مرت التجربة الصحافية والإعلامية للجالية العربية في الولايات المتحدة منذ انطلاقها وعبر تاريخها بالعديد من التغيرات التي كثيرا ما أدت إلى تدهور العمل الصحفي والإعلامي وضعف الأداء نتيجة عوامل عدة منها سياسية، واقتصادية، ومالية، واجتماعية، ورغم تلك التحديات ظهرت العديد من الوسائل الإعلامية العربية القوية خلال السنوات الأخيرة، والتي كان لها دوراً كبيراً في نشر الوعي العام بالقضايا التي تهم الجمهور، بالإضافة الى تقوية الجالية وتعزيز تأثيرها في المجتمع الأمريكي، خاصة أن الإعلام الأمريكية الكبرى ذائعة الصيت لا تُتاح للصوت العربي المساحة الكافية، مما يؤثّر سلباً على حجم التعاطف مع القضايا التي تهم الجالية العربية وتدعمها كالقضية الفلسطينية.
وخلال السنوات الماضية استطاع الاعلام العربي الامريكي الحقيقي والمنصف الانتصار على الإعلام العربي داخل امريكا نفسه في كثير من القضايا التي افُردت لها مساحات كبيرة لتناولها وتغطيتها وايصال الرسالة الإعلامية الهادفة، من خلال القراءة الحقيقة للواقع والرؤية المعرفية للأوضاع وكيفية تناول القضايا بحيادية وبما يسهم في تعزيز الوعي المجتمعي تجاه مختلف القضايا.
في هذا السياق تمكّنت شبكة الأمة برس العربية الأمريكية الإخبارية ، أول موقع عربي أمريكي اخباري يومي منذ العام 2006 ومجلة العربي الأمريكي اليوم وراديو صوت اليمن..صوت العربي الامريكي اليوم، من خلال ما تقدمه من إعلام مهني وشجاع ومنصف في التّغطية السياسية والإخبارية للشأن الأمريكي وأوضاع الجالية، والحرص على نقل تحديات وقضايا العرب الأمريكيين، ومناقشتها بطريقة بناءة. ونقل ما يحدث في العالمين العربي والإسلامي، من خلال تقديم مواد صحفية وإعلامية سياسية واقتصادية واجتماعية متعددة، يتم نشرها باللغتين العربية والإنجليزية.
إعلام عربي قوي
وبحسب خبراء وإعلاميين، فان وجود إعلام عربي قوي في الولايات المتحدة، من شأنه أن يفرض على السياسيين الأمريكيين التحاور معه من أجل كسب أصوات الجالية العربية في الاستحقاقات الانتخابية المختلفة.
وأكدوا لــ" العربي الأمريكي اليوم" ان ذلك تجسّد في الانتخابات الامريكية، حيث اتحد صوت العرب الأمريكيين والمسلمين، ما أسهم في إنجاح حملتهم التي أثّرت بشكل كبير على نائبة الرئيس "هاريس"، بسبب تخاذلها مع الحرب الإسرائيلية على غزة، ومع القضية الفلسطينية التي تُعد قضية أساسية بالنسبة للعرب الامريكيين والمسلمين.
وأضافوا:" الوسائل الإعلامية العربية الامريكية المستقلة والحرة تركّز بصورة كبيرة على أهمية المشاركة السياسية والتصويت في الانتخابات حتى يكون للجالية العربية تأثير قوي في الانتخابات، سواء على مستوى الولايات أو على المستوى الفيدرالي، وحتى يضع المرشحون للرئاسة والكونغرس والمحليات الجالية في اعتبارهم ويسعون إلى تلبية مطالبها وتحقيق مصالحها.
قراءة حقيقة للواقع
خلال الانتخابات الامريكية الأخيرة حرصت شبكة الأمة برس الإخبارية ومجلة العربي الأمريكي اليوم المستقلة وراديو صوت اليمن..صوت العربي الامريكي اليوم ، على تغطية الحملة ومن خلال القراءة الحقيقية للواقع والرؤية المعرفية للأحداث، واستطاعت هذه الوسيلة من المراهنة على فوز ترامب من خلال تغطيتها للأحداث والتغلب على رهان "الاعلام العربي" داخل امريكا والاعلام الأمريكي نفسه بخصوص فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات، وبررت ذلك بصموده الشخصي وإخفاقات ونائبته التي كانت سر نجاحه في الفوز والعودة الى البيت الأبيض.
وحوّل التعامل الإعلامي العربي مع تغطية الانتخابات الأمريكية، أكدت الإعلامية والكاتبة اللبنانية راغدة درغام في تصريح نشرته وكالة الانباء الإماراتية:" الإعلام العربي بحاجة إلى بذل مزيد من الجهد للحصول على المعلومات وتحليلها وليس فقط ترديد ما تقوله وسائل الإعلام الأمريكية". مشيرة الى قدرة الصوت العربي على الوصول إلى المتلقي في الولايات المتحدة".
أهمية الإعلام العربي الأمريكي
تمكن أهمية الإعلام العربي الأمريكي في الحفاظ على العادات والتقاليد وتعزيز الثقافة العربية والاسلامية، وتشكيل الرأي العام تجاه العديد من القضايا الثقافية والاجتماعيّة والسياسيّة بالإضافة الى تقديم صورة إيجابية عن العرب الأمريكيين، والحفاظ على هويتهم الثقافية، والحرص على حصول الجمهور العربي على مضامين إعلامية قادرة على تلبية حاجاتهم الثقافية والمعرفية، وهذا ماتمثله شبكة الأمة برس العربية الأمريكية الإخبارية ومجلة العربي الأمريكي اليوم وراديو صوت اليمن..صوت العربي الامريكي اليوم، بجدارة وتميز.
دعم وتشجيع الإعلام الحرّ
رغم التطور الملحوظ الذي حدث لوسائل الإعلام العربي الامريكي خلال السنوات الماضية. الا أن هذا النجاح، لكي يتحقق لا بد من توفر عدداً من الشروط، في مقدمتها، دعم وتشجيع الإعلام الحر المستقل، وضمان أن يكون إعلاما مهنيا وموضوعيا يقدم رسالته بعيداً عن الأحزاب ومصالح الجهات التي تموِله.
في هذا السياق انتهجت شبكة الأمة برس ومجلة العربي الأمريكي اليوم وراديو صوت اليمن..صوت العربي الامريكي اليوم، نهج المهنية والموضوعية والاستقلال ما اكسبها ثقة الجمهور العربي في أمريكا، والحرص على تقديم رسالة إعلامية قوية تضمن مكانتها وتأثيرها في المجتمع الأمريكي، من خلال اتباع اجندة تحريرية لا تتبع جهة او أخرى والسعي الى خلق نوع من التوازن وإعطاء مساحة أكبر لهامش حرية الرأي والتعبير.
دور هام في تشكيل الراي العام
تلعب وسائل الاعلام دورًا حيويًا في دعم الديمقراطية الأمريكية من خلال تقديم معلومات موثوقة حول القضايا والمرشحين للانتخابات. ورغم انتشار الشائعات في العصر الرقمي، يظل الإعلام الحقيقي والمنصف مصدرًا لا غنى عنه للأخبار والمعلومات السياسية من خلال تقديم منظور محلي للقضايا، بالتالي يساعد الإعلام في تعزيز المشاركة السياسية وضمان عملية انتخابية أكثر شفافية ونزاهة.
خلال الانتخابات الرئاسية الاخيرة لعب الاعلام العربي الأمريكي ممثلا في شبكة الأمة برس أول موقع عربي أمريكي إخباري يومي منذ العام 2006 و(مجلة العربي الأمريكي اليوم) الشهرية ، وراديو صوت اليمن..صوت العربي الامريكي اليوم الاسبوعي ، دوراً هاماً في تشكيل الرأي العام، بالإضافة إلى التأثير في اتجاهات تصويت النخبين العرب والمسلمين في الانتخابات، وحُسم الصراع الانتخابي لانتزاع مفاتيح البيت الأبيض لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بعد أن حصل على 295 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي. حيث ساهم الأمريكيون العرب والمسلمون بهذه النتائج بشكل أو بآخر، بعد ان صوتوا للمرشح الجمهوري، وكان تصويتهم عقابا لإدارة بايدن على دعمها لإسرائيل في العدوان على غزة وما نتج عنه من ارتكاب جرائم بحق المدنيين في القطاع وتدمير البنية التحتية.
في السياق استغلت حملة ترامب التي كانت نشيطة في المناطق التي يتواجد بها العرب لإقناعهم بالتصويت له وفعلا نجحت المهمة مستغلة الأوضاع في غزة ودعم بادين لإسرائيل. بالإضافة الى زيارة ترامب لمدينتي هامترامك وديربورن، حيث حصد إثر تواصله مع الجالية العربية والمسلمة تأييد رئيس البلدية في هامترامك اليمني الأمريكي الدكتور أمير غالب ، وهذا الامر ساعده للاقتراب أكثر من هذه الجالية والاستماع لمشاكلها واكتساب ثقتها، حيث واستطاع أن يقنع جزءا كبيرا من أفراد هذه الجالية بالتصويت له، بعد إصابتهم بالخيبة من إدارة بادين، خاصة بشأن طريقة ادارتها للأزمة في الشرق الأوسط.
النظر بعين التفاؤل
ورغم ذلك ينظر عرب أمريكيون بعين التفاؤل إلى مستقبل هذه الأزمة. حيث ألمح رئيس بلدية هامترامك الدكتور أمير غالب ، إلى أن سياسة ترامب في الشرق الأوسط ستكون مخالفة لتلك التي انتهجها بايدن. وقال أثناء تجمع مع ظهور نتائج فوز ترامب. "وصلت الرسالة للناس بأن ترامب يسعى لإحلال السلام في الشرق الأوسط والعالم". مشيراً الى أن "ترامب سيحافظ على سياسته تجاه العرب والمهاجرين داخليا". ويضيف "أن هذه الجالية لم يكن لها أي خيار آخر غير التصويت لترامب"، بحكم الخيبة التي عبرت عنها في مرات عديدة أمام الفشل الذريع للإدارة الأمريكية في الضغط على تل أبيب لوقف نزيف الحرب في غزة ولبنان.
وعد ترامب لليمنيين الأميركيين
واستهدف ترامب وحملته اليمنيين الأميركيين في ميشيغان ووعدهم بألا تمتد الحرب في الشرق الأوسط إلى اليمن، متعهداً بمزيد من الاستقرار لبلادهم.
واشارت تصريحات المجموعة اليمنية في مدينة هامترك وعمدة المدينة، أمير غالب، بعد لقائهم مع ترامب إلى أنه وعد بإنهاء الحرب على غزة وأنه يمثلهم فيما يخص الحفاظ على القيم الأسرية والمجتمعية.
الى ذلك توقع عمدة هامترامك الدكتور أمير غالب، أن يكون هناك تمثيل لليمنيين في إدارة الرئيس ترامب الجديدة. وأضاف خلال كلمة ألقاها أثناء لقاءه بعدد من أبناء الجالية اليمنية:" نتوقع أن يكون لنا تمثيل في إدارة ترامب هذا ما نسمعه وصرح ايضاً حتى لو لم يكن هناك تمثيل، فهذا ليس مهماً. مؤكداً:" نحن صنعنا إنجازاً للجالية اليمنية وسنحافظ عليه، وفي المستقبل الجميع سيكون بحاجة إلينا".
اعلام متميز وقوي
يشار الى ان مجلة العربي الأمريكي اليوم وشبكة الأمة برس واذاعة صوت اليمن..صوت العربي الامريكي اليوم، تتصدر المشهد الإعلامي العربي في ولاية ميتشغان وفي عموم الولايات المتحدة، حيث اصبحت هذه الوسائل تمثل إعلاما متميزا وقويا ونوعيا، وتشكل دعامة إعلامية قوية للمجتمع اليمني والعربي الأمريكي والمسلم وكذلك للإعلام الأمريكي عامة.
اخيراً يبقى الجانب المشرق في مجال الإعلام الحر والمستقل في تشكيل خطاب إعلامي يتسق مع التطورات السياسية في كل منطقة، بعيد عن التحزب والاستقطاب والعمل على تقارب وجهات النظر من خلال نشر الثقافة والتوعية، بالإضافة إلى كسر حاجز الخوف والنمطية في طرح كافة المواضيع التي تهم المجتمع العربي.