أعضاء من حزب البعث يسلّمون أسلحتهم الخفيفة في دمشق الى الفصائل المسلحة  

أ ف ب-الامة برس
2024-12-12

 

 

   تمثال محطم للرئيس السوري السابق حافظ الأسد في باحة مكتب لحزب البعث في دمشق في 12 كانون الأول/ديسمبر 2024 (أ ف ب)   دمشق - في مكتب فرع دمشق لحزب البعث، أقدم أعضاء في الحزب الذي كان يتزعمّه الرئيس بشار الأسد على تسليم أسلحة خفيفة الخميس 12ديسمبر2024، الى عناصر في الفصائل المسلحة التي باتت تسيطر على العاصمة.

وقال ماهر سمسمية (43 عاما) الذي كان مديرا للشؤون الإدارية في "كتائب حزب البعث"، الذارع العسكري للحزب الحاكم، متنفسا الصعداء "لم نعد بعثيين". ويضيف "كنّا مجبرين على الانتماء (الى الحزب). بالنسبة لهم ما لم تكن معنا، فأنت ضدنا".

وكان الحزب الذي حكم سوريا على مدى ستين عاما أعلن الأربعاء تعليق أنشطته بعد سقوط حكم بشار الأسد الأحد، و"تسليم كافة الآليات والمركبات والأسلحة" التي يملكها الى وزارة الداخلية، على أن "توضع كافة أملاك وأموال الحزب تحت إشراف وزارة المالية.. ويودع ريعها في مصرف سوريا المركزي".

وجاء ذلك بعد ثلاثة أيام على سقوط حكم بشار الأسد وفراره الى روسيا.

ومارس الحزب سياسة الترهيب وتحكّم بكل مفاصل الحياة، وكان المنتمون اليه بين المحظيين القلائل الذين يحصلون على وظائف مثلا وخدمات.

وروى سمسية أن جميع المسؤولين عنه تواروا عن الأنظار منذ الأحد. "هربوا، اختفوا فجأة".

على مدخل المكتب، وقف مسلحون يتسلّمون الرشاشات ويكدّسونها فوق بعضها البعض.

وقال ماهر إن مهمته في الحزب كانت "استقطاب المدنيين ليتمّ تسليحهم ليقفوا إلى جانب الجيش السوري". وتابع "فقدنا الكثير من الشهداء... ذهبوا لأجل قضية لا يعرفون عنها شيئا".

على غرار ماهر سمسمية، سلّم فراس زكريا (53 عاما) سلاحه أيضا. وقال الرجل الذي كان موظفا في وزارة الصناعة "طُلب منّا تسليم السلاح، ونحن نؤيد هذا الأمر... نحن متعاونون لمصلحة هذا البلد".

ومثل كثر غيره، روى زكريا أنه كان مرغما على الانتماء للحزب ليتمكّن من الحصول على وظيفة في الدولة. وأضاف "بحكم وجودنا في هذا البلد، كان ينبغي أن نكون في حزب البعث العربي الاشتراكي لنحصل على أي عمل".

في العام 2012، تمّ إقرار دستور جديد في سوريا ألغى الدور القيادي للحزب الحاكم، وحلّت مادة نصّت على "التعددية السياسية" محل المادة الثامنة التي تشدّد على دور الحزب "القائد في الدولة والمجتمع". لكن كان ذلك فقط على الورق.

في تموز/يوليو 2024، فاز الحزب مجددا بغالبية مقاعد مجلس الشعب، في رابع انتخابات، مثيرة للجدل، بعد اندلاع النزاع في العام 2011.

- صور ممزقة -

في مقرّ القيادة المركزية لحزب البعث في وسط دمشق، لم تبق إلا صور ممزقة لبشار الأسد، وسيارات مهجورة أمامه، وأوراق مبعثرة، ومكاتب فارغة، ومسلحون من هيئة تحرير الشام يقفون حراسا للمكان.

خلا المقر من جميع المسؤولين والعاملين فيه. هناك كان يجتمع بشار الأسد، الأمين العام للحزب، مع الأعضاء والقيادات.

في الباحة الخارجية، تمثال لحافظ الأسد محطّم على الأرض، وسيارات فارهة صينية الصنع يبدو أنها كانت لمسؤولين في الحزب، أوقفت في الخارج، تم تحطيم نوافذها وأبوابها. 

في الطابق الأرضي للمبنى، لوحة على الجدار لحافظ الأسد وابنه باسل الأسد الذي قضى في حادث سير، مع شخصيات أخرى. وهي الصورة الوحيدة لعائلة الأسد التي نجت من التمزيق والتكسير بعد أن دخل متظاهرون ليلة سقوط حكم حزب البعث إلى المقرّ.

في مكتب من مكاتب المبنى المؤلف من طبقات عدّة، أوراق تكدّست في مكتبات أو تبعثرت عشوائيا على الأرض، إحداها مؤرخة في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، عبارة عن اقتراح من فرع حلب لحزب البعث لـ"طرد" رفاق بسبب "خيانتهم الوطن والحزب من خلال تعاملهم مع العصابات الإرهابية المسلحة وقيامهم بالتدريس في مدارس ما يسمى (الائتلاف المعارض)".

بقيت فناجين من القهوة وقطع خبز وطعام مكانها في غرفة أخرى من غرف المقر، وكأن من تركها غادر على عجلة.

في طابق تحت الأرض، يقول المسلحون الذين يحرسون المكان الآن إنه كان يستخدم سجنا، تبعثرت هراوات وبطاقات وبزات عسكرية على الأرض.

في مستودع خارجي، عثر المسلحون على صناديق تحتوي على قنابل يدوية ذات صناعة روسية.

وعدد البعثيين في سوريا غير معروف.

وقال مقبل عبد اللطيف (76 عاما) بدوره إنه كان مجبرا على الانتماء الى الحزب، مضيفا أنه عضو في الحزب العبث منذ أن كان في المدرسة. وتابع "لو سار حزب البعث بشكل صحيح، لكانت البلاد بخير".

وأضاف "في الستينات، كان حزب البعث حقيقيا... البعث الحقيقي الذي نعرفه هو اشتراكية ومحبة والكبير مثل الصغير، هذا ما نعرفه عن حزب البعث الاشتراكي، لا الإقطاعي".

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي