إسرائيل اليوم: لا تضيعوا مبادرة ترامب.. تهجير الغزيين أولى الخطوات نحو الإقليم الجديد  

2025-03-27

 

ترسم مبادرة ترامب لإسرائيل صورة إنهاء ينبغي لها أن تتطلع إليها إزاء غزة: تجريد هذه المنطقة من القدرات العسكرية (القوة المقاتلة، السلاح، وسائل وقدرات الإنتاج) (ا ف ب)قال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل هذا الأسبوع إن استئناف القتال في قطاع غزة لم يأت لغرض الضغط في المفاوضات، بل استمراراً لحملة الثأر الإسرائيلية على هجمة 7 أكتوبر ولتنفيذ خطة تهجير السكان الفلسطينيين. واتهم العدوان الإسرائيلي -بإسناد من إدارة ترامب- بأنه يستهدف تثبيت التفوق الإقليمي لإسرائيل، ودعا إلى رد عربي إسلامي يتضمن صراعاً سياسياً وإعلامياً يرفض فكرة “التهجير”.

ولكن طريقة عمل إسرائيل منذ استئناف القتال تدل على أنها تقصد الدفع قدماً بالمفاوضات وانتزاع صفقة محدودة أخرى من حماس تؤدي إلى تحرير مخطوفين آخرين، دون التعهد بإنهاء الحرب. الأعمال الجارية في إطار العملية العسكرية تخدم الأهداف الأخرى للحرب: تقويض حكم حماس وتدمير قدراتها.

على خلفية الخطوات العسكرية، فإن القرار “البيروقراطي” الذي اتخذه الكابنيت للأمن القومي – إقامة مديرية للهجرة الطوعية لسكان غزة – يفترض أن يرمز إلى الاتجاه الاستراتيجي الذي تسير فيه إسرائيل، كونه يبعث قلقاً عميقاً في حماس ويواصل هز زعماء المنطقة. في نظر إسرائيل، فإن إقامة المديرية خطوة حيوية لضمان عدم شطب مبادرة ترامب عن جدول الأعمال ولترجمة الرؤية إلى خطة عملية.

ترسم مبادرة ترامب لإسرائيل صورة إنهاء ينبغي لها أن تتطلع إليها إزاء غزة: تجريد هذه المنطقة من القدرات العسكرية (القوة المقاتلة، السلاح، وسائل وقدرات الإنتاج)، ونزع الحكم من أيدي حماس، وتفويض بناها التحتية التنظيمية، والعنصر الثالث هو الهجرة الطوعية للسكان من غزة المدمرة إلى دول يمكنهم العيش فيها في ظروف مناسبة.

إن البيانات المنسجمة التي تخرج عن البيت الأبيض عن تمسك الرئيس ترامب برؤياه وعن رفض مبادرات أخرى طرحتها الدول العربية تدل على جدية نواياه. هكذا أيضاً تصريح مستشار الأمن القومي مايك والتز، هذا الأسبوع بأنها فكرة “عملية جداً”. على هذه الخلفية، إسرائيل ملزمة بتفعيل كل ما يلزم لتحقيق المبادرة والأفضل في الظل ومع إبقاء القيادة في أياد أمريكية.

تحت رعاية إدارة ترامب وفي ظل الفرص الجديدة التي نشأت في الشرق الأوسط الجديد، من الصواب الدفع قدماً بحلول لأولئك الذين يتوقون الآن لمغادرة غزة النازفة، لكنهم عالقون فيها. وجود مثل هذا المسار، إلى جانب أصوات النقد التي بدأت تنطلق في الميدان، ستخدم الرغبة في تشديد الضغط على حماس التي يفترض بأن قيادتها في القطاع تتعاطى مع ذلك في هذه اللحظة كتهديد نظري ينبع خطره من طرحه ومن كونه مانعاً لمبادرات أخرى – وليس من فرص تحققه.

إن النهج الواعي لترامب يوفر فرصة تاريخية لتغيير جذري في غزة، تغيير ينخرط في الخطوة الأكبر لخلق نظام إقليمي جديد. محظور السماح لهذا أن يغرق في عقدة المشاكل الأخرى التي تملأ جدول أعمالنا.

مئير بن شباط

إسرائيل اليوم 27/3/2025









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي