لوموند: في إسرائيل.. أمهات الجنود يتحركن ضد الحرب في غزة  

2025-02-15 | منذ 8 ساعة

 

هذه هي حالة جمعية “أمهات على خط المواجهة”، التي تطالب بالتجنيد الإجباري للجميع ــ في الوقت الحالي، يُعفى اليهود المتشددون تقريباً من الخدمة العسكرية (أ ف ب)تحت عنوان “في إسرائيل أمهات الجنود في حرب ضد الحرب في غزة”، قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن عدة مجموعات نسائية تتحرك ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحفاظ على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى أن مدة الخدمة العسكرية زادت من عامين وثمانية أشهر إلى ثلاثة أعوام منذ بداية الحرب، وإلى أن عدد الاحتياطيين يبلغ عددهم 400 ألف.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن المواطنة نوريت فيلسينثال بيرغر ترتجف هي وزوجها كل يوم خوفًا على اثنين من أبنائهما الثلاثة المجندين في غزة، في صفوف الجيش الإسرائيلي. وقد قررت هذه الأخيرة الانضمام إلى أمهات أخريات لمجندين للمطالبة بإنهاء الأعمال العدائية.

وأضافت صحيفة لوموند التوضيح أنه في مارس/آذار 2024، انضمت هؤلاء النساء إلى حركة أطلقن عليها اسم “آباء وأمهات المقاتلين ينادون: توقفوا”، وذلك بعدما صُدمن برؤية الشباب الإسرائيليين يفقدون حياتهم وصحتهم في مواجهات “هدفها سياسي بالأساس”.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تاريخ الهجوم الذي نفذته حماس في جنوب البلاد، قُتل أكثر من 890 جنديًا إسرائيليًا، بما في ذلك 405 في القطاع الفلسطيني. من جانبها، لم تبد نوريت فيلسينثال بيرغر أي حزن، لكنها قالت إنها تعيش في رعب. وكان أحد أولادها، وهو الأصغر سناً، يبلغ من العمر 20 عاماً وكان قد أنهى للتو عاماً واحداً من الخدمة المدنية عندما تم استدعاؤه للخدمة العسكرية في اليوم الأول من الصراع. تم إرساله أولاً إلى جباليا، في شمال القطاع، ثم إلى خان يونس ورفح في أقصى الجنوب، وبقي هناك لمدة أربعة عشر شهراً، دون أي راحة حقيقية خلال الأشهر الثمانية الأولى. بينما ابنها الأكبر في إيطاليا، ومن هناك عاد للتجنيد كاحتياط، متوجهاً إلى خان يونس لمدة أربعة أشهر، تتابع صحيفة لوموند.

في البداية، كما تقول نوريت فيلسينثال بيرغر، “اعتقدنا أنه لا يوجد بديل للحرب. لقد أرسلنا فقط الطعام والمعدات”. وبحسب العديد من العائلات، كان الجنود الشباب يفتقرون إلى المعدات، من السترات الواقية من الرصاص إلى الجوارب. لكن في مارس/آذار 2024، عندما أعلن مسؤولون في الجيش أنهم سينتقلون إلى رفح، بالقرب من الحدود المصرية، تغيرت الأمور.

ومع اشتداد حدة الحرب، “أدركنا أن أبناءنا ليس لهم مكان هناك”، كما تقول أنات موغلينر، التي تم إطلاق سراح ابنها البالغ من العمر 22 عاماً، وهو عضو في إحدى القوات الخاصة، من السجن في أوائل يناير/كانون الثاني. أما شريك ابنتها فلم يعد، إذ توفي عن عمر يناهز 29 عاماً في غزة في ديسمبر/كانون الأول 2023.

“حكومة رهيبة”

في شهر مارس – تواصل صحيفة لوموند- تم تشكيل مجموعة من 5 أمهات، وسرعان ما تبعتها مجموعات أخرى. وبدأ الجميع بتنظيم المظاهرات والاعتصامات غير العنيفة (أمام منزل وزير الدفاع السابق يوآف غالانت على وجه الخصوص)، أو توزيع العرائض وإرسال الرسائل إلى السلطات. في البداية، لم تلقَ الحركة استحساناً من جانب أولئك الذين اتهموها بخيانة البلاد، أو من قبل الآباء الذين يخافون من إضعاف معنويات أبنائهم المقاتلين حتى تنتهي الحرب.

وحتى اليوم، لا ترغب بعض الأمهات في ذكر أسمائهن، خوفاً من إيذاء أبنائهن أو لأن أبنائهن لا يتفقون معهن. وبشكل عام، يكافح الرجال من أجل المشاركة بشكل علني ضد الحرب، في بلد ترتبط فيه الروح الذكورية ارتباطًا وثيقًا بالجيش. من الناحية النظرية، هذه الجمعية مفتوحة للآباء، ولكنها في الواقع تشمل الأمهات بشكل أساسي، حتى وإن كان شركاؤهن يدعمون التعبئة.

ورغم أن عدد أعضائها يصل إلى 1100 عضو، فإن الجمعية تظل متواضعة، ولكن تصرفاتها تعكس تعباً عاماً وقلقاً كبيراً على الرهائن. وبحسب استطلاع للرأي أجراه معهد دراسات الأمن القومي في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، فإن %80 من الإسرائيليين الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم يؤيدون الاتفاق الموقع بين إسرائيل وحماس، وبالتالي انسحاب الجيش من قطاع غزة. وعلاوة على ذلك، تسعى جمعيات الأمهات الأخرى أيضًا إلى تحقيق هدنة، حتى لو لم يكن هذا الهدف هو سبب وجودها.

هذه هي حالة جمعية “أمهات على خط المواجهة”، التي تطالب بالتجنيد الإجباري للجميع ــ في الوقت الحالي، يُعفى اليهود المتشددون تقريباً من الخدمة العسكرية، ويُستبعد الفلسطينيون الإسرائيليون من الجيش ــ ووضع حد للأعمال العدائية. وتتجمع هؤلاء النساء ثلاث مرات في الأسبوع في القدس أمام الكنيست، بقيادة أيليت هشاحار سيدوف. وتقول هذه المحامية وزعيمة الحركة التي تزعم أنها تضم ​​70 ألف عضو: “لم نعد نثق في القيادة العليا للجيش. نريد منهم أن يستمعوا إلى الأمهات”. وقد اجتمعت كل هذه الجمعيات في “مجلس نسائي” يبحث الإجراءات التي يجب اتخاذها.

وتشير صحيفة لوموند إلى أنه على غرار الكثير من مواطنيهن، فإن هؤلاء الأمهات لا يذكرن أبداً محنة المدنيين في غزة لدعم مطالبهن بالسلام. وتقول بعض هؤلاء النسوة بأنهن ما عدن قادرات على الإيمان بالمصالحة الحقيقية مع الفلسطينيين. وتبقى الحقيقة أن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، على خطى دونالد ترامب، بشأن مستقبل قطاع غزة والتهجير القسري لسكانه، زادت من حدة غضبهن، حيث تبدو وكأنها تهدد استمرار الاتفاق الموقع مع حماس.

وتقول نوريت فيلسينثال بيرغر غاضبة: “لدينا حكومة فظيعة لا تهتم بالرهائن أو الجنود”. ومن حولها تأتي العديد من النساء ليتمنين أن يصاب طفلهن بجروح، حتى لو لم تكن خطيرة للغاية، حتى يتمكن من الهروب من الجبهة. وأخريات قلن لأبنائهن أن يسافروا إلى الخارج حتى لا يقعوا في قبضة الجيش. وهذه هي حالة إحدى الأمهات من سكان تل أبيب، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها. وقالت هذه الأخيرة لصحيفة لوموند إن ابنها رأى عمليات إطلاق سراح الرهائن التي نسقتها حماس، في مشاهد مدبرة تهدف إلى إثبات أن الحركة الإسلامية الفلسطينية ما تزال تمتلك السلطة. في البداية كان هذا الشاب مؤيدًا بشدة للحرب، ولكن الآن اتخذ قراره: السجن بدلاً من العودة إلى غزة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي