تشجيع وَهب الأعضاء هدف شاب تشيلي فاز بمونديال كرة القدم للخاضعين لعمليات زرع

أ ف ب - الأمة برس
2024-11-13

هيكتور سانشيز في العاصمة التشيلية سانتياغو بتاريخ 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 (ا ف ب)سانتياغو(تشيلي) - كانت عملية زرع كبد خضع لها تاجر السيارات البالغ 31 عاما هيكتور سانشيز، وراء استعادته الأمل بالحياة، وتكريسه نفسه لمهمة تشجيع التبرع بالأعضاء في بلده تشيلي، حيث لا تزال هذه المسألة هامشية.
عندما كان طفلا، كان سانشيز يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم. وفي أيلول/سبتمبر، فاز وفريقه بأول بطولة في العالم مخصصة للاعبي كرة القدم الخاضعين لعملية زرع أحد الأعضاء. وفاز فريقه على إسبانيا بنتيجة 5-1 في هذه البطولة التي أُقيمت في إيطاليا.

يقول سانشيز وهو يلهث بعد الانتهاء مباشرة من مباراة ودية في سانتياغو بين لاعبين خاضعين لعملية زرع عضو وأعضاء منظمة خيرية تشجّع على التبرع بالأعضاء "لطالما حلمت بالدفاع عن تشيلي في كأس العالم واللعب ضد منتخبات أخرى".

ويشكل مع نحو عشرين شخصا خضعوا لزرع أعضاء معظمها كلى، فريق هواة من "منتخب تشيلي للاعبي كرة القدم الخاضعين لعملية زرع عضو".

وتقول رئيسة قسم زراعة الأعضاء في مستشفى سان خوسيه دي سانتياغو روث ليفا، في حديث إلى وكالة فرانس برس "عليهم الاعتناء بأنفسهم مثل أي رياضي عادي والتأكد من ترطيب أجسامهم".

عند حلول الليل وعلى ملعب عشبه اصطناعي، يركض سانشيز مرتديا قميصا حمراء تحمل الرقم 11، ويمرّر الكرة بسهولة كأي لاعب عادي.

لكن تحت قميصه، تظهر ندبتان كبيرتان تشهدان على رحلته الصعبة.

ويقول بائع السيارات بعد سبع سنوات من الخضوع لعملية الزرع "لو لم أُجرِ هذه العملية، لما كنت هنا على الأرجح".

- "اقتلاع العينين" -
ورغم أنّ تشيلي أقرّت عام 2010 قانونا يسمح لكل شخص بالغ أن يكون متبرّعا، لا يزال عدد عمليات زرع الأعضاء منخفضا مع معدل 10 عمليات لكل مليون نسمة، بحسب أرقام وزارة الصحة.

وهذا الرقم هو أقل بمرتين من المعدّل في أوروغواي (19,7 عملية)، الدولة الأبرز إقليميا في مجال زرع الأعضاء، أو الأرجنتين (18 عملية) أو البرازيل (17 عملية). وعلى المستوى العالمي، تحمل إسبانيا الرقم القياسي في هذا المجال مع معدل يبلغ 48,9 عملية لكل مليون نسمة.

ورغم أن "القوانين التشيلية متقدمة نسبيا" مقارنة بغيرها، "ليس هناك من توعية كافية بشأن التبرّع بالأعضاء"، على ما تأسف روث ليفا، موضحة أن والدَي المتوفى يحق لهما رفض أي عملية تبرّع.

وتشير إلى أن "عددا كبيرا من الأشخاص يعتقدون أنّ قريبهم المتوفى ستُقتلع عيناه (...) وأنّه سيصبح عاجزا عن مراقبتهم"، لافتة إلى أفكار مسبقة كثيرة تتمحور على التبرع بالأعضاء في تشيلي التي تضم لائحة الانتظار الخاصة بزرع الأعضاء أسماء 2200 شخص.

بالإضافة إلى ذلك، لا تسمح تشيلي سوى للشخص المتوفى دماغيا بأن يتبرّع بأعضائه، على عكس إسبانيا التي يمكن فيها أخذ الأعضاء من الأشخاص المتوفين جراء سكتة قلبية، بحسب ليفا.

هيكتور سانشيز (يمين) وإديسون فلوريس (يسار) مع كأس بطولة كرة القدم للاعبين الذين خضعوا لزرع عضو في العاصمة التشيلية سانتياغو بتاريخ 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 (أ ف ب)

كان من المفترض أن يخضع سانشيز لعملية زرع كبد قبل سنّ الخامسة عشرة، لكنها لم تُجر له إلا بعد مرور تسع سنوات إضافية، أي عندما كان يبلغ 24 عاما.

وبعد فشل عملية أولى وبقائه ثمانية أشهر في العناية المركزة، أمكنَ إجراء عملية زرع ثانية له كانت ناجحة هذه المرة، مما أتاح له العودة تدريجيا إلى حياته الطبيعية.

ويقول باسما "بمجرد دخولك الملعب تنسى كل شيء، أنا شخص عادي، أنا أسعد شخص".









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي