ترامب يجمّد المساعدات لأوكرانيا بعد المشادّة مع زيلينسكي  

أ ف ب-الامة برس
2025-03-04

 

 

   الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض بتاريخ 3 آذار/مارس 2025 (أ ف ب)   واشنطن- أعلن مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمر بتجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مكثّفا الضغط على كييف لدفعها للموافقة على خوض مفاوضات سلام مع روسيا.

أت الخطوة بعد أيام على مشادّة علنية صادمة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وترامب الذي يسعى لوضع حد للحرب في أسرع وقت.

وفي وقت سابق الاثنين، رفض ترامب استبعاد إمكان تجميد المساعدات لدى سؤاله من قبل الصحافيين، لكن من شأن توقف المساعدات الأميركية إلى خط الجبهة أن يضعف سريعا فرص أوكرانيا في التصدي للغزو الروسي.

وقال المسؤول في البيت الأبيض طالبا عدم الكشف عن اسمه إن "الرئيس أوضح أنّه يركّز على السلام. نحن بحاجة لأن يلتزم شركاؤنا أيضا تحقيق هذا الهدف".

وأضاف "نجمّد ونراجع مساعداتنا للتأكّد من أنّها تساهم في التوصّل إلى حلّ" يوقف الحرب بين موسكو وكييف.

ودان الديموقراطيون في الكونغرس فورا القرار على اعتباره خطرا وغير قانوني.

وأفاد كبير الديموقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب غريغوري ميكس "على زملائي الجمهوريين الذين وصفوا (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بمجرم حرب وتعهدوا مواصلة الدعم لأوكرانيا أن ينضموا إلي في مطالبة الرئيس ترامب برفع قراره الكارثي وغير القانوني بتجميد" المساعدات.

حذّر ترامب من أنه "لن يتسامح" أكثر مع تمسك زيلينسكي بمواقفه وأشار إلى أنه يتعين على الرئيس الأوكراني أن يكون "أكثر امتنانا" للدعم الأميركي.

وأشار من البيت الأبيض إلى أن زيلينسكي "لن يبقى طويلا" في منصبه من دون اتفاق لوقف إطلاق النار مع موسكو.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن قرار التجميد دخل حيز التطبيق فورا ويؤثر على أسلحة بملايين الدولارات كان من المقرر إرسالها إلى أوكرانيا.

من جانبه، أكد زيلينسكي أنه يسعى لانتهاء الحرب "في أسرع وقت ممكن".

جاء التصريح بعدما اتهم زيلينسكي روسيا التي غزت أوكرانيا أولا عام 2014 ووسعت نطاق النزاع بشكل كبير في 2022، بعدم الجديّة بشأن السلام.

وشدد على أن الحصول على ضمانات أمنية قوية هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب.

لكن موقف ترامب سدد ضربة للمساعدات المخصصة لأوكرانيا وأثار القلق حيال تقارب واشنطن مع روسيا.

- دعم أوروبي -

وبعد محادثات أزمة نهاية الأسبوع في لندن، تبحث بريطانيا وفرنسا في إمكان اقتراح هدنة مدتها شهر بين أوكرانيا وروسيا "جوا وبحرا وفي منشآت الطاقة".

وأفاد زيلينسكي بأن المحادثات ما زالت تركّز على "الخطوات الأولى"، مضيفا أن "التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب ما زال أمرا بعيد المنال إلى حد كبير"، في تصريح أثار حفيظة ترامب.

وأضاف في بيان عبر الفيديو أن "السلام الحقيقي والصادق" لا يمكن إلا أن يترافق مع ضمانات أمنية لأوكرانيا التي وافقت على نزع أسلحتها النووية عام 1994 في مقابل الحصول على الحماية من الولايات المتحدة وبريطانيا فحسب.

وقال إن "غياب الضمانات الأمنية لأوكرانيا قبل 11 عاما هو ما سمح لروسيا بالبدء باحتلال القرم والحرب في دونباس، ومن ثم سمح غياب الضمانات الأمنية لروسيا إطلاق غزو شامل".

 قللت روسيا من أهمية التصريحات، متهمة إياه بعدم الرغبة في السلام بينما كررت الانتقادات الأميركية التي تعرض لها بعد المشّادة التي وقعت في المكتب البيضوي الجمعة.

وميدانيا، أعلن مسؤولون أوكرانيون عن سقوط قتلى جراء ضربة صاروخية روسية على منشأة تدريب عسكري على بعد حوالى 130 كيلومترا عن خط الجبهة.

وأفاد مدون عسكري معروف بأن 30 إلى 40 جنديا قتلوا وجرح 90 في الهجوم الذي وقع قرب دنيبرو السبت.

- تصعيد "متعمد"؟ -

وصف ترامب في السابق زيلينسكي الذي يتولى السلطة منذ العام 2019، بأنه "دكتاتور" لعدم إجرائه انتخابات، وإن كانت الأحكام العرفية تحول دون إجراء أي اقتراع بسبب الحرب.

ورفض زيلينسكي الدعوات المطالبة باستقالته، مكررا تعهّده عدم القيام بذلك إلا إذا انضمت أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو أمر تعارضه روسيا وإدارة ترامب.

وفي موسكو، حمّل الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف زيلينسكي المسؤولية عن السجال الجمعة مع ترامب ونائب الرئيس جاي دي فانس، مشيرا إلى أنه "أظهر انعداما تاما للمؤهلات الدبلوماسية".

وقال بيسكوف للصحافيين إن زيلينسكي "لا يريد السلام".

وقال فانس الاثنين لمحطة "فوكس نيوز" إنه واثق من أن زيلينسكي سيوافق "في نهاية المطاف" على عقد محادثات سلام مع موسكو.

وأضاف "أرى أن زيلينسكي لم يكن بعد (يرغب بالسلام) وأرى صراحة بأنه ما زال كذلك".

وتابع "لكنني أظن أنه سيصل إلى هذه المرحلة في نهاية المطاف. يجب عليه ذلك".

لكن فريدريش ميرتس الذي يرجّح أن يصبح المستشار الألماني المقبل، اعتبر أن المشادة الصادمة في البيت الأبيض كانت عبارة عن "تصعيد متعمّد" من قبل ترامب.

وكان مسؤولون أميركيون وروس أجروا محادثات تنال جانبا منها إنهاء الحرب، ما أثار حفيظة كييف وأوروبا بسبب تهميشهما ومخاوف من إمكان تهديد أي اتفاق مستقبل أوكرانيا.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي