وزير خارجية إيران: لا تفاوض مع الولايات المتحدة في ظل "الضغوط القصوى"  

أ ف ب-الامة برس
2025-03-07

 

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ ف ب)طهران - أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لوكالة فرانس برس الجمعة 7مارس2025، أن بلاده لن تفاوض الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي طالما واصل الرئيس دونالد ترامب سياسة "الضغوط القصوى".

وقال عراقجي في مقابلة بالقنصلية الإيرانية في مدينة جدة السعودية على هامش اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي، إن طهران ستواصل المحادثات مع المفاوضين الآخرين، لكنها لن تنخرط مع الولايات المتحدة في ظل نهج ترامب بتشديد العقوبات.

وكان ترامب كشف الجمعة إنه بعث برسالة إلى إيران يضغط فيها على الجمهورية الإسلامية للتفاوض بشأن منع تطويرها أسلحة نووية أو مواجهة عمل عسكري محتمل.

وقال ترامب لقناة "فوكس بزنس" في مقطع فيديو بث الجمعة "بعثت برسالة لهم تقول آمل أن تتفاوضوا لأنه إذا كان علينا اللجوء للخيار العسكري فسيكون الأمر مريعا جدا لهم (...) لا يمكن أن نسمح لهم بامتلاك سلاح نووي".

وحذر عراقجي أيضا من أي هجوم إسرائيلي على إيران، مشددا على أن برنامج طهران النووي، الذي تصر على أنه لأغراض مدنية، لا يمكن تدميره بوسائل عسكرية.

سؤال: هل إيران مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي؟

جواب: لن ندخل في أي مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة طالما استمرت في سياسة الضغوط القصوى وتهديداتها، لكن هذا لا يعني أنه في ما يتعلق ببرنامجنا النووي لن نتفاوض مع أطراف أخرى. نحن نتحدث مع الدول الأوروبية الثلاث، ونتفاوض مع روسيا والصين، وأطراف آخرين في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي المبرم عام 2015)، ويمكن أن تستمر هذه المحادثات وأعتقد أننا يمكن أن نصل إلى نتيجة من هذا المسار أيضا.

طالما استمرت الحكومة الأميركية في ضغوطها، سنواصل أيضا مقاومتنا. إذا كانت أميركا تريد العودة إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، فمن الطبيعي أن تلتزم بشروط المفاوضات العادلة والنزيهة وقد أثبتنا أننا لن نتجاوب مع لغة الضغط والتهديد بل سنرد على لغة الاحترام والكرامة كما فعلنا في الماضي.

في ما يتعلق ببرنامجنا النووي، أكرر، نحن منخرطون حاليا في مفاوضات مع الدول الأوروبية الثلاث. نحن في مشاورات وثيقة مع روسيا والصين، ونواصل مناقشاتنا مع الدول الأخرى المهتمة. ومن الطبيعي أن تنقل هذه الدول وجهات نظرنا إلى الحكومة الأميركية.

سؤال: كيف تردون على تهديد إسرائيل بمهاجمة البرنامج النووي الإيراني؟

جواب: أولا وقبل كل شيء، لا يمكن تدمير البرنامج النووي الإيراني من خلال العمليات العسكرية، وذلك لأسباب عدة. السبب الأول هو أن هذه التكنولوجيا قد توصلنا إليها، وهي موجودة في العقول ولا يمكن قصفها. ثانيا، المنشآت النووية الإيرانية مترامية في أجزاء مختلفة من البلاد ومحمية بشكل صحيح، ونحن على يقين من أنه لا يمكن تدميرها. ثالثا، لدينا القدرة على الرد بقوة كبيرة وبشكل متناسب ومتوازن تماما. الإسرائيليون أنفسهم يعرفون، وغيرهم في المنطقة يعرفون، أن أي عمل يتم اتخاذه ضد إيران سوف يتبعه عمل مماثل ضد إسرائيل. لذلك، أعتقد أن التهديد بالحرب ضد إيران هو مجرد تهديد يتم الحديث عنه. وتنفيذ هذا التهديد من شأنه أن يشكل خطرا كبيرا جدا وسوف يتحول إلى حريق واسع النطاق. وأعتقد أنه لو كان الإسرائيليون أو غيرهم متأكدين من أنهم سيحققون أهدافهم من خلال هجوم عسكري، لكانوا قد فعلوا ذلك حتى الآن، ولكن مثل هذا الاحتمال غير ممكن. أعتقد أنه إذا حدث هجوم على إيران، فإن هذا الهجوم قد يتحول إلى حريق واسع النطاق في المنطقة؛ ولا يعني أننا سنفعل ذلك. إنها رغبة إسرائيل في توريط الدول الأخرى في المنطقة في حرب. إنها رغبة إسرائيل في جر أميركا إلى حرب. هذه هي بالضبط خطة إسرائيلية لجر أميركا إلى الحرب، وأميركا معرضة للخطر للغاية إذا دخلت حربا في المنطقة. هم أنفسهم يعرفون ذلك. أعتقد أن إسرائيل والولايات المتحدة والآخرين يدركون تماما قدراتنا، وبالتالي، إذا سادت العقلانية، فلا ينبغي منح حتى الإذن بتهديد إيران، ناهيك عن الهجوم العسكري الفعلي.

السؤال: كيف هي علاقة إيران مع تركيا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد حليف طهران؟

جواب: لا أعتقد أن أحدا يشكك في أن التطورات في سوريا تأثرت بشكل مباشر بتركيا وعدد قليل من الدول الأخرى، وبالتالي فإن المشاكل التي نشأت الآن، مثل الاحتلال الواسع للأراضي السورية من قبل إسرائيل، وتدمير كل البنية التحتية الدفاعية والعلمية السورية من قبل إسرائيل، وكل الصراعات القائمة، بطبيعة الحال، تقع المسؤولية عليها على أولئك الذين نفذوا هذه التغييرات والتطورات. ورغم ذلك، هذا لا يعني أننا في صراع مع تركيا؛ لا، سنواصل علاقاتنا الودية ومشاوراتنا بشأن القضايا الإقليمية".

سؤال: هل ستقيم إيران علاقات مع الحكومة السورية الجديدة؟

جواب: هناك العديد من المجموعات غير القانونية في سوريا، بعضها لا يزال على قائمة الأمم المتحدة للجماعات الإرهابية. سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية واضحة تماما. نريد الاستقرار والسلام في سوريا. نريد الحفاظ على سلامة أراضي سوريا. نريد الحفاظ على وحدة أراضي سوريا ونعارض تقسيم سوريا. نريد نهاية الاحتلال الأجنبي في سوريا. نريد تقدم وتطور الشعب السوري. أخيرا، نريد تشكيل حكومة شاملة في سوريا.

أي مواجهة عسكرية مع الشعب، وأي حادث يؤدي إلى مقتل الناس، وأي صراع عسكري يزعزع استقرار سوريا مدان في رأينا ويجب منعه.

الجمهورية الإسلامية الإيرانية حاليا مجرد مراقب للقضايا السورية. ليست لدينا أي علاقة مع الحكومة السورية الحالية، ولسنا في عجلة من أمرنا في هذا الصدد. ورغم ذلك، فإننا نأمل أن تتجه التطورات في سوريا نحو حكومة شعبية شاملة، ونأمل أن تعود كل المجموعات غير القانونية، التي أدى عملها إلى انعدام الاستقرار في سوريا، إلى سيادة القانون.

 

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي