دمشق - قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارك بين جماعات مدعومة من تركيا، بدعم من الغارات الجوية، والقوات التي يقودها الأكراد، أسفرت عن مقتل 37 شخصا، الخميس 9يناير2025، في منطقة منبج بشمال سوريا.
وتأتي التقارير الأخيرة عن القتال على الرغم من إعلان الولايات المتحدة يوم الأربعاء أنها تعمل على معالجة مخاوف تركيا في سوريا لثني حليفتها في حلف شمال الأطلسي عن تصعيد هجومها ضد المقاتلين الأكراد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "معارك عنيفة تدور في ريف منبج... خلال الساعات الماضية بين قوات سوريا الديمقراطية (التي يقودها الأكراد) وفصائل الجيش الوطني (المدعوم من تركيا)... بغطاء جوي تركي".
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة من المصادر داخل سوريا إن "الهجمات أسفرت عن مقتل 37 شخصا في حصيلة أولية" معظمهم من المقاتلين المدعومين من تركيا، ولكن أيضا ستة من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية وخمسة مدنيين.
وقال المرصد إن 322 شخصاً على الأقل قتلوا في المعارك بريف منبج منذ الشهر الماضي.
وقال مظلوم عبدي، الذي يرأس قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، الأربعاء إن مجموعته تدعم "وحدة وسلامة الأراضي السورية". وفي بيان مكتوب لوكالة فرانس برس، دعا السلطات السورية الجديدة إلى "التدخل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا".
وتأتي تصريحات عبدي في أعقاب ما وصفه باجتماع "إيجابي" بين الزعماء الأكراد والسلطات في دمشق أواخر الشهر الماضي.
استأنفت الفصائل المدعومة من تركيا في شمال سوريا قتالها ضد قوات سوريا الديمقراطية في نفس الوقت الذي شن فيه المتمردون بقيادة إسلاميين هجومًا في 27 نوفمبر / تشرين الثاني والذي أطاح بالرئيس السوري بشار الأسد بعد 11 يومًا فقط.
ونجحت الجماعات الموالية لأنقرة في السيطرة على مدينتي منبج وتل رفعت اللتين يسيطر عليهما الأكراد في محافظة حلب الشمالية، على الرغم من الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لتثبيت هدنة في منطقة منبج.
- ارتفاع عدد الضحايا -
واستمرت المعارك منذ ذلك الحين، مما أدى إلى تزايد عدد الضحايا.
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء إن تركيا لديها "مخاوف مشروعة" بشأن مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل سوريا ودعا إلى حل في البلاد يتضمن رحيل "المقاتلين الإرهابيين الأجانب".
وقال بلينكن للصحفيين في باريس "إنها عملية ستستغرق بعض الوقت، وفي الوقت نفسه فإن ما لا يصب في مصلحة كل ما هو إيجابي نراه يحدث في سوريا هو الصراع، وسوف نعمل جاهدين للتأكد من عدم حدوث ذلك".
هددت تركيا الثلاثاء بشن عملية عسكرية ضد القوات الكردية في سوريا ما لم تقبل شروط أنقرة لانتقال "غير دموي" للسلطة بعد سقوط الأسد.
ويسيطر الأكراد السوريون على معظم شمال شرقي البلاد الغني بالنفط، حيث كانوا يتمتعون بالحكم الذاتي بحكم الأمر الواقع خلال معظم فترة الحرب الأهلية منذ عام 2011.
كانت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في صدارة الحملة العسكرية التي طردت جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية من آخر أراضيهم في سوريا في عام 2019.
لكن تركيا تتهم المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، وحدات حماية الشعب، بالتبعية لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمردا منذ أربعة عقود ضد الدولة التركية.
ويعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومعظم حلفاء تركيا الغربيين.
وتشن تركيا عمليات متعددة ضد قوات سوريا الديمقراطية منذ عام 2016.