
القدس المحتلة - أعلن الدفاع المدني في غزة الإثنين 18 نوفمبر 2024، أنه يواصل عملياته البحث وانتشال القتلى في بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع التي تعرضت لغارات جوية إسرائيلية عنيفة ودموية، لكنه أكد أن صعوبات كبيرة تواجه مهمته.
وتم انتشال ما لا يقل عن 34 جثة لرجال ونساء وأطفال من تحت أنقاض المبنى السكني المكون من خمسة طوابق في هذه البلدة والذي تعرض لغارة جوية إسرائيلية فجرالأحد أسفرت عن سقوط عشرات القتلى، وعشرات أخرين لايزالوا في عداد المفقودين.
وقال الناطق بإسم الدفاع المدني محمود بصل لفرانس برس "يكافح المسعفون والدفاع المدني والمواطنون بمعدات بدائية وبأيديهم للبحث عن ناجين وانتشال الشهداء من تحت أنقاض منزل عائلة غباين في بيت لاهيا".
وعبر بصل عن أمله في العثور على ناجين ، ولكن شدد أنه "مع مرور الوقت، يتضاءل الأمل"، مذكراً بأن "إطلاق النار أيضا من الاحتلال يعيق العمل".
وقال "ربما كثير من المصابين يموتون بسبب تأخر الوصول إليهم، لا توجد أي جهة في العالم تساعدنا".
وأعلن الدفاع المدني الاثنين أنه تكبد خسائر منذ بداية الحرب في تشرين الاول/اكتوبر العام الماضي، ، إذ قتل من عناصره "85 شهيدا وأصيب 301 واعتقل الجيش الإسرائيلي 20 عنصرا" إضافة إلى تدمير أو تضرر كافة مراكز الدفاع المدني ومعداته.
ومنذ ساعة مبكرة من صباح الإثنين تجمع عشرات المواطنين لمساعدة عناصر الدفاع المدني حيث استؤنفت عمليات البحث لانتشال القتلى من تحت ركام المبنى الذي سوي بالأرض.
وقال عبد الله حمودة (44 عاما) وهو من سكان بيت لاهيا، لفرانس برس إن الجيش لإسرائيلي أطلق النار من طائرة مسيرة على شاب كان يقود عربة توكتوك ، "كان في طريقه لنقل شهداء لكنه أصيب وتحول من منقذ إلى مصاب".
بينما تبدو زوجته عبير حمودة (39 عاما) تحت تأثير الصدمة من الغارة الجوية التي كانت قريبة من منزلها. وقالت "حتى الآن لا استطيع التصديق أنني من الأحياء أنا وزوجي وبناتي الستة".
وتضيف أن الجيش الإسرائيلي استهدف المبنى "على سكانه وهم نائمون كل المنطقة تضررت، لا يزال عشرات الشهداء تحت الارض، لو حصل هذا في بلد ثاني لشاهدنا الدنيا تنتفض".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن عملية عسكرية برية كبيرة في شمال قطاع غزة في 6 تشرين الأول/اكتوبر لمنع مقاتلي حماس من إعادة تشكيل قوتهم هناك.
وأعلن، الأحد، مقتل اثنين من جنوده في القطاع.
وعبر بصل عن قلقه إزاء "الوضع الصعب جدا" لأكثر من 70,000 من سكان بيت لاهيا وجباليا المجاورة، المهددين بالجوع والعطش والقصف الإسرائيلي المتواصل.
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس أشخاصا يغادرون بيت لاهيا سيرا على الأقدام باتجاه مدينة غزة جنوبا مساء الأحد. وكان العشرات من الأطفال والنساء وعدد قليل من الرجال والشباب يتحركون بين الأنقاض، التي كان الغبار يغطيها أحيانا.
وكان بعضهم يجرون عربات خشبية مملوءة بالحقائب.
وقال الناطق بإسم الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة رائد النمس إنه تم "إجلاء عشرات المصابين من مستشفيات شمال قطاع غزة إلى مستشفيات المعمداني والشفاء في مدينة غزة خلال الأيام الماضية" وتابع "المنظومة الصحية في مستشفيات شمال القطاع متدهورة".