دراسة جديدة تكشف عن تأثير جانبي صادم لأحد أدوية مرض باركنسون

الأمة برس
2025-02-20
دراسة جديدة تكشف عن تأثير جانبي صادم لأحد أدوية مرض باركنسون (بيكسابي)كشفت دراسة جديدة قامت بها مجموعة من العلماء من جامعة فيينا بالتعاون مع جامعة ساوثهامبتون، عن تأثير جانبي صادم لأحد الأدوية المستخدمة في علاج داء باركنسون.
أكدت الدراسة الجديدة أن عقار إنتاكابون، وهو عقار يستخدم لعلاج مرض باركنسون، يعطل بشكل كبير ميكروبيوم الأمعاء عن طريق التسبب في نقص الحديد.
واستخدم الباحثون تقنيات التصوير الجزيئي المتقدمة لإظهار أن العقار يثبط الميكروبات المفيدة مع تعزيز نمو "الإشريكية القولونية" (E.Coli)، التي تزدهر في ظروف نقص الحديد.
وفي حين أنه من المعروف أن المضادات الحيوية يمكن أن تعطل بكتيريا الأمعاء، إلا أن الأبحاث الحديثة تظهر أن العديد من الأدوية الأخرى، وخاصة تلك المستخدمة لعلاج الاضطرابات العصبية، يمكن أن يكون لها أيضًا تأثير كبير.
وعلى الرغم من أن هذه الأدوية مصممة لاستهداف أعضاء معينة، إلا أنها يمكن أن تزعج عن غير قصد توازن ميكروبات الأمعاء، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية. حتى الآن، اعتمدت معظم الدراسات حول تفاعلات الدواء والميكروبيوم على بيانات المرضى المتأثرة بمتغيرات متعددة أو تجارب باستخدام بكتيريا معزولة، والتي تفشل في عكس تعقيد ميكروبيوم الأمعاء البشرية.
وباستخدام نهج تجريبي جديد، درس الفريق الدولي تأثيرات عقارين، إنتاكابون ولوكسابين، وهو دواء للفصام، على عينات براز من متبرعين أصحاء. وقاموا بحضانة العينات بتركيزات علاجية من هذه الأدوية، ثم قاموا بتحليل التأثير على المجتمعات الميكروبية باستخدام تقنيات جزيئية وتصويرية متقدمة، بما في ذلك الماء الثقيل جنبًا إلى جنب مع التحليل الطيفي رامان المحفز (SRS).
وافترض الباحثون أن إنتاكابون قد يتداخل مع توفر الحديد في الأمعاء، وهو مورد حيوي للعديد من الميكروبات. وأكدت تجاربهم أن إضافة الحديد إلى عينات البراز التي تحتوي على إنتاكابون يعاكس تأثيرات الدواء على تغيير الميكروبيوم. وكشفت التحقيقات الإضافية أن الإشريكية القولونية، التي ازدهرت في ظل هذه الظروف، تحمل نظام امتصاص الحديد عالي الكفاءة (إنتيروبكتين سيدروفور).وسمح هذا النظام للبكتيريا بالتغلب على نقص الحديد والتكاثر، حتى في وجود الدواء.
قال مايكل فاغنر، نائب رئيس مركز علم الأحياء الدقيقة وعلوم النظم البيئية في جامعة فيينا: "من خلال إظهار أن إنتاكابون يحفز نقص الحديد، اكتشفنا آلية جديدة لخلل التوازن المعوي الناجم عن الدواء، حيث يختار الدواء (E. coli) وغيرها من الميكروبات المسببة للأمراض المحتملة التي تتكيف جيدًا مع ظروف الحد من الحديد".

وهذا الاكتشاف له آثار أوسع نطاقًا لفهم كيف يمكن للأدوية الأخرى المستهدفة للبشر أن تؤثر على ميكروبيوم الأمعاء. تحتوي العديد من الأدوية، بما في ذلك إنتاكابون، على مجموعات كاتيكول مرتبطة بالمعادن، ما يشير إلى أن هذه الآلية يمكن أن تكون مسارًا أكثر شيوعًا للتغييرات الميكروبية الناجمة عن الدواء.

وتقدم النتائج أيضًا فرصة للتخفيف من الآثار الجانبية لأدوية مثل إنتاكابون. ومن خلال ضمان توفر كمية كافية من الحديد في الأمعاء الغليظة، قد يكون من الممكن الحد من خلل التوازن البكتيري والمشاكل الهضمية التي تصاحب علاج مرض باركنسون في كثير من الأحيان.
ووفقا للدراسة المنشورة في مجلة "سايتك ديلي" العلمية، فإن الدراسة تبحث في استراتيجيات لتوصيل الحديد بشكل انتقائي إلى الأمعاء الغليظة، حيث يمكن أن يفيد الميكروبيوم دون التدخل في امتصاص الدواء في الأمعاء الدقيقة.








شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي