![](/img/grey.gif)
بيروت - حذّر البطريرك الماروني بشارة الراعي من أن «الخطر الحقيقي الذي يواجهه لبنان هو الانزلاق في محور الانحطاط»، مؤكداً أنه «بقدر ما يجب أن نبقى على الحياد الإيجابي، يجب أن ننحاز إلى محور الحضارة والنهضة والرقي».
وجاءت مواقف الراعي في قداس احتفالي بكاتدرائية مار جرجس وسط بيروت، بمناسبة عيد القديس مارون بمشاركة رئيس الجمهورية جوزيف عون، وحضور رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة نواف سلام، إضافة إلى رئيسي الجمهورية السابقين أمين الجميل وميشال سليمان وعدد كبير من النواب والوزراء والسفراء والشخصيات السياسية، بينما كان لافتاً غياب الرئيس السابق ميشال عون.
ويشكل قداس مار مارون مناسبة سنوية يشارك فيها المسؤولون اللبنانيين والنواب والسفراء وشخصيات سياسية، وتصادف هذا العام، بعد أكثر من عامين من الفراغ في رئاسة الجمهورية، وغداة تأليف حكومة نواف سلام الحكومة الأولى في عهد عون، والتي لم يشارك فيها «التيار الوطني الحر»، برئاسة النائب جبران باسيل (صهر الرئيس السابق ميشال عون) الذي أطلق مواقف منتقدة لطريقة تأليف الحكومة.
وتوجّه الراعي، خلال ترؤسه القداس إلى رئيس الجمهورية، قائلاً: «إنكم أعدتم لعيد مار مارون رونقه بانتخابكم رئيساً للجمهورية بعد فراغ دام أكثر من سنتين، وبانتخابكم عادت الثقة إلى قلوب اللبنانيين والدول العربية والغربية». ولفت إلى أنّ «الثقة زادت بالأمس بتأليف الحكومة الموصوفة بالإخلاص والإنقاذ، وجميع الوزراء واعدون، ونتمنّى لهم النجاح في المهام الكبيرة التي تنتظرهم».
اما وقد أعلنا الحكومة التي أتمنى ان تكون "حكومة الإصلاح والإنقاذ" يهمني ان أؤكد على النقاط التالية والتي اضعها في رأس الأولويات:
— Nawaf Salam نواف سلام (@nawafasalam) February 8, 2025
أولا: إن الإصلاح هو الطريق الوحيد إلى الإنقاذ الحقيقي. وذلك يتطلب من الحكومة تأمين الأمن والاستقرار في لبنان، عبر استكمال تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف… pic.twitter.com/NRRlpgHCGl
ودعا الراعي إلى «الحد عن التمادي في المماطلة وفي إسقاط السلطة القضائية وفي فقدان السيادة والكرامة وفي الاعتداء على الدستور وفي الأزمة السياسية؛ فقد اختنق الشعب من الجمود فقدّموا له حلاً»، موضحاً أنّ «الخطر الحقيقي الذي يواجهه لبنان هو الانزلاق في محور الانحطاط فبقدر ما يجب أن نبقى على الحياد الإيجابي يجب أن ننحاز إلى محور الحضارة والنهضة والرقي»، مشدداً على أنّ «الحياد مطروح لإنقاذ وحدة لبنان أكثر من بقاء لبنان بحدّ ذاته»، مؤكداً «الحياد هو أمن داخلي ودفاع خارجي».
ولفت الراعي إلى أنّ «الحياد ليس مشروعاً مناقضاً للخصوصيات وللقناعات الذاتية المختلفة؛ فهو نظام وجود يحمي التعددية بكل أبعادها».
وكان لعدد من الوزراء مواقف قبل القداس، حيث أكّد وزير العدل عادل نصار أن «قضية التحقيق في انفجار مرفأ بيروت أمر أساسي، وسنفعل كل ما بوسعنا لتحقيق العدالة».
عظة #البطريرك_الراعي
— البطريركية المارونية (@bkerki) February 9, 2025
كاتدرائيّة مار جرجس- بيروت – الأحد 9 شباط 2025
عيد القديس مارون
"حبة الحنطة إذا وقعت في الأرض وماتت، أتت بثمرٍ كثير" (يو 12: 24).https://t.co/kJGH64pDxP#البطريركية_المارونية #الراعي #شركة_ومحبة #بكركي #لبنان #معا_من_أجل_لبنان #حياد_لبنان #لبنان_الكبير pic.twitter.com/43XeV3EIjr
وأكد وزير الإعلام بول مرقص «أنّ مع بداية هذه الولاية الحكومية البلد بحاجة للعمل كثيراً نحن وزراء، وسنعطي رأينا من وحي خطاب الرئيس»، بينما شدد وزير الصناعة جو عيسى الخوري على أنه «يجب أن نكون محايدين في لبنان».
وكان رئيس الحكومة نواف سلام قد تعهّد، يوم السبت، إثر الإعلان عن تأليف الحكومة، تنفيذ خطوات إصلاحية، وبناء «الثقة» مع المجتمع الدولي.
وقال سلام في كلمة من القصر الجمهوري إثر لقاء مع عون ورئيس البرلمان نبيه بري «إن الإصلاح هو الطريق الوحيد إلى الإنقاذ الحقيقي».
قداس في كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة في وسط بيروت لمناسبة عيد مار مارون..
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) February 9, 2025
البطريرك الراعي لرئيس الجمهورية: بانتخابكم عادت الثقة بشخصكم إلى قلوب اللبنانيّين وإلى أسرة الدول العربيّة والغربية pic.twitter.com/j9IegQC8lB
وأوضح أن ذلك يأتي عبر «تأمين الأمن والاستقرار في لبنان عبر استكمال تنفيذ القرار 1701، واتفاق وقف إطلاق النار، ومتابعة انسحاب إسرائيل حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية، وذلك بالتلازم مع إعادة الإعمار»، مؤكداً «السعي إلى إعادة الثقة بين المواطنين والدولة، وبين لبنان ومحيطه العربي، وبين لبنان والمجتمع الدولي».