
كييف - يصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإثنين 10مارس2025، إلى السعودية التي تستضيف الثلاثاء اجتماعا بين وفدين أوكراني وأميركي للبحث في مفاوضات سلام لإنهاء النزاع بين موسكو وكييف.
وسيكون اجتماع الثلاثاء الأول بين مسؤولين أوكرانيين وأميركيين منذ المشادة الكلامية الصادمة بين زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب في نهاية شباط/فبراير في البيت الأبيض.
وعلقت واشنطن بعد ذلك المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتبادل المعلومات الاستخبارية معها، فيما تحاول كييف إصلاح الأمور مع ترامب.
ويفتتح زيلينسكي الاجتماعات الدبلوماسية الاثنين بلقاء مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأوضح الرئيس الأوكراني "بعد ذلك سيبقى فريقي في السعودية للعمل مع شركائنا الأميركيين".
أوضح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي سيحضر الاجتماعات، أن المحادثات المقرر إجراؤها الثلاثاء في جدة ستساهم في "تحديد إطار لاتفاق سلام ووقف إطلاق نار أولي" بين روسيا وأوكرانيا.
من جانبه، اكتفى زيلينسكي بالقول "نأمل في أن نناقش ونتفق على القرارات والخطوات اللازمة" من دون أن يحدد الموضوع.
وكان الرئيس الأوكراني شدد على أن كييف تؤيد "حوارا بنّاء" لكنها تريد أن "تؤخذ مصالحها في الاعتبار"، مبديا ثقته في أن الاجتماع سيكون "مثمرا".
- "الاقتراب من السلام" -
وقال زيلينسكي مساء الأحد إنه يأمل في "تحقيق نتائج سواء لناحية الاقتراب من تحقيق السلام أو مواصلة الدعم"، في إشارة إلى تعليق المساعدات الأميركية.
وتبدلت العلاقات بين واشنطن وكييف في شكل جذري في غضون أسابيع قليلة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير.
ويأتي ذلك في وقت تواجه كييف صعوبات على الجبهة. وأعلنت موسكو في نهاية الأسبوع الماضي إحراز تقدم في منطقة كورسك الروسية التي تسيطر أوكرانيا على جزء منها، والسيطرة على قرية في منطقة سومي بشمال أوكرانيا، في أول تقدم من نوعه منذ 2022.
يوجه ترامب انتقادات لاذعة إلى زيلينسكي الذي وصفه بأنه "دكتاتور" واتهمه بأنه غير جاهز "للسلام".
وبلغ التوتر ذروته مع المشادة الكلامية خلال زيارة زيلينسكي إلى البيت الأبيض التي كان من المقرر أن يوقع خلالها اتفاقا يسمح للولايات المتحدة باستغلال موارد أوكرانيا من المعادن.
- تقارب -
وتراجعت حدة النبرة منذ ذلك الحين، إذ اعتبر زيلينسكي الحادث "مؤسفا" فيما رأى ترامب أن الرئيس الأوكراني جاهز للتفاوض، وهدد روسيا حتى بفرض عقوبات جديدة عليها.
وأكد ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" الأحد "سنحقق الكثير من التقدم. اعتبارا من هذا الأسبوع على ما أعتقد".
لكن خلافات لا تزال قائمة.
ولم يتم إلى الآن إبرام الاتفاق حول المعادن الذي يعتزم ترامب من خلاله التعويض عن المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة لكييف.
وسئل ويتكوف عن احتمال توقيع الاتفاق في السعودية، فأكد أن زيلينسكي "عرض توقيعه، وسنرى إن كان سيفعل ذلك".
وتجري هذه المساعي في وقت يسجل تقارب بين واشنطن وموسكو، في تباين مع سياسة عزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي اعتمدها الغرب منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.
وكان من المقرر أن يتوجه زيلينسكي إلى السعودية في شباط/فبراير، لكنه أرجأ الزيارة بعدما استضافت المملكة محادثات روسية أميركية نددت بها كييف.
وسيشارك في المحادثات الثلاثاء عن الجانب الأوكراني رئيس مكتب الرئاسة أندري يرماك ومساعده بافلو باليسا ووزير الخارجية أندري سيبيغا ووزير الدفاع رستم عميروف.
أما الوفد الأميركي فسيضم وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز وستيف ويتكوف، وهم التقوا ممثلي روسيا في شباط/فبراير.
كذلك زار ويتكوف موسكو في شباط/فبراير، وأفاد بعد ذلك أنه تباحث مطولا مع بوتين وبدأ يقيم "صداقة" معه.
ويصل روبيو الإثنين إلى جدة حيث سيلتقي بن سلمان، بحسب ما أوردت وزارة الخارجية الأميركية.
وباستضافتها هذه المحادثات، تعزز السعودية، الحليف التاريخي للولايات المتحدة، نفوذها على الساحة الدولية.
وسبق أن استضافت الدولة النفطية المحادثات التي أفضت إلى عملية تاريخية لتبادل معتقلين بين روسيا والغرب في آب/أغسطس 2024.
وتوترت العلاقات بين الرياض وواشنطن عقب قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في العام 2018، في عملية خلص تقرير استخباري أميركي إلى أن بن سلمان "أجازها".
لكن ويتكوف أعلن أن إدارة ترامب تقيم "علاقات جيدة جدا مع السعوديين".