فلسطينيون شردهم العدوان الإسرائيلي شمال الضفة المحتلة يخشون ما سيحل بهم  

أ ف ب-الامة برس
2025-03-01

 

 

فلسطينيون يغادرون مخيم جنين في الضفة الغربية في 25 شباط/فبراير 2025 (أ ف ب)   القدس المحتلة - في مخيّم جنين المكتظّ باللاجئين، تنظر سناء شريم إلى حفيدتها المولودة قبل أسابيع متمنيّة لها حياة أفضل، في ظلّ التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلّة حيث أعلنت إسرائيل عن نيّتها إبقاء جنودها في المنطقة لحوالى سنة.

وتقول شريم التي فقدت ابنها الذي انضم إلى فصيل مقاتل في عملية سابقة للجيش الإسرائيلي في المنطقة سنة 2023 "أخشى من القادم إذا كبر الأطفال في واقع لا تتوقّف فيه الغارات".

وتقول بوجه قاتم في قاعة مكتظّة باللاجئين في مركز خيري في جنين لجأت إليه العائلة في كانون الثاني/يناير "لن تتوقّف".

في 21 كانون الثاني/يناير، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية "السور الحديدي" التي تستهدف الفصائل الفلسطينية المسلّحة في شمال الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل منذ 1967.

وفي 23 شباط/فبراير، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أصدر تعليمات للجنود "للاستعداد لإقامة طويلة في المخيمات التي تم إخلاؤها" وهي مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، "لعام من الآن، وعدم السماح بعودة قاطنيها وعودة الإرهاب".

بدأت العدوان العسكري الواسع في الضفة بعد يومين من بدء تطبيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة بعد حرب مدمرة استمرت لأكثر من 15 شهرا.

وبحسب الأمم المتحدة، أسفرت الحملة العسكرية في الضفة الغربية عن مقتل 39 شخصا على الأقلّ ونزوح حوالى 40 ألفا. وقبل العملية، كان مخيّم اللاجئين في جنين يضمّ حوالى 24 ألف نسمة.

- لا انفراجة في الأفق -

وتتشارك سناء شريم منذ خروجها من المخيّم مع عائلتها وحوالى 80 نازحا مساكن ضيّقة في أحد مباني المدينة. ومن بين هؤلاء ثائر منصور الذي يتنقّل بواسطة كرسي متحرّك بسبب ترقّق العظام ويمضي وقته في باحة المبنى مع نازحين آخرين.

أجلي ثائر منصور من المخيّم على عربة نقل بعدما جرفت الجرّافات الإسرائيلية الطرق وأحالتها ركاما. ويقول منصور لوكالة فرانس برس "تحمّلنا ما أمكن تحمّله، لكن لم يبق أمامنا سوى المغادرة نظرا للعدد الكبير من الأطفال، من أطفال إخوتي وجيراني وأقاربي".

ويخبر كيف بقيت عائلته ثلاثة أيام في منزلها من دون مياه أو كهرباء ومع قطع الاتصالات، فيما كان الجيش الإسرائيلي يوجه الأوامر بواسطة المسيّرات "بإخلاء المنازل" وسط دويّ الانفجارات والقصف وهدير المروحيّات.

ولا يرى ثائر منصور أيّ انفراجة قريبة في الأفق، قائلا من المركز الخيري "ما زلنا عالقين هنا، وما من مكان نعود إليه".

وعلى بعد خمسة كيلومترات، حلّ الدمار في عدّة مواقع من مخيّم جنين. وباتت الشوارع الضيّقة مقفرة يتكدّس فيها ركام المنازل التي اقتلعت جرّافات الجيش الإسرائيلي واجهاتها، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس. ونخر الرصاص الجدران واسودّت سقوف المتاجر.

- "ما يخفيه المستقبل" -

وفي وسط مدينة جنين، دبّت الحياة من جديد بالرغم من الانتشار العسكري وفتحت المتاجر أبوابها مجددا بعدما عهدت على إغلاقها خلال عمليات الجيش الإسرائيلي.

ويقول صاحب أحد متاجر الملابس لوكالة فرانس برس "عادة يبقى كل شيء مغلقا بعد كل عملية. لكن الأمر مختلف هذه المرّة"، متحدثا عن الضيقة الاقتصادية التي يعاني منها الأهالي.

وفي المركز الخيري، لم يبق لناظمي تركمان سوى مجسّم صغير لبرج إيفل هو الشيء الوحيد الذي تسنّى له أخذه معه قبل الفرار من منزله وقد اختاره لما يحمله من قيمة عاطفية.

وقد أمضى الرجل البالغ من العمر 53 عاما سنوات عدّة في السجون الإسرائيلية ولم تلتحم بعد ندوبه من عملية إسرائيلية سابقة في جنين أصيب خلالها بطلق ناري في 2002 في خضمّ الانتفاضة الثانية.

ويرى تركمان أن الذين لم يعايشوا الانتفاضة الثانية، يجدون العملية الإسرائيلية الحالية "صادمة، "لكن نحن الذين عايشنا أحداث 2002 مع الدبّابات والطائرات العسكرية، لا نرى فرقا كبيرا... فالاحتلال هو عينه".

وتقرّ سناء شريم من جهتها بأنها على وشك أن تفقد أعصابها. وهي أصيبت بحالة من الهلع عندما انقلبت بالأمس العربة التي كانت تجرّ فيها حفيدتها في متنزّه بالقرب من مخيّم اللاجئين. وهي تخبر "استولى عليّ الخوف وليس في وسعي التخلّص منه".

وتقول في إشارة إلى حفيدتها التي لم تصب بأيّ مكروه "لا ندري ما يخفيه المستقبل... ربّنا وحده يعلم. ونحن خائفون عليهم".

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي