القدس المحتلة - قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته، الخميس 14نوفمبر2024، إن أوامر الإخلاء المتكررة التي أصدرتها إسرائيل في غزة تشكل "جريمة حرب تتمثل في النقل القسري"، و"التطهير العرقي" في أجزاء من الأراضي الفلسطينية.
وجاء في التقرير أن "هيومن رايتس ووتش جمعت أدلة على أن المسؤولين الإسرائيليين يرتكبون جريمة الحرب المتمثلة في النقل القسري".
وأضافت هيومن رايتس ووتش أن "تصرفات إسرائيل تبدو أيضاً وكأنها تلبي تعريف التطهير العرقي" في المناطق التي لن يتمكن الفلسطينيون من العودة إليها.
وأشارت نادية هاردمان، الباحثة في هيومن رايتس ووتش، إلى أن نتائج التقرير المكون من 172 صفحة تستند إلى مقابلات مع النازحين من غزة، وصور الأقمار الصناعية، والتقارير العامة التي أجريت حتى أغسطس/آب 2024.
ورغم أن إسرائيل تقول إن النزوح مبرر لأسباب تتعلق بسلامة المدنيين أو لأسباب عسكرية، إلا أن هاردمان قال إن "إسرائيل لا تستطيع الاعتماد ببساطة على وجود الجماعات المسلحة لتبرير نزوح المدنيين".
"سيتعين على إسرائيل أن تثبت في كل الأحوال أن تهجير المدنيين هو الخيار الوحيد"، وذلك للامتثال الكامل للقانون الإنساني الدولي.
وبحسب الأمم المتحدة، نزح 1.9 مليون فلسطيني في غزة اعتبارًا من أكتوبر/تشرين الأول 2024. وقبل بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان عدد السكان الرسمي للقطاع 2.4 مليون نسمة.
وقال أحمد بن شمسي، المتحدث باسم قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، في مؤتمر صحفي، إن "تحويل أجزاء كبيرة من غزة بشكل منهجي إلى أماكن غير صالحة للسكن... وفي بعض الحالات بشكل دائم... يرقى إلى مستوى التطهير العرقي".
وأشار تقرير هيومن رايتس ووتش على وجه الخصوص إلى ممرات فيلادلفي ونيتساريم، التي تمتد على طول الحدود المصرية وتقطع غزة على طول محورها الشرقي الغربي على التوالي، والتي "تم هدمها وتوسيعها وتطهيرها" من قبل الجيش الإسرائيلي لإنشاء مناطق عازلة وممرات أمنية.
وأصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا على أن القوات الإسرائيلية يجب أن تحتفظ بالسيطرة طويلة الأمد على ممر فيلادلفيا.
وقال هاردمان إن القوات الإسرائيلية حولت ممر نتساريم المركزي، بين مدينة غزة ووادي غزة، إلى منطقة عازلة بعرض أربعة كيلومترات (2.5 ميل) خالية في معظمها من المباني.
- 'محو الشمال' -
ويستثني التقرير تطورات الحرب منذ أغسطس/آب 2024، وخاصة الهجوم الإسرائيلي المكثف على شمال غزة منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة لويز ووتريدج لوكالة فرانس برس إن العملية العسكرية أدت إلى نزوح ما لا يقل عن 100 ألف شخص من أقصى شمال الأراضي الفلسطينية إلى مدينة غزة والمناطق المحيطة بها.
وقال راغب الربيعة، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 63 عاما من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، لوكالة فرانس برس إنه طرد من منزله بعد أن "بدأ القصف من الجو والدبابات، وأخرجونا رغما عنا".
وأضاف "إنهم يدمرون كل شيء في جباليا، والهدف واضح حتى للمكفوفين: محو الشمال وقطعه عن غزة".
وجاء في تقرير هيومن رايتس ووتش أن "تصرفات السلطات الإسرائيلية في غزة هي تصرفات مجموعة عرقية أو دينية لإزالة الفلسطينيين، أو مجموعة عرقية أو دينية أخرى، من المناطق داخل غزة بوسائل عنيفة".
وأشارت إلى الطبيعة المنظمة للتهجير، ونية القوات الإسرائيلية ضمان أن المناطق المتضررة "ستظل فارغة وخالية من الفلسطينيين بشكل دائم".