال مجرمين أميركيين إلى السلفادور".

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي