
طهران - استبعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الثلاثاء 25فبراير2025، إجراء أي "مفاوضات مباشرة" مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي، في ظل سياسة "الضغوط القصوى" التي يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاليا.
وخلال ولايته الأولى في البيت الأبيض بين 2017 و2021، اعتمد ترامب سياسة "ضغوط قصوى" حيال طهران، شملت الانسحاب الأحادي الجانب من الاتفاق الدولي بشأن برنامجها النووي، وإعادة فرض عقوبات قاسية عليها بهدف إضعاف اقتصادها وعزلها على الساحة الدولية.
وبعد عودته الى الرئاسة في كانون الثاني/يناير، وقع ترامب أمرا يقضي بإعادة اعتماد "الضغوط القصوى" حيال الجمهورية الإسلامية، على خلفية اتهامها بالسعي لامتلاك القدرة على إنتاج الأسلحة النووية.
الا أن ترامب دعا كذلك إلى "اتفاق نووي سلمي خاضع للتدقيق" مع إيران التي تؤكد الطابع السلمي لبرنامجها.
وقال عراقجي غداة إعلان واشنطن مجموعة جديدة من العقوبات على إيران تستهدف تحديدا مبيعاتها النفطية، "لن نتفاوض تحت الضغط أو التهديد أو العقوبات".
وتابع متحدثا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف "لن تكون هناك إمكانية لإجراء مفاوضات مباشرة بيننا وبين الولايات المتحدة بشأن الملف النووي طالما أن سياسة الضغوط القصوى مفروضة بهذه الطريقة" على إيران.
وما زالت روسيا طرفا طرفا في الاتفاق الذي أبرم عام 2015 حول الملف النووي الإيراني، إلى جانب فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والصين.
وردا على انسحاب ترامب من الاتفاق عام 2018، تراجعت إيران تدريجيا عن كثير من التزاماتها النووية الأساسية. وهي دائما ما تنفي الاتهامات، خصوصا من عدوّيها الولايات المتحدة وإسرائيل، بالسعي لامتلاك السلاح النووي.
وفشلت على مدى العامين الماضيين محاولات متكررة لإحياء الاتفاق.
- "مواقف متقاربة جدا" -
وبحث لافروف مع عراقجي خلال زيارته الثلاثاء الوضع في الشرق الأوسط.
وكانت روسيا وإيران أكبر داعمين للرئيس السوري بشار الأسد قبل إطاحته في كانون الأول/ديسمبر في هجوم شنته فصائل معارضة مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام التي يتولى زعيمها أحمد الشرع الرئاسة الانتقالية في البلاد.
وقال عراقجي "في ما يتعلق بسوريا، لدينا مواقف متقاربة جدا. نريد أن يتم الحفاظ على السلام والأمن وسلامة الأراضي والسيادة الوطنية".
وأكد لافروف "سنبذل كل ما بوسعنا حتى يهدأ الوضع ولا يشكل أي خطر لا على الشعب السوري... ولا على شعوب الدول المجاورة".
وبالرغم من تاريخهما المعقد الذي تخللته مواجهات عسكرية، شهدت العلاقات بين روسيا وإيران الخاضعتين لعقوبات غربية شديدة تقوّض قطاع الطاقة الحيوي لكليهما، تقاربا متسارعا في السنوات الأخيرة، ولا سيما منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويعلن البلدان بشكل متكرر عن تعاون في مجالات المال والتجارة والطاقة. وقال وزير الخارجية الإيراني "في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية، فإن تعاوننا الاقتصادي يتقدم بسرعة".
وفي كانون الثاني/يناير، وقع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو اتفاق شراكة إستراتيجية ينص بصورة خاصة على تعزيز "التعاون العسكري" بين البلدين.