منظمة التعاون والتنمية تعرب عن "مخاوف" إزاء مستقبل المساعدة الإنمائية  

برلين - أعربت منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي الأربعاء 16ابريل2025، عن "مخاوف" على مستقبل المساعدة الإنمائية في العالم، في ظلّ تراجع هذه المعونات للمرّة الأولى منذ ست سنوات في 2024 والاقتطاعات المالية التي تجريها دول كثيرة، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

والعام الماضي، بلغت الأموال المخصّصة للمساعدة الإنمائية الرسمية 212,1 مليار دولار، منخفضة بنسبة 7,1 % مقارنة بالعام السابق، وفق ما جاء في تقرير المنظمة التي تتخذ في باريس مقرّا لها. وكان لهذا الانخفاض وطأة شديدة خصوصا على أوكرانيا.

وقالت المؤسسة الدولية إن "الإعلانات الأخيرة لبعض أعضاء لجنة المساعدة الإنمائية (في المنظمة التي تضمّ كبار الجهات المانحة) تثير مخاوف بشأن المستويات المقبلة للمساعدة الإنمائية الرسمية".

وهي كشفت أنها "تنظر في تداعيات هذه الاقتطاعات المالية".

وبحسب تقديراتها الأولية، من المرجّح أن تنخفض المساعدات بنسبة تتراوح بين 9 و17 % بين 2024 و2025.

وفي ظلّ تزايد الأزمات الدولية وتقلّص الموارد العامة، أعلنت بلدان متقدّمة اقتطاعات في المساعدات الإنمائية في الأشهر الأخيرة، على غرار فرنسا وبريطانيا.

وفي الولايات المتحدة، تسبّبت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير في انخفاض شديد في المساعدات الإنسانية، مع إلغاء 92 % من تمويل برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو اس ايد) في الخارج، علما أن الميزانية السنوية لهذه الهيئة كانت تصل إلى 42,8 مليار دولار، أي حوالى 42 % من المساعدات الإنسانية الموزّعة في العالم.

وكانت المساعدات الموجّهة إلى أوكرانيا الأكثر تأثّرا بالانخفاضات المسجّلة في 2024. وهي تراجعت بنسبة 16,7 % بعد تقويم قيمتها وفقا للتضخّم وتقلّبات أسعار الصرف لتصل إلى 15,5 مليار دولار، بحسب المنظمة.

وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ارتفعت المساعدات المخصّصة لكييف والمسجّلة في بيانات منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي من 918 مليون دولار إلى 16 مليارا بين 2021 و2022.

ورغم التراجع المسجّل في 2024، تبقى المساعدات الإنمائية في العالم أعلى بمعدّل الربع تقريبا من مستواها في 2019، بحسب المنظمة.