لماذا ستسقط حكومة إسرائيل الحالية؟  

الامة برس-متابعات:
2025-01-24

 

كلما مر الوقت تتقلص المعاذير والمتهمون المحتملون بالفشل (أ ف ب)هذه حكومة ستنهار قريباً. ليست أمنية بل تحليل للفجوة بين التصريحات والنتائج. فهم لا ينجحون في تقوية المصلحة القومية. الفشل في ثلاثة مواضيع ترتبط بالحرب: إعادة المخطوفين من خلال الضغط العسكري، وتكبير الجيش عبر تجنيد الحريديم وغيرهم من المتملصين، وخلق ثقة واسعة بين الشعب والحكومة.

كلما مر الوقت تتقلص المعاذير والمتهمون المحتملون بالفشل. استقالة رئيس الأركان جزء من هذا. في هذه المرحلة كان يفترض أن تتقدم لجنة التحقيق بالاستنتاجات، وربما تشكيل لجنة فرعية بسرعة لإعطاء أجوبة كيف فشلنا في ممارسة الضغط العسكري لتحرير المخطوفين. رغم رغبة في عودة المخطوفين كما هو مخطط، ثمة احتمال عال بأن تخرق حماس الاتفاق ونكون مطالبين بإصلاح الأخطاء. هذا بالمناسبة هو ما يحصل الآن في لبنان.

عملياً، لا توجد لجنة تحقيق. المستوى السياسي جبان، ويحاول التملص من المسؤولية. هو يفضل مزيداً من الإخفاقات على فحص ماذا الذي جرى هنا. الذريعة كلمة “رسمية”، مجرد ذريعة. الحقيقة العارية أنه يختبئ حتى يمر الغضب، وما يتبقى هو استكمال ما يفترض بهم أن يفعلوه. إذن ها هو هنا، بعد أسبوع من إقرار الصفقة: تحليل الفشل. كلمة فشل تحتاج إلى تفسير، رغم الفرح الهائل على تحرير البنات. بعد سنة ونيف من المناورة البرية لتحرير مخربين، وانسحاب من مناطق مشرفة دون تجريد مطلق للقطاع، ورغم التأثر بعودة المخطوفين، فهذا هو الفشل. لا جهد للبحث عن مذنبين، بل للتأكد من عدم تكرار الأخطاء ذاتها.

من حيث الترتيب الزمني، الخلل الأول الذي يجب فحصه هو اليوم التالي لفك الارتباط. ربما نضع القرار السياسي جانباً ونركز على النهج الأمني. ماذا كانت منطلقات السيطرة في الميدان؟ كيف نشأت موافقة مغلوطة على تهديد محدود ومن ثم المعاذير على مدى السنين؟

الثاني – تعاظم قوة حماس ودائرة التهريب إلى القطاع عبر محور فيلادلفيا، معابر إسرائيلية والبحر.

الثالث – بناء شبكة أنفاق بحجم شبكة المترو في نيويورك. في 14 كانون الثاني 2018 ألقى نتنياهو خطاباً قال فيه إن العقل اليهودي وجد حلاً للأنفاق. وقال في موعد لاحق، إننا دبرنا معظم أنفاق حماس الاستراتيجية. هكذا ادعى أيضاً رئيس الأركان في حينه. هذا ضباب معركة لم يشهد له مثيل أو تبجح وغرور. رئيس الوزراء، و“الشاباك”، والجيش – كلهم مسؤولون عن فشل استخباري ذريع.

الرابع – تحويل الأموال القطرية لحماس من عموم حكومات إسرائيل، التي كان نتنياهو رئيساً لمعظمها. استخدم المال لإنتاج بنية تحتية لحماس، وبناء القيادات والإعداد لإخفاء المخطوفين.

الخامس – المساعدات الإنسانية. نقلت إسرائيل لحماس منذ بداية المناورة أغذية ومساعدات بمليارات الشواكل. هذا هو المحرك لتجنيد نشطاء آخرين. بسبب الخوف من خوض حوار على خطط عملية، تقرر عدم تبني خطط بديلة لتجميع السكان. والمساعدات الإنسانية سمحت لحماس بالصمود.

السادس – ثقة الجمهور. قسم كبير من الضغط في الشارع نبع من انعدام ثقة بأصحاب القرار. منذ بداية الحرب لم يقف وزراء الحكومة ليقولوا: نحن مسؤولون، سندفع الثمن، لكن امنحونا الوقت لنقاتل”، وهذه حقيقة أدت إلى أن أجزاء واسعة من الجمهور رأت فيهم معيقي صفقة. الحقيقة هي أن حماس هي التي منعت الصفقة، وخاضت حرباً نفسية وانتظرت ثمناً أعلى. عندما لا تكون ثقة جماهيرية، يحدث ضغط جماهيري.

السابع – تآكل القوى ووقف خطى التجنيد. قتل وجرح في هذه الحرب جنود تجندوا بعد بدء الحرب. التآكل هائل. رئيس شعبة القوى البشرية تحدث عن حاجة فورية لـ 7 آلاف جندي. حكومة إسرائيل عملت العكس. قادتها الاحتياجات السياسية بدلاً من الاحتياجات العملياتية.  والنتيجة، تقلصت القدرة على السيطرة في الميدان.

الثامن – علاقات المستوى السياسي بالعسكري. الجيش فشل في كل معيار. وفوقه المستوى السياسي. بدلاً من الإصلاح، اختارت الحكومة أن تجعل الجيش كيس ضربات. هذا ليس عادلاً، لكنه أبطل أي مسؤولية مستقبلية. في الديمقراطية يأمر المستوى السياسي الجيش بما يفعل، ويكون مسؤولاً عن النتائج. كل نتيجة. دوماً.

 

إسرائيل اليوم 24/1/2025

 

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي