مخاوف من تفاقم الأزمة في جورجيا مع الانتخاب الوشيك لرئيس مناهض لأوروبا  

أ ف ب-الامة برس
2024-12-14

 

 

صورة مؤرخة في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 لمرشح حزب الحلم الجورجي ميخائيل كافيلاشفيلي (أ ف ب)   قد تتفاقم الأزمة في جورجيا السبت 14ديسمبر2024، مع انتخاب نواب حزب "الحلم الجورجي" اليميني المتطرف الحاكم مرشّحه لاعب كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي، وهو شخصية موالية للحكومة التي تواجه تظاهرات مؤيدة للاتحاد الأوروبي.

ومنذ التاسعة صباحا (5,00 ت غ)، بدأ مئات المتظاهرين يتجمّعون متحدّين البرد والثلج ومتوافدين إلى محيط البرلمان حيث من المرتقب أن يعيّن مجلس انتخابي يهيمن عليه الحزب الحاكم الرئيس الجديد خلال عملية انتخابية تقاطعها المعارضة.

وجلب بعضهم كرات قدم وشهاداتهم الجامعية استهزاء بالرئيس المنوي تعيينه. وقال تيناتن ماتشاراشفيلي ملوّحا بشهادة تدريس الصحافة التي استحصل عليها "ينبغي ألا يكون رئيسنا من دون شهادة جامعية، فهو يعكس صورة بلدنا".

ومن المرتقب أن تجري عملية التصويت قرابة الساعة 15,00 (11,00 ت غ) بعد ظهر السبت.

ويُعد كافيلاشفيلي، المعروف بتهجّمه اللاذع على منتقدي الحكومة، المرشح الرئاسي الوحيد رسميا لأن المعارضة رفضت المشاركة في البرلمان بعد الانتخابات التشريعية التي أجريت في تشرين الأول/أكتوبر وشُكك في نتيجتها، ولم ترشحّ أحدا لمنصب الرئيس.

ويتّهم المتظاهرون كافيلاشفيلي البالغ 53 عاما، بأنه دمية بين يدَي الملياردير بدزينا إيفانيشفيلي الذي جمع ثروته في روسيا وأسس حزب "الحلم الجورجي" ويحكم جورجيا من الكواليس منذ العام 2012.

- تظاهرات يومية -

وتتخبّط الدولة القوقازية في أزمة منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في 26 تشرين الأول/أكتوبر وفاز بها حزب "الحلم الجورجي" الحاكم وطعنت بنتائجها المعارضة المؤيدة لأوروبا. ونهاية تشرين الثاني/نوفمبر، أصدرت الحكومة قرارا أرجأت بموجبه إلى العام 2028 بدء المساعي لانضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي، وهو هدف منصوص عليه في الدستور.

ولقي هذا القرار احتجاجات شعبية نظمها المؤيدون لأوروبا تخللتها صدامات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن.

ومنذ صدور القرار تشهد جورجيا كل مساء تظاهرات احتجاجية تفرّقها الشرطة باستخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع، ويردّ عليها المتظاهرون برشق عناصر الشرطة بالحجارة والألعاب النارية.

ويقول المتظاهرون إنّهم ماضون في احتجاجاتهم حتى تتراجع الحكومة عن قرارها.

وللمرة الأولى منذ بدأت هذه الاحتجاجات، جرت في تبليسي الجمعة تظاهرة نهارية. ونظّمت هذه التظاهرة الحاشدة قطاعات مهنية.

ودعت المعارضة التي تتّهم الحكومة باتباع نهج استبدادي موال لروسيا إلى عشرات التجمعات الاحتجاجية في العاصمة تبليسي.

- انتخابات "غير شرعية" -

وأعلنت الرئيسة المنتهية ولايتها سالومي زورابيشفيلي التي تتمتع بسلطات محدودة لكنّها على خلاف مع الحكومة وتدعم المتظاهرين، أنها لن تتخلى عن منصبها إلى أن يتم تنظيم انتخابات تشريعية جديدة.

وخلال مؤتمر صحافي عقدته الجمعة، اعتبرت زورابيشفيلي أنّ الانتخابات الرئاسية المقررة السبت ستكون "غير دستورية" و"غير شرعية"، منددة بما وصفته "مهزلة".

في جورجيا، صلاحيات رئيس الدولة محدودة ورمزية. لكن ذلك لم يمنع زورابيشفيلي المولودة في فرنسا والبالغة 72 عاما، من أن تصبح أحد أصوات المعارضة المؤيدة لأوروبا.

ومساء الجمعة، جرت التظاهرة أمام البرلمان في تبليسي من دون اضطرابات، على عكس الاحتجاجات السابقة التي تخللتها اشتباكات عنيفة منذ انطلقت في 28 تشرين الثاني/نوفمبر.

وأوقفت السلطات خلال التظاهرات الاحتجاجية أكثر من 400 متظاهر، بحسب الأرقام الرسمية.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رسالة مصورة إنّ فرنسا تقف بجانب "أصدقائها الجورجيين الأعزاء" في "تطلعاتهم الأوروبية والديموقراطية".

"تقويض الديموقراطية" -

في المقابل، حمّل "الحلم الجورجي" المتظاهرين والمعارضة المسؤولية عن أعمال العنف، مشيرا إلى أنّ التظاهرات كانت أكثر هدوءا منذ أيام، وأنّ الشرطة ضبطت كميات كبيرة من الألعاب النارية.

وأعلنت واشنطن الجمعة أنّها فرضت على حوالى 20  شخصا في جورجيا، بينهم وزراء وبرلمانيون، حظر تأشيرات متّهمة إياهم بـ"تقويض الديموقراطية".

وحتى قبل أن يُصبح كافيلاشفيلي رئيسا، شكك خبراء في القانون الدستوري في شرعية انتخابه المرتقب، ومن بينهم أحد واضعي الدستور، فاختانغ خمالادزيه.

وبحسب هذا الخبير الدستوري فإنّ سبب هذا التشكيك هو أنّ البرلمان صادق على انتخاب النواب خلافا للقانون الذي يقضي بانتظار قرار المحكمة بشأن طلب الرئيسة زورابيشفيلي إلغاء نتائج انتخابات تشرين الأول/أكتوبر.

وأضاف خمالادزيه لوكالة فرانس برس أنّ "جورجيا تواجه أزمة دستورية غير مسبوقة"، مشددا على أنّ "البلاد تجد نفسها من دون برلمان أو سلطة تنفيذية شرعيين، والرئيس المقبل سيكون غير شرعي أيضا".

- "الفرصة الأخيرة للنجاة" -

بدأت التظاهرة السبت أمام البرلمان في أجواء هادئة واكتفت الشرطة بحظر النفاذ إلى مدخل المبنى.

لكنّها وضعت ثلاثة خراطيم مياه وحوالى عشرين مركبة على أهبة للتدخل في ساحة الحرّية.

وقالت ناتيا أبخازافا في تصريحات لوكالة فرانس برس "الشرطة في كلّ مكان... رغم الثلوج والأمطار والطقس البارد في الشتاء، سنناضل من أجل بلدنا".

وكشفت صوفي كيكوشفيلي من جهتها أنه لم يغمض لها جفن في الأسابيع الأخيرة.

وأخبرت المحامية البالغة 39 عاما التي تركت ابنها البالغ 11 عاما وحيدا في المنزل "بات الجميع مهددا الآن، من الأصدقاء والأقرباء ولم يعد في وسعنا التركيز على العمل".

وتوقّعت أن تطبّق السلطات نهجا استبداديا "سيتفاقم مع مرور الوقت إن لم نقاوم اليوم... هذه هي الفرصة الأخيرة للنجاة".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي