السلطات الأميركية ترجّح "الإرهاب" كدافع لعملية دهس أودت بـ15 شخصا في نيو أورلينز  

واشنطن - يحقق مكتب الحقيقات الفدرالي الخميس 2يناير2024، بالهجوم الذي نفذه دهسا عنصر سابق في الجيش الأميركي عُثر على راية تنظيم الدولة الإسلامية بحوزته وتعمّد قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص حشدا يحتفل بحلول رأس السنة في نيو أورلينز الأربعاء، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا على الأقل وإصابة العشرات بجروح، بحسب مسؤولين.

عرّف مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) عن المهاجم على أنه شمس الدين جبار، وهو أميركي في الثانية والأربعين من العمر يتحدر من تكساس. وعمل في مجال العقارات في هيوستن وكان في السابق متخصصا بتكنولوجيا المعلومات في الجيش.

وأفاد مسؤولون بأن البحث جار عن شركاء له من دون تقديم تفاصيل كثيرة.

وصفت المسؤولة في شرطة المدينة آن كيركباتريك جبار بأنه "إرهابي" وأفاد "إف بي آي" بأنه تم العثور على "راية تنظيم الدولة الإسلامية في المركبة".

وبدوره، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن الذي وصف الاعتداء بـ"المشين" بأن جبار نشر تسجيلات مصورة على الإنترنت قبل "الإشارة إلى أنه استلهم من تنظيم الدولة الإسلامية".

وأفاد بايدن بأن وكالات إنفاذ القانون تحقق في أي علاقات محتملة بين الهجوم والانفجار الذي وقع في وقت لاحق الأربعاء في شاحنة تيسلا خارج فندق يمكله الرئيس المنتخب دونالد ترامب في لاس فيغاس والذي أسفر عن مقتل شخص. لكنه لفت إلى أنه لم يتم تحديد وجود أي صلة بين الحادثتين حتى الآن.

وذكر مسؤولون بأن السلطات تجري عملية بحث. وقالت إليثيا دانكان من الشرطة الفدرالية "لا نعتقد أنّ جبّار مسؤول بمفرده" عن الاعتداء.

وصرّح حاكم لويزيانا جيف لاندري "نقوم بمطاردة لأشخاص سيئين".

وأوضح "إف بي آي" بأنه يجري عمليات تفتيش بناء على مذكرات في نيو أورلينز "وولايات أخرى". وذكر مكتب "إف بي آي" في هيوستن في وقت سابق بأنه يقوم بنشاطات "على صلة" بهجوم نيو أورلينز.

وأفاد ناطق باسم "إف بي آي" فرانس برس بأن 15 شخصا قتلوا في الاعتداء، وذلك نقلا عن مكتب الطبيب الشرعي في نيو أورلينز.

- هدف لارتكاب "مجزرة" -

وقع الهجوم قرابة الساعة 3,15 فجرا (09,15 بتوقيت غرينتش) قرب شارع بوربن في الحي التاريخي والسياحي الشهير المعروف باسم "الحي الفرنسي" الذي كان مكتظا بالمحتفلين ببدء العام 2025.

دهس المشتبه به الذي كان يقود شاحنة صغيرة كهربائية من نوع "فورد إف-150" حشدا قبل أن يترجل منها. وقتل في تبادل لإطلاق النار مع عناصر الشرطة الذين جرح اثنان منهم. وأفاد "إف بي آي" بأنه عُثر على قنبلتين يدويتي الصنع وأبطل مفعولهما.

وقالت كيركباتريك للصحافيين إن السائق قاد مركبته "بسرعة كبيرة جدا" و"بشكل متعّمد للغاية" وكان "عازما على التسبب بالمجزرة والأضرار التي تسبب بها".

كشفت وزارة الدفاع أن جبار خدم في الجيش كمتخصص في الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات من العام 2007 حتى 2015 ومن ثم في قوات الاحتياط حتى العام 2020.

وأُرسل إلى أفغانستان من شباط/فبراير 2009 حتى كانون الثاني/يناير 2010، بحسب ناطق باسم الجيش.

وقال بايدن إنه "حتى الآن، لا يوجد أي شيء" يربط هجوم نيو أورلينز بانفجار لاس فيغاس الذي وصفته الشرطة بأنه حادث "معزول".

تم استئجار المركبتين في كلا الحادثتين عن طريق تطبيق "تورو" الشهير. وأشار قائد شرطة لاس فيغاس إلى أن هذه "صدفة... سيتعين علينا مواصلة التحقيق بشأنها".

وأكد ناطق باسم التطبيق الذي يستخدمه الملايين في أنحاء الولايات المتحدة، أن الشركة تتعاون مع قوات إنفاذ القانون.

وقال لفرانس برس "لا نعتقد أن أي الشخصين اللذين استأجرا السيارتين... كانت لديه خلفية جنائية يمكن بناء عليها تحديده كمصدر تهديد أمني".

- رعب في حي شهير -

وفي الساعات الأولى من أول يوم في السنة، احتشد المحتفلون في "الحي الفرنسي" المعروف بحاناته ومطاعمه وتاريخه في ما يتعلق بموسيقى الجاز وحفلاته لمناسبة "ماردي غرا".

وقال زيون بارسونز، وهو شاهد عيان، إن الاحتفالات تحوّلت إلى مشهد رعب.

وأفاد شبكة "سي إن إن" "أفضل طريقة لوصف ما حدث هو أنها ساحة حرب... كان الناس مرعوبين، يركضون ويصرخون"، متحدثا عن "جثث ودماء".

وروى شاهد آخر هو جيمي كوثران لشبكة "إيه بي سي" أنه ركض مع أصدقائه نحو مبنى لحماية أنفسهم. صعدوا إلى إحدى شرفاته وشاهدوا ما كان يحصل في الأسفل.

وقال "ما رأيناه كان جنونيا. كأنه مشهد من فيلم (...) أحصينا على الفور عشر ضحايا، كان من الواضح أن ستا منهم لقوا حتفهم فيما الآخرون يصرخون مع عدم وجود أحد" لمساعدتهم.

وتعد نيو أورلينز من الوجهات السياحية الأشهر في الولايات المتحدة وتستضيف مباراة "السوبر بول" الشهر المقبل.