اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد معارك عنيفة في الكونغو الديموقراطية  

أ ف ب-الامة برس
2025-01-26

 

عناصر من جيش جمهورية الكونغو الديموقراطية في إقليم شمال كيفو في شرق البلاد، في 17 كانون الأول/ديسمبر 2024 (أ ف ب)يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الأحد 26يناير2025، لمناقشة تصاعد القتال في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية بين الجيش وحركة "إم23"، وهي جماعة مسلحة مناهضة للحكومة تدعمها رواندا، ما يثير مخاوف من اندلاع صراع إقليمي.

بعد فشل وساطة بين جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا برعاية أنغولا، تمكن متمردو حركة "إم 23" وما بين 3 إلى 4 آلاف جندي رواندي، بحسب الأمم المتحدة، من تحقيق تقدّم سريع في الأسابيع الأخيرة، وباتوا يطوقون بشكل شبه كامل غوما عاصمة إقليم شمال كيفو التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، وتضم أيضا عددا مماثلا من النازحين.

وبعد معارك عنيفة استمرت لأيام قتل فيها 13 جنديا أجنبيا بينهم ثلاثة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، اتهم المتحدث باسم الجيش الكونغولي رواندا السبت بأنها "عازمة على الاستيلاء على مدينة غوما"، مؤكدا أن جيش جمهورية الكونغو الديموقراطية عازم بدوره على "صد العدو".

وأعلنت كينشاسا استدعاء دبلوماسييها من كيغالي "بأثر فوري"، وذلك في رسالة مؤرخة الجمعة ونُشرت مساء السبت.

وتتوالى النزاعات منذ أكثر من 30 عاما في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية الغنيّ بالموارد الطبيعية. وسبق أن أُعلن التوصل إلى ستة اتفاقات وقف إطلاق نار وهدنة في المنطقة، لكنها ما لبثت أن انتُهِكَت. ووُقِّع آخر اتفاق لوقف النار في نهاية تموز/يوليو.

وذكرت مصادر أمنية أن المعارك السبت تركزت حول بلدة ساكي في منطقة ماسيسي الواقعة على بعد حوالي عشرين كيلومترا غرب غوما.

وعلى الطريق الرابط بين ساكي وغوما، شاهد مراسلو وكالة فرانس برس مركبة مدرعة تابعة للأمم المتحدة تحترق.

وفتحت المتاجر أبوابها طوال السبت في غوما، وبدت الحركة طبيعية رغم دوي القصف المدفعي الذي كان يُسمع صداه في وسط المدينة. 

وفي نهاية 2012، احتلت "إم 23" ("حركة 23 مارس") المدينة لمدة وجيزة. تأسست الحركة في ذلك العام وهُزمت عسكريا في السنة التالية.

- أزمة إنسانية -

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت خلال محادثات هاتفية مع زعماء كونغوليين وروانديين، إلى "إنهاء الهجوم الذي تشنه حركة إم23  والقوات الرواندية فورا وانسحابها من الأراضي الكونغولية".

ودعا الاتحاد الأوروبي السبت حركة "إم23" إلى "وقف تقدمها" و"الانسحاب فورا"، في بيان وقعته الدول السبع والعشرون الأعضاء.

كما دعا الاتحاد الإفريقي إلى "التزام صارم بوقف إطلاق النار المتفق عليه بين الأطراف".

وأعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الخميس عن "قلقه" حيال تجدد العنف، محذرا من "خطر اندلاع حرب إقليمية".

وقدّمت الأمم المتحدة موعد اجتماع مجلس الأمن إلى الأحد بعدما كان مقررا الاثنين.

وفي الأيام الأخيرة، وقتل جنديان من جنوب إفريقيا وثالث من الأوروغواي ينتمون إلى بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديموقراطية، حسبما أفاد جيشا الدولتين.

والجمعة أعلنت البعثة الأممية لتحقيق الاستقرار في الكونغو الديموقراطية (مونوسكو) التي تضم 15 ألف عنصر، أنها "تشارك بشكل نشِط في معارك عنيفة" بواسطة إحدى وحدات النخبة التابعة لها (قوات الرد السريع).

وقُتل في معارك سبعة جنود من جنوب إفريقيا وثلاثة من مالاوي يخدمون ضمن قوات مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي.

وانتشرت هذه القوات الإقليمية في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية منذ نهاية 2023 لمساندة حكومة كينشاسا، وتضم خصوصا 2900 جندي جنوب إفريقي.

واضطر العديد من المدنيين إلى الفرار من منازلهم.

ويفاقم الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات الأزمة الإنسانية المزمنة في المنطقة. ونزح 400 ألف شخص بسبب القتال منذ بداية كانون الثاني/يناير، بحسب الأمم المتحدة،

وبدأت الأمم المتحدة بإجلاء موظفيها "غير الأساسيين" من غوما إلى أوغندا المجاورة والعاصمة الكونغولية كينشاسا.

ودعت الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا رعاياها إلى مغادرة غوما في أسرع وقت ما دام عمل المطار مستمرا والحدود مفتوحة.

وفي كانون الأول/ديسمبر، ألغيت قمة بين الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي في إطار مفاوضات السلام التي ترعاها أنغولا، بسبب الإخفاق في التوصل إلى تفاهم على شروط الاتفاق.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي