وقف النار في غزة.. انتصار بطعم المرارة لبايدن مع "تأثير واضح" لترامب  

أ ف ب-الامة برس
2025-01-16

 

 

   الرئيس الأميركي جو بايدن وتقف إلى يمينه من الخلف نائبته كامالا هاريس ويجانبها وزير الخارجية أنتوني بلينكن في البهو الكبير للبيت الأبيض في 15 كانون الثاني/يناير 2025. (أ ف ب)   واشنطن - يمثل اتفاق الهدنة في قطاع غزة انتصارا بطعم المرارة للرئيس الأميركي جو بايدن قبل أيام من انتهاء ولايته وتنصيب خصمه دونالد ترامب الذي سارع إلى نسب الفضل في هذا الإنجاز لنفسه، بحسب محللين.

وأوضح الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته أنه عمل "كفريق" مع ترامب الذي سيصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الاثنين، فيما "شكر" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ترامب وبايدن لمساهمتهما في الجهود من اجل "إطلاق سراح الرهائن" المحتجزين لدى حماس.

ويعتمد الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس الإسلامية الفلسطينية، والذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ الأحد عشية تنصيب دونالد ترامب، المبادئ والأفكار التي طرحها جو بايدن نهاية أيار/مايو والتي تطلب التوافق عليها  ثمانية أشهر من الجهود الدبلوماسية.

ويعيد هذا الانجاز التاريخي الذي أعلنته قطر والولايات المتحدة إلى الأذهان  الأزمة بين طهران وواشنطن قبل 45 عاما حين تم إطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم إيران في السفارة الأميركية لمدة 444 يوما في 20 كانون الثاني/يناير 1981، وبعد حوالى عشر دقائق تم تنصيب الجمهوري رونالد ريغان الذي انتصر على الديموقراطي جيمي كارتر آنذاك.

- يدا بيد -

هذه المرة، عملت إدارة بايدن وفريق ترامب يدا بيد.

وتجلى ذلك خصوصا في لقاء الاثنين جمع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووفدا من حماس ومبعوث الشرق الأوسط للرئيس الأميركي المنتهية ولايته بريت ماكغورك وخلفه ستيف ويتكوف.

حتى أن ويتكوف قطع على نتانياهو عطلة السبت اليهودي للاسراع في بلوغ الاتفاق.

وسارع دونالد ترامب بالتفاخر على الفور بأن "لدينا اتفاق رهائن"، وأنه "لم يكن ليرى النور لولا فوزنا التاريخي في تشرين الثاني/نوفمبر".

وردت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير من جانبها بأن "الرئيس (بايدن) فعل ما يجب القيام به".

وفي وزارة الخارجية، أقرّ المتحدث ماثيو ميلر بأن دونالد ترامب أظهر "استمرارية" في السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، لكنه أكد في المقابل أنه لم يمارس ضغوطا حقيقية على أطراف النزاع.

وكان جو بايدن، الداعم الثابت لإسرائيل والذي قدم لها أسلحة بمليارات الدولارات منذ هجوم حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، هدفا متواصلا للجناح اليساري للحزب الديموقراطي والناخبين الأميركيين المسلمين والعرب.

- بين ترامب وبايدن -

وقال "مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية" في بيان لاذع إنه "يشكر الرئيس المنتخب ترامب على ممارسة الضغط على جميع الأطراف، بمن فيهم نتانياهو، للتوصل إلى اتفاق، ويدين الرئيس بايدن لعدم توظيفه النفوذ الأميركي  للوصول لاتفاق منذ أشهر، مما تسبب في آلاف القتلى من دون سبب".

وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة فرع لمنظمة حقوقية اميركية في الشرق الأوسط، إنه في بلد يضم أكبر عدد من اليهود في العالم (حوالي ستة ملايين) "كانت إدارة بايدن جد خائفة من التكلفة السياسية للضغط على إسرائيل".

وتقدر ويتسن أن ترامب، الذي كان مؤيدا لإسرائيل بشكل خاص خلال فترة ولايته الأولى (2017-2021)، أكد بوضوح لنتانياهو أنه "لا يريد أن يرث" الصراع في غزة.

وقال ديفيد خلفا من مؤسسة "جان جوريس" في باريس "كان هناك بلا شك تأثير واضح لترامب".

واضاف "من جانب حماس، كانت هناك تهديدات من ترامب (…) والأطراف في المنطقة تشعر بالقلق لأنه لا يمكن التنبؤ بما سيفعل. وعلى الجانب الإسرائيلي، هناك تطابق أيديولوجي بين اليمين الأميركي الشعبوي ورئيس الوزراء الإسرائيلي".

وخلص إلى أن "الهامش السياسي (لنتانياهو) ضد ترامب كان صغيرا جدا".

من جهته، لم يعتبر بريان كاتوليس المحلل في "معهد الشرق الأوسط" في واشنطن أن "تهديدات ترامب لعبت دورا كبيرا لدى أي من الجانبين".

 وقال "قد تكون الأسئلة الكبيرة حول ما سيحدث" خلال رئاسة ترامب هي التي "حفزت أولئك الذين كانوا يرفضون" أي اتفاق.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي