كيف تكون نفسك في عالم مليء بالمقارنات؟ دليل الثقة بالنفس للشباب

في عصر مليء بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يشعر الكثيرون بالغرق في بحر من المقارنات، خاصة الشباب الذين ليس لديهم الوعي الكافي بأهمية الثقة بالنفس، بحسب سيدتي.
يعاني العديد من الشباب من ضغط المقارنة بين حياتهم وحياة الآخرين، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والانطواء على الذات. لكن كيف يمكننا أن نكون أنفسنا بينما نعيش في عالم يحثنا على التشبث بصورة مثالية؟ دعونا نستكشف مع المدربة رابية خان، مدربة الوعي والتطوير، طرق تطوير الذات وبناء الثقة بالنفس بالشكل الصحيح.

تقول رابية لـ "سيدتي" إن الثقة بالنفس والإيمان بقدراتنا هما حجر الأساس في بناء حياة متوازنة. فالإيمان بالقدرات الذاتية يعزز من القدرة على تحقيق النجاح ويزيد من التحمل في مواجهة التحديات. الشخص الواثق من نفسه أكثر قدرة على الإبداع واستكشاف إمكاناته، مما يساعده على تحقيق أهدافه.
لكن، في المقابل، فإن المقارنة بالآخرين قد تكون سلاحًا ذا حدين، حيث تؤدي في كثير من الأحيان إلى القلق والتوتر وتقليل التركيز على الأهداف الشخصية. فلكل فرد طريقه الخاص في النجاح، ولا يمكن قياس الإنجاز بمعايير الآخرين.
وتضيف: "من خلال تجربتي الشخصية كمدربة، أؤكد أن الثقة بالنفس تؤثر بشكل مباشر على الأداء والنجاح في الحياة. كما أظهرت الدراسات العلمية أن الأفراد الذين يتمتعون بثقة عالية بأنفسهم أكثر إنتاجية وسعادة وأقل عرضة للقلق والاكتئاب".

كيف تبني ثقتك بنفسك؟ دليل عملي بخطوات تطبيقية

ومن جانبها حددت المدربة رابية مجموعة من الخطوات التي من شأنها أن تساهم في تعزيز الثقة بالنفس، وتحد من الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي.

قبول الذات
تقبل ذاتك كما أنت، واعلم أن لكل شخص نقاط قوة ونقاط ضعف، وتعلم كيف تستثمر قدراتك من دون مقارنة نفسك بالآخرين.

تحديد الأهداف

ضع لنفسك أهدافًا صغيرة قابلة للتحقيق، ثم اعمل على تطويرها لتصل إلى أهدافك الكبيرة. النجاح المتتالي يبني الثقة بالنفس.

تجربة أشياء جديدة

اخرج من منطقة الراحة الخاصة بك، وجرب أنشطة جديدة قد تساعدك في اكتشاف مواهبك المخفية وزيادة شعورك بالكفاءة.

التفكير الإيجابي

تحدث إلى نفسك بلغة داعمة ومحفزة، وتجنب الحديث السلبي الذي يعيق تقدمك.

العناية الذاتية

احرص على العناية بجسمك وصحتك النفسية، من خلال ممارسة التمارين الرياضية، تناول طعامًا صحيًا، والحصول على وقت كافٍ للاسترخاء والتأمل.

كيف تتجنب فخ المقارنات؟

تقول المدربة رابية إن هناك طرقًا تقي أي شخص من ضغوط المقارنات، مثل:

• التحكم في استخدام وسائل التواصل: يجب على أي شخص، سواء الشباب أو الكبار، أن يتحكم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال أخذ فترات راحة منتظمة من الإنترنت، والابتعاد عن الحسابات التي تشعرك بالضغط النفسي.
• قدر نجاحاتك الخاصة: كل إنجاز تحققه، مهما كان صغيرًا، هو خطوة نحو أهدافك الكبرى.
• ابحث عن مصادر إلهام إيجابية: استمع إلى قصص النجاح التي تعزز لديك الشعور بالإيجابية.
• ركز على رحلتك الشخصية: بدلاً من مقارنة نفسك بالآخرين، اجعل التركيز على تحسين نفسك يومًا بعد يوم.

وتنهي كوتش رابية حديثها بالقول "بناء الثقة بالنفس يتطلب وقتًا وجهدًا، ولكن الاستثمار في نفسك يستحق كل العناء. ثق أنك تمتلك القدرة على تحقيق أي شيء تريده، ولا تدع المقارنات تحبطك".