حليف بوتين : انتخابات رئاسية محسومة للوكاشنكو "الباتكا" في بيلاروس

أ ف ب - الأمة برس
2025-01-25

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو خلال لقاء مع الصحافة في مقرّه الرسمي في مينسك في شباط/فبراير 2023 (أ ف ب)بيلاروسيا - في وسط مدينة مينسك، لا تتردّد ألينا بتاتا قبل أن تؤكّد أنها ستصوّت في انتخابات الأحد لألكسندر لوكاشنكو الرئيس المستبدّ الذي يحكم بيلاروس بقبضة من حديد منذ أكثر من 30 عاما بعدما قضى على المعارضة.

ولا شكّ في أن الانتخابات الرئاسية في البلد لن تكون سوى إجراء شكلي لهذا الحليف المقرّب من فلاديمير بوتين والذي أتاح له استخدام أراضي بلده في الهجوم الروسي على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.

وفي العام 2020، قمع بالقوّة الاحتجاجات التي اندلعت إثر إعادة انتخابه. وحكم على المئات بعقوبات سجن مشدّدة، في حين فرّ مئات الآلاف من البلد إلى بولندا خصوصا، ما استنزف المعارضة.

ومع ذلك، تبقى ألينا (19 عاما) على قناعة بأن "أغلبية الناس يؤيّدونه".

لكن، كما هي حال غالبية الأشخاص الذين استطلعت وكالة فرانس برس آراءهم، تتوخّى الشابة الحذر مفضّلة عدم الكشف عن شهرتها.

وهي لا تشتكي من مستوى العيش وتخبر أنها تتقاضى "ما بين 1400 و1600 روبل بيلاروسي في الشهر" (حوالى 450 يورو) وهو مبلغ "لا بأس به".

وتؤكّد بفخر "سأصوّت لباتكا"، مستخدمة اللقب الشعبي للرئيس الذي يعني "الأب" باللغة المحلية.

وكما حال كلّ المولودين منذ استقلال البلد في 1991، لا يمكن هذه الشابة العاملة في مطعم للوجبات السريعة أن تتصوّر رئيسا آخر يمسك بزمام البلد.

وهي تقرّ بصراحة بأنها لا تعرف المرشّحين الأربعة الآخرين الذين تمّت المصادقة على ترشيحهم والذين يؤدّون دورا صوريا. وقد غابت صورهم عن الإعلانات العامة.

على مسافة أمتار قليلة، يشيد المهندس فلاديمير لابانوف (24 عاما) بدوره بالرئيس البالغ 70 عاما.

ويقول "أكنّ له الاحترام. هو رجل قويّ. وهو يرتّب شؤون البلد".

أما الاتحاد الأوروبي، فيعتبر من جانبه أن ألكسندر لوكاشنكو "لا يتحلّى بأيّ شرعية ديموقراطية" منذ الانتخابات الرئاسية "غير الحرّة وغير النظامية" للعام 2020، فضلا عن ارتكابه انتهاكات "متكرّرة" لحقوق الإنسان.

- "ثقة" -
في الشوارع الرئيسية من العاصمة مينسك ذات الملامح السوفياتية، تنتشر الإعلانات الترويجية للانتخابات في محطّات توقّف الحافلات وعلى واجهات المباني.

ولا يبدو أن السكان يعيرونها اهتماما كبيرا في استحقاق محسوم أصلا.

وتشيد أنتونيا (77 عاما) بمرسوم وقّعه الرئيس قبل أيّام من الانتخابات لزيادة المعاشات التقاعدية بنسبة 10 %.

وتقول هذه المدرّسة المتقاعدة التي تحصل على نحو 300 يورو في الشهر "الأمر جيّد جدّا".

في بيلاروس التي تضمّ 9 ملايين نسمة، تمسك الدولة بزمام الاقتصاد إلى حدّ بعيد، في نهج موروث عن الاتحاد السوفياتي يتمسّك به الرئيس لوكاشنكو الذي كان في السابق مديرا للمزارع الجماعية المعروفة بـ"كولخوز".

ويواجه البلد منذ سنوات طويلة عقوبات غربية شديدة فرضت عليها ردّا على قمع السلطات للمعارضة ومنذ العام 2022 على الدعم اللوجستي الموفّر لروسيا في حربها على أوكرانيا.

غير أن هذه التدابير العقابية "ليست مهمة"، على حدّ قول سيرغي كوزنتسوف (74 عاما) الذي يؤكّد "كلّ مبيعاتنا توجّه إلى الصين".

وخسرت بيلاروس في الواقع الكثير من الأسواق بسبب العقوبات وهي لم تعد تتلقّى الكثير من المنتجات الأوروبية بسببها. وقد توقّفت الرحلات بالقطارات والطائرات وشلّت حركة النقل في مينسك التي تعوّل على موسكو لدعم اقتصادها.

ويقرّ دميتري، وهو مدرّس في التاسعة والثلاثين أدلى بصوته مسبقا الخميس بأن "العقوبات تؤثّر على كلّ الأسر بطريقة أو بأخرى".

لكن المعيشة تناسبه. ويقرّ هذا الأب لطفل في ربيعه السابع بأن له "ثقة" بألكسندر لوكاشنكو، "فأنا كبرت في عهده".

ولا يخفي أن بعض معارفه "غادروا" بعد الانتفاضة الشعبية سنة 2020 "خشية التعرّض لملاحقات" من جهاز الاستخبارات النافذ.

وستكون الولاية الجديدة السابعة للوكاشنكو، و"الحال كذلك منذ قرون"، على حدّ قول ألينا. وهو يتولّى الرئاسة منذ 1994 بالتحديد.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي