تل أبيب ترسل وفدا إلى القاهرة لبحث هدنة غزة  

أ ف ب-الامة برس
2025-02-27

 

 

إسرائيليون يلوحون بأعلام إسرائيلية في تل أبيب لدى مرور موكب للصليب الأحمر يقلّ جثث رهائن كانوا محتجزين في قطاع غزة في 27 شباط/فبراير 2025 (أ ف ب)   تل أبيب- أعلنت إسرائيل إرسال وفد إلى القاهرة الخميس 27فبراير2025، لإجراء محادثات بشأن الهدنة في قطاع غزة، بعد استعادة جثث أربع رهائن مقابل أكثر من 600 معتقل فلسطيني في ما يشكّل الدفعة الأخيرة من التبادل بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان صادر عن مكتبه إنه "أوعز إلى وفد المفاوضات للمغادرة إلى القاهرة اليوم (الخميس) لاستكمال المحادثات"، دون تقديم مزيد من التفاصيل عن فحوى المباحثات.

وحضّت حماس إسرائيل على بدء المحادثات بشأن المرحلة الثانية التي تأخرت رغم اقتراب نهاية المرحلة الأولى من التهدئة السبت.

مساء الأربعاء، أعادت حماس بعيدا عن الكاميرات جثث أربع رهائن تم التعرف عليها رسميا في وقت لاحق وفق ما أعلن أقاربهم ومنتدى عائلات الرهائن والمفقودين.

والرهائن هم أوهاد ياهلومي (49 عاما)، وهو فرنسي إسرائيلي أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين مقتله في قصف إسرائيلي في كانون الثاني/يناير 2024، وتساحي عيدان (49 عاما)، وإيتسيك إلغارات (68 عاما)، وهو دنماركي إسرائيلي، وشلومو منصور (85 عاما) الذي قُتل خلال هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل وتمّ نقل رفاته يومها إلى غزة وفقا لإسرائيل.

وأصدر مكتب نتانياهو بيانا الخميس جاء فيه "بناء على معلومات استخباراتية ومعلومات بحوزتنا، قُتل أوهاد وتساحي وإيتسيك عمدا أثناء احتجازهم في غزة".

وخطف كل الرهائن خلال الهجوم من كيبوتسات قريبة من قطاع غزة.

في المقابل، أفرجت إسرائيل عن 596 فلسطينيا، ولا يزال يتعين عليها الإفراج عن 46 من النساء والأطفال من قطاع غزة، بحسب ما أعلن نادي الأسير الفلسطيني الخميس، موضحا أن السلطات الإسرائيلية كانت تنتظر تأكيد هويات القتلى الذين تسلمتهم قبل الإفراج عن هؤلاء.

واستُقبل المعتقلون الذين أفرج عنهم ليلا بالزغاريد والهتافات والعناق والدموع في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.

وارتدوا الكوفية التقليدية وسترات فوق ملابس السجن، وخضعوا لفحص طبي سريع لدى وصولهم.

كما وصل مئات المعتقلين إلى مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.

- "واجب أخلاقي" -

ويفترض أن يكون هذا التبادل الأخير في إطار المرحلة الأولى من الهدنة التي أبرمت بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.

وتنتهي المرحلة الأولى التي بدأ تطبيقها في 19 كانون الثاني/يناير بعد 15 شهرا من حرب مدمّرة في قطاع غزة، السبت. وكان يفترض أن تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية التي ينص الاتفاق على وضع حدّ نهائي للحرب خلالها واستكمال الإفراج عن الرهائن، خلال الأسابيع الستة من المرحلة الأولى، لكن ذلك لم يحصل.

وأتاح الاتفاق عودة 33 رهينة إلى إسرائيل، بينهم ثمانية متوفين، والإفراج عن نحو 1700 معتقل فلسطيني.

وقالت حماس بعد التبادل إن إسرائيل "لم يعد أمامها" سوى الانطلاق في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.

وأضافت في بيان "نجدّد التزامنا الكامل باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بكل حيثياته وبنوده، كما نؤكّد استعدادنا للدخول في المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق".

وأكّد البيان "مجددا أن السبيل الوحيد للإفراج عن أسرى الاحتلال في قطاع غزة هو التفاوض والالتزام بما تم الاتفاق عليه".

وطالب "الوسطاء بمواصلة الضغط" على إسرائيل "للالتزام بما تمّ الاتفاق عليه".

وشدّد الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ الخميس على "الواجب الأخلاقي" الذي يقع على عاتق سلطات بلاده ببذل كل ما في وسعها "لإعادة كل الرهائن"، أحياء وأمواتا.

وقال نتانياهو في البيان الصادر عن مكتبه باسمه وباسم زوجته سارة "أتعهد بأننا سنواصل العمل بلا هوادة حتى نعيد الجميع، حتى نعيد كل أبناءنا وبناتنا إلى بيوتهم".

وقالت حماس الأسبوع الماضي إنها مستعدة لتسليم كل الرهائن المتبقين لإسرائيل "دفعة واحدة" خلال المرحلة الثانية.

ويبقى من بين 251 رهينة خطفوا في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، 58 محتجزين في غزة، 34 منهم لقوا حتفهم، وفقا للجيش الإسرائيلي.

في تل أبيب، قال رجل الأعمال يسرائيل بيرمان (68 عاما) إن يوم أمس كان "يوما صعبا بشكل خاص" في انتظار تسليم الجثث. وأضاف "نحن نعيش في منطقة صعبة ويجب أن نتصرف وفقا لذلك، ولكن لا يوجد التزام أعظم من إعادة جميع الرهائن، كل شيء آخر ثانوي".

في خان يونس، تحدّث خالد هنا الذي وصل الى القطاع مع المفرج عنهم عن ظروف اعتقال "لا توصف"، وقال "التعذيب كان قهريا، غير طبيعي، جسديا... عدوانيا".

- "مبررات زائفة" -

ويسود الغموض بشأن استمرار الهدنة. وكان مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف تحدّث الثلاثاء عن "تقدّم كبير" في ما يتصل باستئناف المفاوضات.

وأعلن أن إسرائيل سترسل فريقا من المفاوضين "إما إلى الدوحة أو إلى القاهرة" لبدء المفاوضات.

ولم تؤكد الحكومة الإسرائيلية المعلومة، في حين يعارض اليمين المتطرف المتحالف مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إنهاء الحرب، ما يهدّد الائتلاف الحكومي.

وتمّ تسليم جثث الرهائن الأربع إلى الصليب الأحمر خلال الليل، بعيدا عن الكاميرات ومن دون حضور جماهير، بعد أن أخّرت إسرائيل الإفراج عن المعتقلين السبت الماضي بسبب "المراسم المهينة" التي رافقت تسليم الجثث والإفراج عن الرهائن خلال الجولات السابقة.

وكانت حماس تعرض الرهائن قبل تسليمهم الى الصليب الأحمر على منصات أمام حشود من سكان غزة، وتحملهم شهادات إفراج، وهدايا، وتطلب منهم التوجّه الى المحتشدين عبر الميكروفون ما دفع الأمم المتحدة والصليب الأحمر الى الدعوة الى تنفيذ عمليات الإفراج عن الرهائن والمعتقلين مع حفظ كراماتهم.

وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1218 شخصا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية تشمل الرهائن الذين لقوا حتفهم في الاحتجاز.

وأدّى الهجوم الإسرائيلي المضاد على قطاع غزة إلى مقتل 48319 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي